القوة الناعمة لعاصفة الحزم - عبدالله مغرم

  • 4/12/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

منذ الساعات الأولى لعاصفة الحزم ظهر السفير السعودي في واشنطن الأستاذ عادل الجبير في مؤتمر صحفي تحدث فيه عن أهداف التحالف العسكري الذي تقوده المملكة، تلا ذلك عدد من اللقاءات عبر شبكات التلفزة العالمية كقناة فوكس نيوز وقناة السي إن إن، والذي أكد من خلالها أن الحل العسكري السعودي تجاه اليمن ليس طائفياً وإنما لاستعادة الشرعية من انقلاب ميليشيات الحوثي. ومع الجهد المميز الذي قام به السفير السعودي في واشنطن نجحت قوات التحالف ميدانياً وإعلامياً عبر الموجز الإعلامي الذي يقوده باحترافيه المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد أحمد عسيري، وعزز من ذلك الحضور أداء وسائل الإعلام الوطنية والعديد من القنوات العربية والمؤيدين لعاصفة الحزم عبر شبكات التواصل الاجتماعي من السعوديين والأشقاء في اليمن والعالم العربي والإسلامي. فماذا عن وسائل الإعلام العالمية؟ مع وضوح أهداف عاصفة الحزم وأنها ليست حربا مذهبية لاسيما وأن قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ليست شيعية وليست في منأ عن نيران قوات التحالف ومع ذلك بعض وسائل الإعلام العالمية تحاول تفسير ما تقوم به قوات التحالف بأنه طائفي! وفي المقابل تتعمد بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية الترجمة الخاطئة والمجتزئة، كما حدث في ترجمة حوار الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الكاتب في صحيفة النيويورك تايمز توماس فريدمان والذي تحدث فيه لمدة 45 دقيقة حول الاتفاق النووي مع إيران ورؤيته أن إيران دولة خطرة ومتورطة في أنشطة أدت لمقتل مواطنين أمريكيين ووجود خطر على دول الخليج منها، واكتفت تلك القنوات بنشر جزء محدود من حوار أوباما تحدث فيه عن خطر داعش على المملكة! ولست هنا في صدد الحديث عن أسباب اقتطاع جزء محدود من حوار أوباما وإبرازه، فالهدف واضح. من خلال ما سبق يتضح أهمية تطوير منظومة الإعلام السعودي لتكون أكثر فاعلية على المستوى الإقليمي والدولي، فلابد من الوصول إلى 800 مليون مسلم من غير العرب، وكذلك البث بلغات أخرى كالفارسية التي يشكل الفرس قرابة نصف سكان إيران وبعض الأقليات والتي يشكل السنة منهم أكثر من 20 مليون نسمة. بينما وعلى المحور الآخر لا بد أن تنشر وكالة الأنباء السعودية الأخبار وبخاصة ما يهم المتابع الدولي لأحداث المنطقة بعدة لغات وعلى أقل تقدير عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتويتر تحديداً لإيضاح وجهة النظر الدقيقة حول عاصفة الحزم والجهود الميدانية والإنسانية التي تقوم بها دول التحالف، مع استحداث وسائل إعلام سعودية ناطقة بعدة لغات عالمية، ولعل من أهمها اللغة الإنجليزية لأهداف سياسيه واقتصادية، فالعديد من الدول تبث بلغات أخرى ومنها هيئة الإذاعة البريطانية BBC الناطقة ب 28 لغة، وقناة RT الروسية الحكومية والناطقة بست لغات، وكان آخر عمل قامت به في سبيل جذب المتابعين استقطاب مذيع ال "سي إن إن" لاري كينغ، كل ذلك يعطي مؤشرا حول أهمية إكمال النجاحات التي تحققها عاصفة الحزم على مستوى القوة الصلبة "عسكرياً"، بتطوير منظومة القوة الناعمة السعودية والتي يعد الإعلام جزءا رئيسا منها للوصول إلى شرائح واسعة حول العالم.

مشاركة :