كشفت مصادر مطلعة على قضية خلية الإخوان المصرية التي أعلنت وزارة الداخلية الكويتية ضبطها، الجمعة الماضية، عن محاولة اختراق قطري لإنقاذ عناصر الخلية قبل ضبطهم بساعات، مشيرةً إلى أن الدليل على ذلك هو القبض على زعيم الخلية أبوبكر الفيومي الذي كان على وشك الهروب إلى قطر، بعدما تلقى اتصالاً من مسؤول قطري قام بتحذيره، حيث تم القبض عليه في المطار، قبل دقائق من إقلاع طائرته. وأكدت المصادر لـ«الاتحاد»، أن الأمن الكويتي اكتشف التدخل القطري خلال عمليات ضبط عناصر الخلية، واعتبروه مساساً بالسيادة الكويتية، ولذلك كان الإعلان عن الخلية بالفيديو، وبشكل إعلامي غير مسبوق، في رسالة تحذيرية لقطر وللإخوان، بأن سيادة الكويت خط أحمر لا مساس به. وقال القيادي الإخواني المنشق، ثروت الخرباوي، إن إخوان الكويت هم أخطر «إخوان» في الخليج العربي، وهم مؤسسو أول فرع لتنظيم الإخوان في الجزيرة العربية عام 1945، موضحاً أن الكويتيين عبدالعزيز المطوع، وشقيقه عبدالله، بعدما تقابلا مع حسن البنا، مؤسس الجماعة الإرهابية، بدأوا نشاط الجماعة ودعمهم البنا، بأعداد من المدرسين المصريين ليكونوا نواة الجماعة في الكويت، قائلاً إنهم لم يسموا أنفسهم بجماعة الإخوان، ولكن بأسماء أخرى. ويصل وفد أمني مصري رفيع المستوى إلى الكويت، لإطلاع الجانب الكويتي على التحقيقات التي أجرتها السلطات المصرية والليبية مع الإرهابي هشام عشماوي الذي كشف من ساعدوه للتنقل بين عدة دول، ومولوه من الإخوان. وسيحمل الوفد المصري، بحسب صحيفة «الأنباء» الكويتية، ملفاً لبعض الخلايا النائمة داخل الكويت، والمرتبطة بتنظيم الإخوان. ويؤكد طارق أبو السعد، القيادي الإخواني المنشق، أن الخطوة التي اتخذتها الكويت، بالقبض على عناصر من تنظيم جماعة الإخوان خطوة صحيحة وجريئة، لافتاً إلى أنه ربما داخل المنظومة السياسية، هناك من يعاون الإخوان، وهو من منع إدراجها جماعة إرهابية، خلال السنوات الماضية، موضحاً أن التحول في موقف الكويت تجاه تنظيم الإخوان، يؤكد أن هناك إدراكاً حقيقياً لوجود خطر من جماعة الإخوان، مشيراً إلى أن اعترافات عشماوي وسقوطه ربما كشفت الكثير من الأسرار، التي لم يكن يعرفها أحد حول التنظيم في الكويت. وشدد أبو السعد، في اتصال هاتفي لـ«الاتحاد»، على أن هناك إشاراتٍ لاعترافات شخصيات هامة جداً لها علاقة بالإخوان حول هذه الخلية، حول استخدام الكويت كمنصة وفي الغالب مالية، مشيراً إلى أن السلطات الكويتية ستضيق على التنظيم المصري من الإخوان هناك. وكشف أبو السعد، أن جمعية الإصلاح الخيرية الكويتية، هي فرع الإخوان في الكويت، وهي العنوان الخليجي للإخوان، ما زالت موجودة ولا يوجد أي معلومات لإغلاقها، لافتاً إلى أن حظر الجماعة في الكويت يرتبط بوقف نشاط هذه الجمعية. وقال إن التحقيقات التي أجريت مع الخلية، كشفت عن تفاصيل خطيرة تضر بالاقتصاد الكويتي، وهي عمليات تحويل الأموال وغسيلها عبر مؤسسات كويتية. ولفت القيادي الإخواني المنشق، إلى أن نشاط الإخوان في الكويت ووقفه أو حظره، له علاقة باستخدام بنوك ومؤسسات الكويت لعملية تدوير الأموال المهربة من تركيا وقطر وأوروبا بطريقة ما، لوضعها في النهاية لصالح تنظيم الإخوان. وبحسب صحيفة «القبس» الكويتية، فإن 300 مصري ينتمون لتنظيم الإخوان الإرهابي غادروا الكويت خلال الفترة الماضية، وتوجهوا إلى تركيا وأستراليا وبريطانيا، ودولة عربية، خشية ملاحقتهم من قبل الإنتربول المصري، كونهم مدانين في قضايا على أرض بلدهم، وذلك في وقت ما زالت تتفاعل فيه قضية القبض على عناصر خلية الإخوان في البلاد، موضحةً أن جهاز أمن الدولة بصدد استدعاء شخصيات دينية، وأصحاب شركات على صلة بالمتهمين الثمانية في قضية الخلية الإخوانية. وقال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية المصرية الأسبق، إن هناك أصواتاً مؤيدة للإخوان، معارضة داخل مجلس الأمة الكويتي لعدم تسليم عناصر الخلية الإخوانية التي تم ضبطها إلى مصر. وأضاف نور الدين، أن إمكانية حظر جماعة الإخوان، واعتبارها جماعة إرهابية، متعلق بشكل كبير باستجواب الخلية التي تم ضبطها، واستشعار الكويت خطر الجماعة، وإمكانية تنفيذها أي عمليات إرهابية داخل الكويت، وهو ما قد يدفع الكويت إلى إعلان أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي. وذكرت صحيفة «الرأي» الكويتية، أن الكويت سلمت أفراد الخلية، الذين اعترفوا بارتكاب العمليات الإرهابية، للسلطات المصرية، وذلك على دفعتين، بحسب الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين. وكشف الباحث في ملف تيارات الأصولية السياسية، عمرو فاروق، أن تقارير سيادية حذرت من تحويل الكويت إلى مركز يستهدف صناعة امتداد إخواني داخل دول الخليج العربي، لمحاولة تأجيج الأوضاع الداخلية والسيطرة على الحكم فيها، مثلما حدث من قبل في بعض دول المنطقة العربية، كتونس، ومصر، وليبيا، واليمن، لافتاً إلى أن التقارير السيادية قدمت معلومات موثقة حول حجم تحركات الإخوان في الكويت، وسيطرتهم على تسفير العمالة، ودور بعض قيادات الإخوان بالكويت في التواصل مع قيادات في التنظيم الدولي، وبعض ممثلي المؤسسات الاقتصادية الإخوانية في أوروبا، التي تمثل مسارات مهمة في تمويل مشاريع وأنشطة الجماعة داخل المنطقة العربية، من خلال بعض الجمعيات الخيرية والكيانات العاملة في النطاق الاجتماعي. وذكر فاروق، أنه ما زالت هناك جمعيات خيرية عاملة في القاهرة، تدخل في شراكة مع كيانات وجمعيات كويتية، وتمثل أداة من أدوات الدعم المالي لتنظيم الإخوان في مصر بشكل غير مباشر.
مشاركة :