هدف محرز التاريخي يضعه في مرتبة الأبطال في الجزائر

  • 7/17/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أحيانا لا يكفي أن تكون لاعبا بارعا في أعتى البطولات العالمية لكي تحفظ اسمك وتدوّنه بأحرف من ذهب في قلوب محبيك، لكن أن تتسلّح بالشجاعة والجرأة والحضور الذهني والأهم من ذلك الإيمان بقدرتك على الوصول إلى هدفك، فتلك خصال حتما لا تتوفر سوى في “الجوهرة” الجزائرية رياض محرز الذي تحول إلى “بطل وطني” بكل المقاييس لدى الجزائريين ومتابعي المنتخب الوطني. وتمكن رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي من قيادة منتخب بلاده إلى المباراة النهائية لبطولة كأس أمم أفريقيا التي تختتم الجمعة في القاهرة، بطريقة رائعة جعلت الجميع في الجزائر يرفع له القبعة ويكيل له عبارات المديح والثناء. فعندما كانت مباراة الجزائر ونيجيريا في طريقها إلى الانتهاء بالتعادل بهدف لمثله والاحتكام إلى الوقت الإضافي، حصل الفريق الجزائري على ضربة حرة خارج منطقة الجزاء مباشرة ليظهر محرز ويقول في قرارة نفسه هذه فرصتي لكتابة التاريخ مع “محاربي الصحراء”، حيث أخذ الكرة من زميله يوسف بلايلي وسدد المخالفة بطريقة رائعة لتسكن شباك حارس نيجيريا محرزا هدفا أدخل الجزائريين في فرحة جنونية، وكيف لا وهم الذين انتظروا هذه اللحظات منذ 29 عاما. وكثيرا ما تربط التحليلات الصحافية للمتابعين لهذه البطولة بين المستوى الذي ظهر به محرز منذ بداية أمم أفريقيا بالمستوى الذي عرف عنه في ناديه مانشستر سيتي، رغم أنه نفى ذلك مرارا وتكرارا، وحتى في مباراة نيجيريا وقبل لقطة “الهدف التاريخي” كان أداؤه متوسطا، رغم أنه كان وراء الهدف الأول الذي سجله إيكونغ بالخطأ ضد مرماه. محرز أصبح القائد الفعلي للمحاربين ويدفع بزملائه إلى بذل المزيد من خلال عمله الدؤوب هجوميا ودفاعيا لكن إحرازه لهذا الهدف الرائع الذي صعد بالجزائر إلى نهائي البطولة القارية جعل منه بطلا في بلاده ودفع الجميع إلى نسيان مستوياته المتواضعة مع “الخضر” حتى الآن. واعترف محرز بأن الهدف الذي سجله في مرمى نيجيريا هو الأهم في مسيرته مع المنتخب الجزائري الذي انضم إليه عام 2014، وقال إن “وصول الجزائر إلى المباراة النهائية شيء لا يصدق، وإنه يحلم الآن بالتتويج بكاس أمم أفريقيا”. ويدرك محرز جيدا أهمية الهدف الذي سجله في مرمى نيجيريا، ليس فقط في مسيرته الشخصية كلاعب يأمل في التتويج بالمزيد من الجوائز الفردية، وإنما لوقعه على شعب يتنفس كرة القدم وشغوف بها إلى درجة لا توصف. وأصبح محرز، الذي كان يوصف أحيانا بـ”الكسل” لأنه لا يقوم بالأدوار الدفاعية مع المنتخب بخلاف الحال مع ناديه ليستر بطل الدوري الإنكليزي الممتاز في 2016 ثم مانشستر سيتي، هو القائد الفعلي لـ”المحاربين”، فهو يحمل شارة القيادة وهو من يدفع بزملائه إلى بذل المزيد من خلال عمله الدؤوب هجوميا ودفاعيا. وتغيّر أداء اللاعب مع المنتخب الجزائري يرجعه المتابعون إلى جمال بلماضي، الذي حمّله مسؤولية كبيرة من خلال منحه شارة القيادة، وأيضا حتى استشارته في الأمور الفنية. ويتطلع محرز الذي وصفته صحيفة ليكيب الفرنسية بـ”اللاعب الناري”، والذي جعل منه ناديه مانشستر سيتي نجما فوق العادة، إلى المزيد من التوهج والتألق وربما يكون هو أفضل لاعب أفريقي لعام 2019، وأفضل هداف لكأس أفريقيا، لكن قبل ذلك عليه أن يصنع الفارق مرة أخرى في المباراة النهائية أمام السنغال.

مشاركة :