تمكن جوليان أسانج من تحويل السفارة الإكوادورية في لندن إلى مركز قيادة للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016. وفقاً لتقرير نشره موقع شبكة «سي إن إن». وتوضح الوثائق التي حصلت عليها الشبكة كيفية حصول مؤسس «ويكيليكس» على ملفات من المرجح أنها تحتوي على مواد مخترقة من عملاء روس خلال اجتماعات عقدت أحيانا داخل السفارة. وقامت «يو سي غلوبال»، وهي شركة أمنية إسبانية خاصة استأجرتها الحكومة الإكوادورية، بجمع مئات الصفحات من تقارير المراقبة وسجلات الزوار. وتدعم المعلومات الاقتراح الذي طرحه المستشار الخاص روبرت مولر في تقريره بأن مؤسس «ويكيليكس» ساعد الروس في تقويض الانتخابات الأميركية. وتظهر التقارير أن أسانج التقى بالروس و«المتسللين من الطراز العالمي» قبل التسريبات الخطيرة. وحصل أسانج أيضاً على تحديثات أجهزة الكومبيوتر للمساعدة في نقل الملفات المشفرة الضخمة من العملاء الروس، وفقاً للوثائق. وقالت سجلات الأمن إن أسانج تمكن شخصياً من إدارة بعض إصدارات المستندات «مباشرة من السفارة». وبعد الانتخابات، أكدت شركة الأمن أنه «لا شك في وجود دليل» على أن أسانج لديه علاقات مع وكالات الاستخبارات الروسية. ولطالما نفى أسانج العمل لدى الكرملين ويصر على أن مصدر التسريبات «ليس الحكومة الروسية وليس طرفاً في الدولة». وتتهم الولايات المتحدة أسانج بالتجسس وطالبت بتسليمه. وستعقد الجلسة للنظر في هذا الطلب في أواخر فبراير (شباط) 2020 في المملكة المتحدة. وتأخذ عليه الولايات المتحدة أنه عرض للخطر بعضاً من مصادرها عندما نشر في 2010 عبر «ويكيليكس» 250 برقية دبلوماسية ونحو 500 ألف وثيقة سرية حول أنشطة الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان. وتتهمه أيضا بـ«التآمر» مع المحللة العسكرية السابقة تشيلسي مانينغ، التي تقف وراء هذا التسريب غير المسبوق. ولجأ أسانج الأسترالي في عام 2012 إلى سفارة الإكوادور في لندن وظلّ فيها لغاية 11 أبريل (نيسان) الماضي حين اعتقلته الشرطة البريطانية بعد سحب كيتو حق اللجوء منه. ووضع على الفور في الاعتقال ثم حكم عليه بالسجن 50 أسبوعاً في الأول من مايو (أيار) لانتهاكه شروط حريته الموقتة. وأكدت الحكومة الإكوادورية أنها تلقت ضمانات خطية من لندن، عندما سحبت اللجوء من هذا الأسترالي، بأنه لن يسلم إلى دولة يمكن أن يتعرض فيها للتعذيب أو عقوبة الإعدام. وقد وجهت الولايات المتحدة 18 تهمة إلى جوليان أسانج، ويبلغ تراكم العقوبات عن جميع هذه التهم نحو 175 عاما في السجن.
مشاركة :