احتدمت الاشتباكات، يوم أمس (الجمعة)، بين الفصائل الفلسطينية التي لا تزال تحاول إخراج عناصر تنظيم «داعش» الذين سيطروا على معظم مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة السورية دمشق قبل نحو 10 أيام. على صعيد آخر، بدأ بيير كراينبول، المفوض العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، زيارة طارئة إلى دمشق مخصصة لبحث سبل إغاثة عشرات آلاف اللاجئين في مخيم اليرموك. وكان بيان صادر عن الأونروا أشار إلى أن الزيارة تأتي كـ«مهمة طارئة.. نتيجة قلق الأونروا المتزايد في ما يتعلق بأمن نحو 18 ألف مدني فلسطيني وسوري، بينهم 3500 طفل» في المخيم. وسيزور كراينبول اليوم الأحد تجمعات للنازحين من المخيم في مدارس قريبة من دمشق، وسيبحث مع مسؤولي النظام السوري سبل تقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان المخيم. وكذلك سيلتقي، وفق البيان، مساعد موفد الأمم المتحدة إلى سوريا رمزي عز الدين رمزي. وكان ناطق باسم الأمم المتحدة قد أعلن أول من أمس الجمعة أن رمزي في طريقه إلى دمشق، بناءً على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي دعا إلى العمل على تفادي «مجزرة» في مخيم اليرموك. ناشطون أفادوا، أمس، أن «قتالاً عنيفًا» اندلع صباح الجمعة في المخيم، وذكر خالد عبد المجيد، أمير سر تحالف القوى الفلسطينية، أن «المعارك احتدمت منذ الساعات الأولى من الصباح على حافة المخيم القريب من ضاحية الحجر الأسود حيث توجد بالفعل قواعد لـ(داعش)». وأضاف عبد المجيد لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أن قواتهم وصلت الآن إلى مركز المخيم «بعد حصر إرهابيي (داعش) في 35 في المائة فقط من المخيم». ومن جهة ثانية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن القوات الحكومية قصفت مخيم اليرموك بالمدفعية، وأن «اشتباكات دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر (داعش) من جهة أخرى داخل المخيم». وبالتزامن مع ما سبق، أعلنت «منظمة التحرير الفلسطينية» رفضها فكرة المشاركة في المعارك داخل المخيم، مؤكدة في بيان تمسكها بـ«موقفها الدائم برفض زجّ شعبنا (الفلسطيني) ومخيماته في أتون الصراع الدائر في سوريا الشقيقة وبرفض أن تكون طرفا في صراع مسلح على أرض مخيم اليرموك». في هذه الأثناء، أفادت مصادر فلسطينية بأن 2500 مدني من أصل 18 ألفا تمكنوا من الفرار من المخيم بعد دخول مسلحي «داعش»، بعضهم بتسهيلات من قوات النظام، وبعضهم تسلل من نقاط مختلفة. وكانت المعارك قد اندلعت أساسا في مخيم اليرموك خلال سبتمبر (أيلول) 2012، وتمكنت مجموعات من المعارضة المسلحة من السيطرة عليه، بينما انقسمت المجموعات الفلسطينية المقاتلة مع النظام وضده. وبعد أشهر من المعارك أحكمت قوات النظام حصارها على المخيم الذي بات يعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية، مما تسبب بوفاة نحو مائتي شخص، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وفي سياق منفصل، تحدّثت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» عن «مجازر مروّعة» ترتكبها قوات النظام بعد سيطرة المعارضة على مدينة إدلب بشمال غربي سوريا. وتشير إلى أن إعلان «جيش الفتح» تحرير إدلب ترافق مع «تصعيد خطير للقوات الحكومية من ناحية استهدافها للمدينة ولمراكزها الحيوية، كالأسواق والمساجد على نحو خاص، وأيضا استهدفت بعض مدن ريف إدلب مثل سراقب وسرمين ومعرّة النعمان، وذلك بسلاح الطيران بشكل رئيسي، وعن طريق إمطار تلك المناطق بالقنابل البرميلية والصواريخ، وعبر استخدام الغازات السامة».
مشاركة :