أصدرت الولايات المتحدة قرارا يحرم المهاجرين القادمين من الحدود المكسيكية حق التقدم بطلب لجوء، فيما يقود الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة أمنية في الداخل تستهدف المقيمين بطريقة غير شرعية. ونشرت الجريدة الرسمية، الاثنين، تعديلا قانونيا جديدا لوزارتي العدل والأمن الداخلي، ينص على أن المهاجرين القادمين من بلدان أميركا الوسطى أو بلد آخر إلى الولايات المتحدة عبر الحدود المكسيكية سيفقدون حق التقدم بطلب لجوء في البلاد، حيث يدخل التعديل حيز التنفيذ الثلاثاء، ويشمل المهاجرين القاصرين أيضا. وشنت السلطات الأميركية عمليات على نطاق ضيق لاعتقال الأسر التي لا تحمل وثائق في مطلع الأسبوع في بداية لتطبيق خطة ترحيل الآلاف من المهاجرين. ومن المتوقع أن تستهدف العملية التي تستمر عدة أيام نحو ألفي أسرة وصلت حديثا في نحو عشر مدن أصدر قاضي هجرة أوامر بترحيلها. وتهدف عمليات الإبعاد منع حدوث زيادة في عدد الأسر الهاربة من الفقر وأعمال عنف العصابات في بلادها في أميركا الوسطى مع سعي الكثير منها إلى الحصول على حق اللجوء في الولايات المتحدة. وكانت إدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية قد قالت الشهر الماضي إن المداهمات ستستهدف المهاجرين الذين لا يملكون وثائق والذين وصلوا في الآونة الأخيرة إلى الولايات المتحدة وذلك بهدف كبح موجة تدفق للمهاجرين عند الحدود الجنوبية الغربية. المكسيك وعدت الولايات المتحدة بأنها ستخفض عدد المهاجرين الذين يصلون إلى الحدود الأميركية – المكسيكية، لتجنب فرض رسوم على صادرات هدد بها ترامب وتقول الجماعات المدافعة عن حقوق المهاجرين إن التهديد الوشيك للمهاجرين الذين لا يملكون وثائق يضر بمجتمعاتهم وبالاقتصاد الأميركي، إذ أنه يجبر البالغين على التغيب عن العمل والأطفال على عدم الذهاب إلى المدرسة خشية القبض عليهم. وجعل ترامب من مكافحة الهجرة السرية أحد المحاور الكبرى لولايته. وهو يدعو المكسيك باستمرار إلى وقف المهاجرين القادمين من أميركا الوسطى، خصوصا من الهندوراس وغواتيمالا والسلفادور، ويعبرون أراضيها. ويواجه الرئيس الأميركي انتقادات بشأن إمكانية إغلاق الحدود مع المكسيك، الاقتراح الذي واجه معارضة حتى داخل معسكره لأن تأثيره الاقتصادي سيكون كارثيا. وحذر زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل من أن “إغلاق الحدود يمكن أن يكون له تأثير اقتصادي كارثي على بلدنا وآمل ألا نفعل ذلك”. ويعبر الحدود بين أكبر اقتصاد في العالم وشريكته التجارية الثالثة في الاتجاهين يوميا مئات الآلاف من الأشخاص و1.7 مليار دولار من المنتجات الزراعية والصناعية والسلع الاستهلاكية الأخرى. ومنذ بدء تطبيق اتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا في 1994 (أعيد التفاوض حوله بطلب من ترامب العام الماضي)، أصبحت قطاعات كاملة من الاقتصاد متشابكة. ووعدت المكسيك، خلال يونيو، الولايات المتحدة بأنها ستخفض عدد المهاجرين الذين يصلون إلى الحدود الأميركية – المكسيكية، لتجنب فرض رسوم على صادرات هدد بها الرئيس دونالد ترامب.
مشاركة :