مرحلة دراسة اللغة لا تقل أهمية عن دراسة المراحل الأكاديمية المتقدمة. اللغة تعد الوقود الذي يغذي ويرسم خطوط المعرفة في مراحل الدراسات العليا، ويشمل ذلك جميع التخصصات العلمية والنظرية. تختلف المتطلبات المعيارية لدرجة اللغة المطلوبة باختلاف التخصص، ويبتعث الطالب لمرحلة اللغة، ويمنح مدة عام كامل لدراستها، قابلة للتمديد لفترة أقصاها 6 أشهر، أي يكون مجموع المدة النظامية 18 شهرا، بعض مبتعثي الجهات الحكومية كالجامعات، يسمح لهم بتمديد الدراسة في مرحلة اللغة إلى سنة، وبالتالي يكون مجموع مدة الدراسة 24 شهرا. وتتفاوت مهارة الاستفادة من مرحلة اللغة من مبتعث إلى آخر، فالبعض يحقق الشرط المطلوب قبل نهاية السنة الأولى، والبعض يستنفد التمديدات ويتأخر في تحقيق الدرجة المطلوبة. الاختبار المعياري المعتمد يعد أداة تقييم ومقياسا لمستوى اللغة ومتابعة التقدم المعرفي للغة. وحيث إن فترة دراسة اللغة لا تخضع لنجاح أو إخفاق مقارنة بالمراحل الأكاديمية، فقد يقع كثير من المبتعثين في أخطاء سببها عدم التخطيط المبكر للاستفادة من هذه المرحلة. ومن خلال دراسة أجريت مسبقا في الملحقية الثقافية في بريطانيا عن مبتعثي مرحلة اللغة، تبين أن الأخطاء الشائعة التي تسبب التأخر في المرحلة هي: أولا: الدراسة في معاهد تجارية ذات برامج ضعيفة. ثانيا: الإهمال وعدم الحرص على الالتحاق بمراكز اللغة داخل الجامعة أو المعتمدة لدى الجامعة. ثالثا: البقاء خارج مقر البعثة لمدة تتخطى المدة المسموح بها. رابعا: محدودية المقاعد أو عدم وفرة المقاعد للتخصص المذكور في قرار الابتعاث، مما يضطر المبتعث إلى التمديد في مرحلة اللغة بهدف البحث عن قبول دراسي. خامسا: تخطي فترة بدء البرنامج الأكاديمي الذي يلي مرحلة اللغة. ولشرح النقطة الأخيرة أود التطرق إلى أن بدء الدراسة لمعظم المراحل الأكاديمية في الخارج يكون في تاريخ محدد لمرة واحدة في السنة. وفي حال تخطي التاريخ المحدد غالبا سيكون الدخول في البرنامج بعد سنة تقريبا. تحقيق الدرجة المطلوبة في مرحلة اللغة قد يتحصل عليه المبتعث بعد بدء البرنامج للمراحل العليا، وفي هذه الحالة أمامه خياران، إما الاستمرار في دراسة اللغة وطلب التمديد حتى تاريخ بدء البرنامج الأكاديمي، أو تأجيل البعثة لمدة أقصاها ستة أشهر، والعودة لدراسة اللغة في حال كانت المدة لبدء البرنامج تتخطى المدة المؤجلة. ولتقليل حدوث هذه الظروف، قد يكون التخطيط المبكر لدراسة إصدار قرار الابتعاث وبدء البعثة مقرونا بتاريخ بدء البرنامج الأكاديمي للمراحل التي تلي مرحلة دراسة اللغة. أحد الخيارات التي تستحق الدراسة، والهدف منها رفع كفاءة الاستفادة من المدة المستنفدة في دراسة مرحلة اللغة في الخارج، هو تهيئة المبتعثين مسبقا، وقد يكون ذلك بطرح برامج متخصصة لتعليم اللغة الإنجليزية في الجامعات، إما من خلال التعاون الدولي بين الجامعة ومراكز اللغة العالمية في الخارج، أو الاستفادة من إمكانات مركز اللغة الإنجليزية التابع للجامعة
مشاركة :