كشفت الباحثة المسجونة في إيران أرَس أميري، في رسالة مفتوحة إلى رئيس السلطة القضائية الإيرانية، أن الحكم بسجنها 10 سنوات جاء بسبب رفضها التجسس ضد مؤسسة بريطانية حكومية تعمل بها. ونشرت وكالة "هرانا" الاثنين، رسالة أميري التي قالت خلالها، إنها سُجنت بتهمة "التجسس" لأنها رفضت التعاون مع الاستخبارات الإيرانية بالتجسس على المجلس الثقافي البريطاني الذي تعمل فيه. وتساءلت: "كيف يُعتبر العمل مع المؤسسات الرسمية للحكومة البريطانية تعاونا مع الأجهزة الاستخباراتية البريطانية، رغم أن لندن لا تُعدّ دولة معادية، بل إن علاقتها الدبلوماسية مع إيران، على أعلى مستوى سياسي". وتعمل أرس أميري في المجلس الثقافي البريطاني، وتحمل الإقامة الدائمة في المملكة المتحدة، وقد عاشت في لندن لمدة 10 سنوات تقريبًا عندما ذهبت للدراسة في جامعة كينغستون، وتم اعتقالها من قبل وزارة الاستخبارات الإيرانية في 14 مارس 2018 عندما ذهبت لزيارة جدتها المريضة. وتم إطلاق سراحها بكفالة بعد 68 يومًا، ولكن في 7 سبتمبر 2018، تم استدعاؤها مرة أخرى، وتم اعتقالها ونقلها إلى سجن إيفين. في رسالتها، كتبت أميري أنها اعتقلت في الشارع، وتم نقلها في البداية إلى فندق استقلال بطهران لاستجوابها، ثم نقلت إلى سجن إيفين. وكشفت أنها قضت 30 يومًا منهم في الحبس الانفرادي، حيث تم استجوابها بشكل متواصل، صباحًا ومساءً بالتركيز على وظيفتها في المملكة المتحدة. وظيفة من خلال إعلان وقالت أميري إن توظيفها في المجلس الثقافي البريطاني التي تعمل فيه منذ عام 2013، تم من خلال إعلان وظيفة مختص بالشؤون الفنية الإيرانية، حيث تم تعيينها بعد مقابلة. وأضافت: لقد اعتبرت هذه الوظيفة فرصة لكسب الرزق من خلال مجال دراستي، والبقاء مقيمة في المملكة المتحدة وعرض فنون بلدي. كما أوضحت أن "المجلس الثقافي البريطاني هي مؤسسة رسمية تابعة للحكومة البريطانية للعلاقات الثقافية الدولية، وكان له مكتب رسمي في إيران حتى عام 2008، حيث يشمل قسم إيران في لندن مجالات الفنون وتعليم اللغة الإنجليزية والأنشطة الرقمية". وأكملت: "أقول بشكل قاطع إنه لم يكن لدي أي دور في إنشاء أو إدارة قسم إيران، وكنت فقط موظفة عادية وحصلت على وظيفتي من خلال الإعلان". محاولة تجنيد وقالت أميري إن الأجهزة الأمنية طلبت منها التعاون، لكنها رفضت الاقتراح، موضحة: "لا يمكنني العمل إلا في مجال فرعي الدراسي وبشكل رسمي". وكان المتحدث باسم القضاء الإيراني قد قال، إن الحكم ضد أميري تم بناء على "اعترافاتها الصريحة" حول "المهام" التي وكّلها بها "الجهاز الأمني البريطاني"، حسب تعبيره. وتعتقل إيران عشرات الأكاديميين والباحثين من مزدوجي الجنسية، أو من يحملون إقامات الدول الأوروبية والولايات المتحدة، لاستخدامهم كأوراق مساومة سياسية، وفق ما تقول منظمات حقوقية دولية.
مشاركة :