جاء تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق أهداف استراتيجية في تقويض المخطط الإيراني التوسعي الذي تقوده عبر ذراعها ميليشيات الحوثي الإرهابية في السيطرة على اليمن واستخدامها كمنصة لتهديد دول الجوار والملاحة الدولية عبر سيطرتها على خليج عدن ومضيق باب المندب. دور محوري بارز وبرز الدور المحوري الذي لعبته الإمارات بتحقيق انتصارات نوعية أسهمت في تحقيق الكثير من الأهداف الاستراتيجية التي وضعها التحالف العربي منذ الوهلة لانطلاقه، حيث تم استعادة أكثر من 85% من الأراضي اليمنية وإيقاف توسع الميليشيات في السيطرة على اليمن وتحقيق أهداف إيران، وصولاً إلى توجيه ضربات موجعة لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» وتأمين المدن المحررة. كما مثل تحقيق هدف تأمين خليج عدن وباب المندب والشريط الساحلي الغربي الذي كان للإمارات دور رئيسي فيه أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للتحالف العربي، حيث مثلت تلك المنطقة المؤمنة أحد أهم الأطماع الرئيسية لإيران في اليمن والتي سعت إلى استخدامها لضرب الملاحة الدولية وتهديد خطوط التجارة العالمية المارة عبر البحر الأحمر والمضيق الدولي. تضحيات كبيرة تضحيات كبيرة قدمتها الإمارات في سبيل الانتصارات التي تم إنجازها في اليمن منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم أواخر مارس 2015 وأضحت هذه الانتصارات المتتالية في استكمال تحرير وتطهير باقي المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية التي باتت تعيش حالة انكسار خصوصاً في محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين. إفشال المشروع الإيراني مع إعلان معركة تحرير عدن منتصف 2015 كانت الإمارات السباقة للمشاركة ميدانياً ولعبت دوراً محورياً وبارزاً في دحر الميليشيات التي كانت تسيطر على المدينة، وعملت القوات المسلحة الإماراتية عبر الإسناد والدعم البري والجوي إلى التصدي لمخطط انتشار ميليشيات الحوثي الانقلابية. وعقب تأمين عدن توجهت الإمارات لاستكمال باقي الأهداف التي رسمها التحالف العربي، فسارعت إلى إسناد المقاومة الشعبية والمشاركة في العمليات القتالية لتحرير باقي المحافظات اليمنية سواء في شمال اليمن أو جنوبه، وقدمت خلالها الإمارات خيرة شبابها من أجل تحقيق الانتصارات المنشودة في إنهاء التوسع الإيراني الذي تقوده ميليشيات الحوثي والذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه لولا تدخل التحالف العربي وإطلاق «عاصفة الحزم». ومثلت تلك الإنجازات العسكرية المحققة خطوة استراتيجية مهدت الطريق لعودة الحكومة اليمنية الشرعية لليمن ومباشرة مهامها من داخل البلاد وخدمة أبناء الشعب اليمني، كما أن التحركات العسكرية التي قادمتها السعودية أسهمت في استعادة الأراضي اليمنية حيث وصلت اليوم الأراضي المحررة إلى نحو 90% من مساحة اليمن. ولم تكن الإمارات بعيدة عن هذه الانتصارات فأبطال قواتها المسلحة كانوا في الميدان سواء في شمال البلاد أو جنوبه أو شرقه أو غربه يشاركون أشقاءهم في تلبية نداء الواجب الإنساني والوطني في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والتصدي لأية مشاريع إرهابية تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. إعادة بناء الجيش الوطني ولم تغفل الإمارات باقي الأهداف الاستراتيجية للتحالف أثناء مشاركتها في العمليات العسكرية، حيث تبنت استراتيجية أخرى موازية تهدف إلى بناء جيش يمني وقوات أمنية وطنية قادرة على إدارة العمليات العسكرية للدفاع عن اليمن واستكمال تحرير ما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرة الانقلابيين، بالإضافة إلى توليها مهام تأمين المناطق المحررة وتعزيز الاستقرار فيها. وقدمت الإمارات دعماً سخياً في هذا الجانب تمثل في التدريب والتأهيل لأفراد الجيش والأمن وتقديم الدعم العسكري للقيام بمهامهم وواجباتهم الوطنية، حيث تسارع تخريج الدفعات العسكرية والأمنية على مدى السنوات الماضية من عمر التحالف العربي وباتت تلك القوات المتخرجة مؤهلة وقادرة على تحمل مسؤولياتها في مواجهة الميليشيات وتأمين المناطق المحررة. واليوم تقود قوات «ألوية العمالقة» و«القوات المشتركة» المرابطة في الساحل الغربي ومحافظة الحديدة العمليات القتالية ميدانياً عقب أعمال التأهيل والتدريب ورفع الجاهزية التي كان للإمارات دور بارز ومحوري فيها، وفي المقابل تقود قوات الجيش اليمني المدرب من قبل التحالف انتصارات نوعية في معقل الميليشيات الحوثية في صعدة وحجة والجوف ومأرب والضالع وباتت تلك القوات المؤهلة على مشارف ضواحي العاصمة صنعاء. وأكد المتحدث باسم الجيش اليمني العميد ركن عبده مجلي، أن تدخل التحالف العربي أفشل مخطط إيران في جعل اليمن تابعاً لها عبر ما تنفذه ميليشيات الحوثي من أجندة تهدف لخدمة أهداف طهران التوسعية في المنطقة العربية. وقال إن الأشقاء في التحالف وعقب انطلاق «عاصفة الحزم» في 2015 سارعوا إلى تقديم الدعم والمساندة من أجل بناء جيش وطني قوي أسهم بشكل كبير في دحر الميليشيات الحوثية والقضاء على مشروعهم التخريبي في اليمن، موضحاً أن هذا الإنجاز الكبير مثل أحد الأهداف الاستراتيجية للتحالف والتي عمل عليها من اللحظة الأولى لدعم الشرعية في اليمن وأثمر تحقيقها في إعادة المنظومة العسكرية والأمنية المدمرة للقيام بواجبها من جديد وتحرير 85% من الأراضي اليمنية، وبعد أن كانت عناصر ميليشيات الحوثي في قلب مدينة عدن قبل 4 أعوام، باتت طلائع الجيش الوطني في قلب معاقل الانقلاب بمحافظة صعدة. وأضاف أن الجيش اليمني اليوم تمكن من الوصول إلى معقل ميليشيات الحوثي في صعدة ويخوض معارك بطولية ويحقق انتصارات ساحقة في وجه الميليشيات الحوثية بدءاً من الحديدة وحجة والضالع والجوف ومأرب وتعز، وبات اليوم على مشارف صنعاء من أجل استعادة العاصمة ومؤسسات الدولة التي نهبتها ودمرتها الميليشيات الانقلابية. وأشار إلى أن دول التحالف استطاعت النهوض باليمن في عدة نواحٍ وأهمها الجانب العسكري والأمني الذي سيسهم في استعادة الدولة اليمنية الاتحادية وتحقيق السلام والأمن الاجتماعي، مؤكداً أن دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات استطاعت قطع اليد الإيرانية وبناء جيش وطني قوي لحماية الثورة ومكاسبها. إنقاذ الوضع الإنساني مثل الجانب الإنساني وإنقاذ الوضع المتدهور في اليمن أولوية قصوى لدى الإمارات، حيث كان يوازي العمل العسكري والانتصارات الميدانية، حيث سارعت إلى تلبية النداءات وإنشاء جسور إغاثية جوية وبحرية والاستجابة للتحذيرات التي أطلقت فور اندلاع الأزمة في اليمن حول تدهور الأوضاع الإنسانية وانتشار المجاعة والفقر وتردي الخدمات الصحية وغيرها من القطاعات الأساسية المتضررة جراء الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية ضد المحافظات اليمنية تنفيذاً لأجندة إيران في المنطقة. وتبنت الإمارات استراتيجية طارئة تمثلت في إيصال المساعدات الإغاثية والدوائية العاجلة وتنفيذ برامج تنموية وتدخلات طارئة من أجل تعزيز البنية التحية المدمرة في عدة قطاعات رئيسية تعرضت للتدمير جراء الحرب وصولاً إلى أن تبني خطط لمواجهة الحالات الطارئة من انتشار الأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا وتحسين سبل المعيشة للأسر الفقيرة والاهتمام بالفئات الخاصة والمحتاجة في مختلف المحافظات اليمنية سواء المحررة أو القابعة تحت سيطرة الحوثيين. التحرك الكبير في الجانب الإنساني أكدته التقارير الأممية التي صنفت الإمارات الأولى عالمياً على مدى سنوات ماضية بحجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها للشعب اليمني والتخفيف من الأوضاع الصعبة الناجمة عن الحرب والأزمة منذ عام 2015. وأكد جمال بلفقيه المنسق العام للجنة العليا للإغاثة في اليمن في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات ومنذ الوهلة الأولى لتحرير عدن كانت سباقة في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، حيث كانت أول دول التحالف العربي في تسيير سفينة مساعدات إلى مدينة عدن عقب تحريرها حملت نحو 60 ألف طن من الطرود الغذائية المتنوعة و4500 طن من الأدوية. وأضاف أن الدعم الإماراتي في الجوانب الإنسانية تنامى مع تحرير المدن والمحافظات اليمنية وتخطى مجرد تقديم المساعدات الإغاثية والدوائية وصولاً إلى تأهيل المرافق الحيوية الرامية للتخفيف من الأوضاع المعيشية التي خلفتها الحرب وتلمس احتياجات الأهالي. وأشار بلفقيه إلى أن الجهود الإغاثية المبذولة من قبل التحالف العربي أسهمت بشكل كبير في التخفيف من المعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب خصوصاً في المحافظات المحررة، في الوقت الذي تحاول فيه الميليشيات استغلال هذه الورقة لخدمة أجندتها السياسية. وقال منسق الإغاثة العليا، إن «أبناء الشعب اليمني يثمنون الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات قيادةً وشعباً وهذا ليس بغريب على الأشقاء الذين كان لهم السبق في العمل الإغاثي والإنساني»، لافتاً إلى أن الإماراتي عملت على تحسين البنية التحتية والشواهد واضحةً من الوهلة الأولى حينما وصلت أول سفينة إغاثية إماراتية محملة بالمواد الصحية والغذائية، وكان ذلك تأكيداً للمشاعر النبيلة والإنسانية التي يتحلى بها الأشقاء. وأشار إلى أن الإمارات لعبت دوراً بارزاً ومحورياً في البناء والتعمير، وأسهمت في تعزيز عملية إعادة الأمن والاستقرار، وتطبيع الحياة في عدد من القطاعات الخدمية. محاربة الإرهاب كان ملف محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة أحد الأولويات الرئيسية والأهداف المحورية التي وضعتها قيادة التحالف العربي في الخط الموازي لمواجهة الميليشيات الحوثية والتصدي للغزو الإيراني في اليمن. فعملت الإمارات ضمن هذا الهدف على إنعاش المنظومات الأمنية التي دمرت بشكل كلي عقب الحرب الحوثية وتقديم الدعم والمساندة لإعادة إحياء الوحدات الأمنية وإكسابها الخبرات وتقديم الدعم لها في جانب محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة التي استغلت الفراغ الأمني عقب الحرب من أجل بسط سيطرتها في عدن وبعض المحافظات اليمنية. وقدمت الإمارات الكثير من المساعدة للحكومة اليمنية على تشكيل قوات الحزام الأمني والنخب وتقديم الدعم العسكري اللازم للقيام بمهامها في محاربة الإرهاب والقضاء على أوكاره في المحافظات اليمنية، وأثمرت هذه الاستراتيجية في تحقيق انتصارات نوعية وكبيرة ضد عناصر «القاعدة» و«داعش» بدءاً من تأمين عدن ولحج وأبين وحضرموت وشبوة والضالع عبر القوات المحلية التي جرى تدريبها وتقديم الدعم العسكري لها لتطهير المناطق والمدن التي تمركزت فيها العناصر الإرهابية مستغلة الحرب ضد الميليشيات الحوثية. وأكد القيادي في قوات الحزام الأمني العميد منير اليافعي، أن الإمارات كانت سنداً حقيقياً في إسناد جهود تشكيل القوات الأمنية من خلال تجنيد أفراد المقاومة الشعبية وتدريبها وتقديم الدعم الكامل من أجل تأمين المناطق المحررة وتطبيع الأوضاع والتصدي للعناصر الإرهابية، مشيراً إلى أن القوات تمكنت من ضرب أوكار التنظيمات الإرهابية بدءاً من تأمين عدن وتحرير محافظة حضرموت التي كانت تحت سيطرة القاعدة حينها، كما أسهمت العمليات العسكرية التي أطلقتها القوات المؤهلة وبدعم من الإمارات في تأمين المحافظات المحررة حتى باتت العناصر الإرهابية والتنظيمات المتطرفة لا تمثل اليوم أي خطر. وقال إن الدعم السخي والاهتمام الذي أولته دولة الإمارات في جانب محاربة الإرهاب والتطرف كان له الفضل الكبير في تقويض قدرات التنظيمات الإرهابية وشل حركتها، موضحاً أن المحافظات المحررة تمتلك اليوم قوات مؤهلة ومدربة تقود عملية تأمين مناطقها وتتصدى ببسالة لكل المخاطر التي كانت تحدق بها خلال الفترات الماضية. وقال المحلل السياسي اليمني هاني سالم مسهور، إن الجهد الإماراتي في مكافحة الإرهاب يعد تجربة متقدمة وناجحة في ساحل حضرموت وشبوة وأبين ولحج وعدن، موضحاً أن الإمارات نجحت في تدريب وتأهيل قوة عسكرية متخصصة تمكنت من استعادة ميناء المكلا ومديريات ساحل حضرموت من مقاتلي تنظيم «القاعدة» في أبريل عام 2016، وحرمت التنظيم من ملايين الدولارات التي كان ينهبها من إيرادات حضرموت. وأضاف أن الإمارات عملت على دعم وتدريب قوات النخبة الشبوانية، ونشرتها على طول الساحل في ديسمبر عام 2016، وأسهمت في تأمين حماية منشأة «الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المُسال» في بلحاف والتقدم صوب مديريات أخرى في شبوة واستعادتها بعد أن ظلت لسنوات معاقل رئيسية للتنظيم الإرهابي بالمحافظة. وأشار إلى أن التحركات جاءت أيضاً متزامنة مع تحركات الحزام الأمني في عدن وأبين ولحج والضالع والذي حقق انتصارات ساحقة في مكافحة الإرهاب ودرء مخاطره بشكل نهائي، موضحاً أن الترتيبات التي أنجزتها الإمارات في جنوب اليمن جاءت ضمن تنسيق الأدوار مع المملكة العربية السعودية من أجل تحقيق هدف استراتيجي في محاربة الإرهاب والقضاء على بؤره وضبط عناصره وقياداته كخطوة هامة لتأمين البلد وإعادة الاستقرار إليه. ضمان الملاحة الدولية مثل سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية على خليج عدن ومضيق باب المندب في 2015 خطراً كبيراً لا يهدد أمن واستقرار اليمن فحسب وإنما يمس الأمن العالمي والإقليمي عقب التهديدات المحدقة التي كانت تستهدف خطوط التجارة العالمية المارة في تلك المنطقة الاستراتيجية والتي تهدف إلى الإضرار بالملاحة الدولية المارة عبر المضيق الدولي. وجاءت العمليات العسكرية التي تم إطلاقها في الساحل الغربي وبقيادة فاعلة من دولة الإمارات لتحقيق هدف استراتيجي تمثل في دحر خطر الميليشيات على خطوط الملاحة الدولية والطرق التجارية في البحر الأحمر وإيقاف الهجمات الإرهابية التي نفذها الحوثيون على السفن الإغاثية والتجارية والنفطية العابرة من خليج عدن. وأسهمت الإمارات في تشكيل ودعم القوات اليمنية وإسناد مهامها في تأمين الشريط الساحلي الغربي وحماية الممرات الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث باتت القوات اليمنية اليوم على قدرة كبيرة في القيام بمهامها في تأمين باب المندب وجزيرة ميون ومدينة المخا والخوخة، وتمكنت من الوصول إلى مدينة الحديدة وحماية وإعادة الاستقرار للشريط الساحلي الغربي والمناطق السكنية والقرى الممتدة على طول الشريط. وقال القيادي في القوات المشتركة المرابطة في الساحل الغربي، العميد عبدالرحمن سالم، إن الميليشيات الحوثية وبإيعاز من إيران سعت إلى السيطرة على خليج عدن وباب المندب واستغلال ذلك لخدمة أجندتها التخريبية والإضرار بالمصالح الاقتصادية العالمية إلا أن تدخل التحالف العربي أفشل ذلك الحلم التدميري وأعاد المنطقة الاستراتيجية إلى حضن الشرعية اليمنية. ولفت إلى أن الميليشيات استغلت تواجدها لإطلاق الصواريخ الموجهة التي تم الحصول عليها من إيران لاستهداف العديد من السفن التجارية والإغاثية والنفطية في رسالة واضحة للعالم بخطورة هذه الميليشيات الإرهابية التي ستضر بالملاحة الدولية في حال بقائها. وقال إن «الإمارات مثلت الرقم الصعب في هذه المرحلة من خلال الدعم العسكري واللوجستي المتمثل بتدريب القوات اليمنية وإسناد مهامها عبر الدعم العسكري بالزوارق البحرية وغيرها من الإمكانيات التي مكنت القوات من بسط سيطرتها على المضيق الدولي ودحر الميليشيات الانقلابية وإفشال المخطط الإيراني في المنطقة»، مضيفاً أن الميليشيات خسرت رهاناتها في الاستمرار في السيطرة على باب المندب فلجأت إلى استهداف السفن وتكثيف عملياتها الإرهابية انطلاقاً من ميناء الحديدة الذي ما يزال تحت سيطرتها. وأكد العميد عبدالرحمن أن التحالف العربي استطاع تحقيق أحد أهم الأهداف الاستراتيجية التي أعلنها التحالف والمتمثلة في حماية الأمن الإقليمي والعربي والممرات الدولية في خليج عدن وباب المندب وهو ما تحقق اليوم بمساندة الأشقاء في الإمارات. دعم جهود تحقيق السلام ظل الحل السياسي وتحقيق السلام أحد الخيارات الاستراتيجية التي تمسكت بها دولة الإمارات منذ إعلان التحالف العربي حيث عملت خلال العمليات العسكرية للتحالف العربي على دعم الحلول السياسية والجهود الأممية الرامية لتحقيق السلام بغية تجنيب أبناء الشعب اليمني المزيد من الخسائر والضحايا التي خلفتها الحرب المدمرة التي تقودها الميليشيات الحوثية. وكانت مواقف الإمارات الداعمة لجهود الحل السياسي مترافقه مع المحادثات والمشاورات التي أجرتها الحكومة اليمنية مع الميليشيات الانقلابية بدءاً من جنيف 16 يونيو 2015 ومحادثات الكويت 2016 حرصاً منها على إحلال السلام وإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن الشقيق. وبرزت تلك التوجهات بشكل كبير وواضح خلال معركة تحرير الحديدة حيث بادرت الإمارات إلى مساندة الحل السياسي ودعم جهود الأمم المتحدة في إحلال السلام رغم المراوغة الحوثية المتكررة، حيث تبنت استراتيجية العمل العسكري في الساحل الغربي والحديدة لإرغام ميليشيات الحوثي على العودة للخيار السياسي والجلوس على طاولة المفاوضات في السويد أواخر ديسمبر 2018. وجاءت مشاركة الإمارات في اللجنة الرباعية الدولية بشأن اليمن إلى جانب السعودية والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تأكيداً على النهج الذي تتبعه الإمارات في دعم المسار السياسي وإحلال السلام في اليمن، وبالرغم من مماطلة الميليشيات الحوثية وإفشالها للاتفاقات وتنصلها عن تنفيذها، إلا أن الحرص الإماراتي على دعم الحل السياسي وخيار السلم في اليمن ما يزال متواصلاً خصوصاً مع الالتزام بالتهدئة في الحديدة لإفساح المجال للأمم المتحدة لتطبيق اتفاق السويد وإلزام الحوثيين على الانسحاب من المدنية وموانئها وفتح الممرات الإنسانية لإدخال المساعدات والتخفيف من معاناة أبناء الشعب اليمني. «حقوق الإنسان» تشيد بإعلان الإمارات الأولى عالمياً في تقديم المساعدات لليمن أشادت جمعية الإمارات لحقوق الإنسان بإعلان الأمم المتحدة دولة الإمارات العربية المتحدة، كأكبر دولة مانحة للمساعدات للشعب اليمني الشقيق للعام 2019، وتصدرها المركز الأول عالمياً في الاستجابة لخطة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن، وذلك بحسب ما جاء في تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» الخاص بتقييم مستوى المساهمة في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2019، حيث يعكس هذا التقرير المساعدات المقدمة لليمن من بداية عام 2019 إلى 2 يوليو 2019. وثمنت جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، في تصريح لها، الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة في خدمة الإنسانية ودعمها في كافة المجالات، وتستذكر بمزيد من التقدير المساعدات التي تقدمها للدول والهيئات الأممية، التي تأتي كجزء من حرص دولة الإمارات على الارتقاء بالإنسانية وتحسين مستوى الخدمات التي تحظى بها الإنسانية في الدول المحتاجة، ورفع المعاناة عنها، وبالأخص تلك المساعدات التي قدمتها الإمارات للشعب اليمني الشقيق، منذ 2015 إلى يونيو 2019، التي تجاوزت أكثر من عشرين مليار درهم إماراتي «5.59 مليار دولار أميركي» التي كان الغرض منها تحسين الخدمات الإنسانية والتنموية، والمساهمة في تخفيف معاناة المدنيين في اليمن، وتحسين ظروف الحياة ومستوى الخدمات التي يتلقونها، والتي شملت ما يقارب 65 قطاعاً رئيسياً ونوعياً من قطاعات المساعدات الأممية. كما أشادت جمعية الإمارات لحقوق الإنسان بالجهود الإنسانية التي تبذلها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في اليمن ومبادراتها الإنسانية المتعلقة بتحسين مستوى الخدمات الصحية والإنسانية باليمن، لاسيما جهودها المتعلقة بعلاج ومكافحة وباء الكوليرا والوقاية منه في العديد من المناطق اليمنية، ومختلف إسهاماتها الطبية في دعم وتعزيز الخدمات بالمراكز الصحية والعلاجية بمحافظات اليمن. وأعربت الجمعية عن تقديرها الكبير لحكومة دولة الإمارات لحرصها على تعزيز احترامها، والتزامها بالقيم والمبادئ الإنسانية السامية، وفقاً لمبدأ الحق في التنمية الذي نصت عليه الأمم المتحدة في العام 1986 وتعزيزه بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
مشاركة :