حذر تقرير لشبكة «إن بي سي نيوز» الإخبارية الأميركية من أن الخلافات بين الولايات المتحدة والحكومة التركية قد تصبح دائمة، ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن تركيا لم تعد حليفاً موثوقاً لحلف الناتو، وأن تسلم حكومة أردوغان لنظام الدفاع الجوي الروسي هو يمثل نقطة تحول في العلاقة بين الجانبين. ونقلت الشبكة عن مسؤولين وخبراء سابقين أن قرار تركيا بتجاهل التحذيرات الأميركية وتسلم نظام صواريخ دفاع جوي روسي الصنع قد يشير إلى تمزق دائم في تحالفها مع واشنطن، وسيختبر استعداد الرئيس دونالد ترامب لفرض عقوبات صارمة على أنقرة. وقال إريك إيدلمان، وهو مسؤول كبير سابق شغل منصب سفير الولايات المتحدة في تركيا في الفترة من 2003 إلى 2005، ويعمل حالياً في مركز الدراسات الاستراتيجية وتقييم الموازنة «نحن في طريقنا إلى أزمة كبيرة في العلاقات الأميركية التركية. لا أعتقد أنها ستتحسن في أي وقت قريب». ويخشى المسؤولون الغربيون من أن يقوم المهندسون الروس الذين يقومون بإنشاء نظام الصواريخ «إس 400» بالتجسس على الطائرات المقاتلة الأميركية الصنع التي تطير من قاعدة إنجرليك الجوية الأميركية في تركيا، لكنهم يرون أيضاً أن المشروع محاولة من جانب موسكو لتقويض التحالف عبر المحيط الأطلسي. وقال مسؤولون دفاعيون أميركيون إن الرادار الروسي وصواريخ أرض - جو لا تتوافق أيضاً مع الأجهزة العسكرية لحلف الناتو، وإذا نشرت تركيا النظام الجديد، فلن يكون لديها شبكة دفاع جوي متكاملة تضم أعضاء في حلف الناتو. وقال أيكان إرديمير، العضو السابق في البرلمان التركي، وهو الآن زميل أقدم في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات «هذا يرمز إلى التحول الأكبر في توجه تركيا بعيداً عن التحالف عبر الأطلسي وقيمه، وتوجهها نحو الشرق». وأشارت الشبكة الأميركية إلى توتر العلاقات الأميركية التركية في السنوات الأخيرة بسبب حملة أردوغان القمعية الشديدة على المعارضة، وفرض عقوبات واشنطن على إيران وفنزويلا، وقبل كل شيء، على الدعم الأميركي للقوات الكردية التي تقاتل تنظيم داعش الإرهابي في سوريا المجاورة. وفي يناير الماضي، رفض الرئيس التركي مقابلة جون بولتون، مستشار الأمن القومي لترامب، بعد أن قال إن حكومة أردوغان بحاجة إلى تقديم ضمانات بشأن حماية سلامة الأكراد في سوريا. وقبل تولي أردوغان، كانت الولايات المتحدة تنظر منذ فترة طويلة إلى تركيا كحليف ديمقراطي حيوي في العالم الإسلامي والشرق الأوسط يمكن الاعتماد عليه كشريك ثابت. لكنّ المسؤولين الحاليين والسابقين للولايات المتحدة يقولون إن تركيا لم تعد حليفاً موثوقاً لحلف الناتو، وإصرار حكومة أردوغان على المضي قدماً في نظام الدفاع الجوي الروسي هو نقطة تحول ستترك آثاراً سلبية يصعب تجاوزها. ومن الآن فصاعداً، من المرجح أن يتم التعامل مع تركيا على أنها «مجرد دولة أخرى يتعين علينا التعامل معها»، حيث لا تزال هناك مصالح مشتركة بشأن قضايا وخلافات منفصلة عن الآخرين، كما قال إيلان جولدنبرج الذي عمل كمسؤول كبير في إدارة أوباما. وقال مسؤولون، وفقاً للشبكة، إنه في حال نشوب صراع محتمل مع إيران، فمن المحتمل أن ترفض تركيا طلباً أميركياً باستخدام القواعد الجوية على أراضيها لغارات القصف عبر الحدود. وقال جولدنبرج «أجد صعوبة في رؤية الولايات المتحدة تصل إلى إنجرليك للقيام بعمليات هجومية داخل إيران، ففي عام 2003، عندما خططت الولايات المتحدة لغزو العراق، رفضت تركيا طلباً من واشنطن بشن عمليات من أراضيها».
مشاركة :