قالت صحيفة خليجية، "يشكل قيام الكويت بالقبض على الخلية الإخوانية التي هربت من مصر إلى أراضيها، أهمية كبرى، ونقطة تحول في الحرب العربية على الإرهاب، فهذه الخطوة تعني أن الكويت أصبحت طرفاً رئيسياً في هذه الحرب، إلى جانب الدول العربية التي تخوض منذ سنوات حرباً على الإرهاب، ضد مختلف التنظيمات الإرهابية، على المستوى القضائي، حتى ولو لم تنضم رسمياً على المستوى السياسي". وأضافت صحيفة "الخليج"، فالكويت التي كانت فيما مضى معقلاً مهماً لتنظيم الإخوان، على المستوى العربي، لأن فيها فرعاً للتنظيم، لم تعد بهذه الخطوة تمثل هذا المعقل، لغير أبناء الكويت، ومن ثم لم تعد ملاذاً آمناً لعناصر وقيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، الملاحقين عربياً، ودولياً. وتعكس هذه الخطوة أيضاً أن الكويت بدأت تستشعر، بجدية، خطورة الزج بها في معترك الدول التي تؤوي العناصر الإرهابية، لأنها تدرك تبعات ذلك عربياً، ودولياً، ومن ثم كانت استجابتها سريعة في القبض على عناصر الخلية الإرهابية، فور مطالبة مصر بهم، وإمداد الكويت بالمعلومات اللازمة، ما يشير كذلك إلى أن الكويت لن تتردد مستقبلاً في منع عناصر «الإخوان» وغيرهم من اتخاذ أراضيها ملاذاً لهم. وأدت هذه الخطوة كذلك، كما تكشف، أن ما لا يقل عن 300 عنصر إخواني غادروا الكويت فور قيام السلطات الكويتية بالقبض على عناصر الخلية الإخوانية الإرهابية، ومن ثم تكون الصلة التنظيمية قد انقطعت فعلياً - على أرض الواقع - بين «إخوان» الكويت، وبين «إخوان» مصر، لأن التطورات كشفت أن ما فعله «إخوان» مصر سبب حرجاً كبيراً «لإخوان» الكويت، وتسبب بتوتر العلاقات بينهم وبين الدولة الكويتية، خاصة في وقت تشهد فيه منطقة الخليج توتراً ظاهراً، بفعل الأزمة الأمريكية الإيرانية، ومن ثم فإن الكويت في حاجة ماسة إلى تعزيز اللحمة الداخلية، وليست في حاجة إلى أي مصادر دخيلة لصناعة توترات داخلية، ومن ثم كانت هذه المواجهة ضرورة من أجل إعلاء كلمة الدولة والقانون في الكويت، على أي اعتبارات فئوية، أو أمنية. وتبعاً لهذه التطورات، التي تركت أثراً طيباً لدى مصر، وكذلك لدى العديد من الدول العربية المنخرطة في الحرب على الإرهاب، فإن الملاذات الآمنة التي كانت متاحة لتنظيم الإخوان الإرهابي، وأعوانه من التنظيمات الأخرى، أصبحت تضيق يوماً بعد يوم، ولم يعد في الأرض العربية، وفي الإقليم، متسع لهم، سوى قطر وتركيا، وبعض مناطق التوتر والحروب الأهلية، مثل ليبيا. وتشير التوقعات إلى أن فرص «الإخوان» في تركيا تضيق يوماً بعد يوم مع تعقد الوضع الداخلي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المهدد بخسارة أي انتخابات قادمة، في ضوء نتائج بلدية إسطنبول، ومن ثم فإن قطر التي تستمد جزءاً من موقفها المساند «للإخوان»، مرشحة لمزيد من التعقيدات، في ظل التطورات الحالية، والتطورات التركية، ما يصب في مصلحة الجهود العربية للحرب على الإرهاب.
مشاركة :