يتميز عيد الأضحى عن عيد الفطر بانشغال المسلمين بعد صلاة العيد مباشرة بذبح الأضاحي، حيث نجد البعض يقوم بنفسه بذبح أضحيته، فيما يستعين آخرون بالعمالة في هذه المهمة. وهذا يتطلب الجهد والوقت وقبل ذلك قلبا شجاعا لا تزداد نبضاته بـ «رؤية الدم». وتحدث لـ «عكاظ» عدد من مواطني محافظة بللسمر شمالي أبها عن هذا الأمر الذي أصبح حديث المجالس هذه الأيام، إذ يقول علي بن حريق: منذ طفولتي كنت أراقب والدي -رحمه الله- عند ذبح الأضاحي، حيث كان يخرجها بشجاعة وقوة، نظراً للحياة القاسية التي كانوا يعيشونها وتتوجب الاعتماد على النفس، مضيفا أنه يذكر أول مرة قام فيها بـ «تذكية» أضحيتهم عندما بلغ 30 عاما بمساعدة أشقائه، ويصفها بالمثيرة والمربكة، ولكن إعجابه الشديد بوالده واعتماده على نفسه هو من شجعه لتجربة ذبح الضحية، واصفاً الأمر بأنه بات أكثر سهولة من السابق، خصوصاً بعد تكرار التجربة، فبعد أن توجه الأضحية باتجاه القبلة ويذكر الله تلامس مكان العرق برقبتها ويضع السكين عليه ويضحي. بينما لا يملك محمد علي آل مسفر الشجاعة الكافية لذبح الأضحية، حيث يذبحها أشقاؤه، ثم يتولى أمر تعليقها وسلخها بنفسه، حتى بات الأمر ممتعا له أكثر من تكليف من قبل والده، الذي يصر على اكتسابه الشجاعة وقوة القلب، مؤكداً مقدرته على سلخ مالا يقل عن 3 خراف وبمفرده، بل ومع كثرة الممارسة أصبح أكثر سرعة. واعتبر علي البريني أن سلخ الأضحية بيد صاحبها شجاعة ورجولة وأنها تعد من الأمور التي يتوجب على كل رب أسرة أن يتقن هذا الفن من السلاخة وأن يجيدها بحرفية وبالطريقة الصحيحة، وأضاف «البريني» كذلك السلخ أمام الأبناء يعتبر تدريبا لهم وتعليمهم بالطريقة الصحيحة وإعطاء الفرصة لهم لممارسته بحرية تامة، كما أنها تشجع على الاعتماد على النفس. ويقول سعيد آل عثمان المشكلة تكمن في اتكال المواطن على العمالة غير المدربة لأداء هذه المهمة على الرغم من أنها ليست شاقة بل ممتعة، خاصة أنت تذبح أضحيتك وسط الأهل، وأيضا تستطيع أن تسلخها بحرفية تحافظ بها على أجزاء الذبيحة، وهذا أمر معروف لدى أجدادنا وأبائنا منذ قديم الزمن وليس أمرا مستحدثا.
مشاركة :