قنصلية مصر بجدة تحتفل بالعيد الوطني، والقنصل يودّع الحضور بصوت متحشرج.

  • 7/16/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بمناسبة اليوم الوطني ومرور٦٧ عاما على ثورة 23 يوليو1952م، أقامت القنصلية المصرية بجدة في فندق “الريتز كارلتون” حفل استقبال، حيث كان القنصل العام لجمهورية مصر العربية د. حازم رمضان وحرمه د. نيفين في استقبال الضيوف الحضور، وفي طليعتهم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود و مدير عام وزاره الخارجية بمنطقة مكة المكرمةالسفير جمال بالخيور، ومدير مكتب المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة أحمد عبد الله بن ظافر، ورجل الأعمال الشاعر والدكتور محمد بن عبود العمودي، وعدد كبير من رجال الأعمال والقناصل المعتمدين في جدة. بدأت مراسم الاحتفال بالسلام الوطني لجمهورية مصر والسلام الملكي السعودي، ثم ألقى القنصل العام د. حازم رمضان كلمة رحّب فيها بالحضور، ثم قال: ” أرحب بكم جميعاً, وأشكركم على حرصكم على التواجد معنا اليوم للاحتفال بالعيد السابع والستين لثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952، التي مثّلت علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، والتي أصبحت تتواكب مع ثورة 30 يونيو 2013م، التي تمثّل علامة فارقة جديدة تصحّح مسار ثورة 25 يناير2011م، وتعكس إرادة جموع الشعب المصري الرافضة لمحاولات اختطاف الوطن والسعي لتبديد هويته وميراثه من جانب قوى خارجية باسم الدين. وفي هذا المقام أجد لزاماً عليّ الإشادة بالتعاون الوثيق والتنسيق القائم بين البلدين الشقيقين، مصر والمملكة العربية السعودية، والتي عكستها تعدّد اللقاءات الأخيرة بين قيادات البلدين خلال عام 2019، متمثلة في زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في أعمال القمة العربية ــ الأوروبية الأولى يومي 24و25 فبراير، ثمّ زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة في مايو2019 للمشاركة في كل من القمة العربية الطارئة وقمة منظمة التعاون الإسلامي، ثم لقاء السيد الرئيس مع سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين على هامش المشاركة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في اليابان مؤخراً”. ثم أشار إلى أهمية الدور المصري دولياً، فقال: ” بالإضافة إلى ما سبق، تجدر الإشارة إلى أن عام 2019 يمثّل أهمية خاصة للدور المصري إقليمياً ودولياً، حيث تتولى مصر حالياً رئاسة الإتحادالإفريقي، والتي تحرص من خلالها على إحراز المزيد من النجاحات للعمل الإفريقي المشترك، ويؤكد ذلك إطلاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية التي طالما سعت إليها شعوب القارة في30 مايو2019، كما تستضيف مصر حالياً بطولة الأمم الأفريقية في كرة القدم، بعد استضافة الدورة الأولى لمهرجان منظمة التعاون الإسلامي لتحقيق التواصل والتقارب بين الشعوب الإسلامية، وكذا الدورة الأولى لملتقى الشباب العربي والأفريقي في مارس2019 بمدينة أسوان، كما شارك السيد الرئيس في قمة منتدى الحزام والطريق في شهر ابريل2019 لما تحتويه هذه المبادرة من قطاعات ومجالات حيوية ذات أولوية في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة”. أيضا تطرق النقل د. حازم إلى موقف مصر من القضية الفلسطينية وسوريا والمنطقة الإقليمية، فقال: “وكما هو معروف، فإن موقف مصر ثابت وراسخ في المطالبة بحل عادل وشامل يحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق تسوية شاملة للأزمة في سوريا تحفظ وحدتها وسلامتها الإقليمية، ودعم استقرار و وحدة ليبيا الشقيقة وسلامتها الإقليمية ضد مخاطر الإرهاب والتدخلات الخارجية. كما رحبت مصر بالاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف السودانية مؤخرا لضمان الأمن والاستقرار في السودان الشقيق، كما تطالب مصر بتسوية الأزمة اليمنية وفقا لمرجعياتها المعروفة. كما تؤكد مصرالحاجة إلى مواجهة شاملة لجميع أشكال الإرهاب ورفض محاولات ربطها بين أو ثقافة أو عرق معين، فضلا عن تأكيدات السيد الرئيس خلال القمتين العربية والإسلامية الأخيرتين في مكة المكرمة على أن أمن منطقة الخليج العربي يمثل أحد الركائز الأساسية للأمن القومي العربي، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي المصري”. وأضاف مخاطبا الجمع الكريم: نجحت مصر خلال السنوات الماضية، بقيادة السيد الرئيس وبإصرار الشعب وإرادته، وبكفاءة وبطولة القوات المسلحة والشرطة، وتكاتف جميع مؤسسات الدولة، أن تحمي البلاد من الفوضى والصراعات وأن تضع أسس متينة وراسخة للاقتصاد من خلال تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل، وباتت الإنجازات المتلاحقة والمشروعات العملاقة التي تحققت في مصر على مدار السنوات الأخيرة واضحة للعيان، لا سيما في مجالات البنية الأساسية والتجمعات العمرانية الجديدة وفي مجال الطاقةالجديدة والمتجددة خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، واكتشافات البترول والغاز، وتعظيم الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، وخاصة لتلك الدول التي تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة، لا سيما في المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا، وهو ما انعكس في زيادة إيرادات قناة السويس بنسبة16,7% عام 2018، وارتفاع نسبة نمو الاقتصاد إلى 5,3%، وتراجع معدل البطالة إلى أقل من 9%، وارتفاع الاحتياطي الأجنبي لمصر إلى 44,2 مليار دولار لأول مرة، وانخفاض التضخم إلى 13% في ابريل 2019. من ناحية أخرى، اغتنم هذه الفرصة لأتوجه إلى أبناء الجالية المصرية المتميزة المقيمين في وطنهم الثاني السعودية بالتحية والتقدير، مؤكداً أن القنصلية المصرية العامة في جدة تتشرف وتحرص على تقديم كافة الخدمات لكم في مناطق المملكة الغربية والجنوبية السبعة الواقعة في نطاق عملها، فضلاً عن خدمة ورعاية الحجاج والمعتمرين اللذين يقارب عددهم المليون سنوياً. لم يستطع القنصل منع حشرجة صوته بعد أن استطاع منع الدموع التي ترقرقت في عينيه وهو يودع الحضور بقوله: ” اسمحوا لي الآن بأن أبتعد عن الكلمات التقليدية، هناك لقاء وبداية وهناك وداع ونهاية، وفي هذه المناسبة التي تقارب فيها مهمتي كقنصل مصر العام في جدة على الانتهاء، وقبل ترك الأعباء الوظيفية الشاقة إلى آفاق التقاعد عما قريب، أؤكد أنني وأسرتي سعدنا وتشرفنا باحتضان أهل جدة والمملكة لنا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة منذ عام 2016، كما يشهد الله أني وأسرتي لم ندخر جهداً ولا وسعاً على مجار 33 عاماً من العمل الدبلوماسي لرفع راية مصر عالية في كل منصب توليناه داخل أو خارج مصر، ونحمد الله الذي منَّ علينا بأن يكون جوار الكعبة المشرفة والمسجد النبوي هو مسك الختام بعد أن منّ الله علينا من قبل، بالعمل جوار المسجد الأقصى والصلاة فيه. ولا يفوتني أن أتوجه بجزيل الشكر والعرفان إلى السيدة زوجتي شريكتي وأبنائي الأعزاء الذين ساعدوني ودعموني بكل قوة خلال سنوات الكفاح والعمل الطويلة، وأن أتوجه أيضا بكل الشكر إلى زملائي أعضاء القنصلية العامة، فلولاهم ولولا اجتهادهم لما استطعت تأدية المهمة الشاقة التي كانت ملقاة على عاتقي في جدة، فضلاً عن تحية إعزاز وتقدير خاصة إلى السيد السفير جمال بلخيور مدير عام الخارجية السعودية ــ فرع مكة، والسيد الفاضل أحمد بن ظافر مدير عام المراسم الملكية ــ فرع مكة. أتوجه إليكم بالشكر والتقدير وأتمنى كل الخير لكم ولبلادنا وشعوبنا.. عاشت المملكة العربية السعودية. تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر”.

مشاركة :