لم أفهم يوما ما الذي يجعل أبا أو أما أن يحمل طفله الرضيع أو الصغير إلى الحج رغم كل المخاطر التي تحيط بزحامه الخانق، والمشقة التي تميز أعماله المرهقة ؟! لذلك شكلت دائما صور ومشاهد الأطفال الرضع والصغار الذين يرافقون والديهم في الحج علامة استفاهم كبيرة عندي لا تنافسها في الحجم سوى علامة تعجب من التسامح الرسمي مع دخول الحجاج بأطفالهم رغم كل التشدد مع البالغين الذين لا يحملون تصاريح الحج ! أما ما يجمع علامتي استفهام وتعجب معا، فهو أن أرى امرأة حاملا في شهرها الأخير تتجه إلى أكثر المناسبات ازدحاما وتدافعا على وجه الأرض، ثم بعد ذلك أقرأ في الصحف عن وضعها مولودها، فأي حج هذا الذي ذهبت إليه وأي نسك تلك التي استطاعت أداءها دون الانشغال بنفسها وجنينها ؟! أما ما ينشر عن عدد عمليات القلب المفتوح و القسطرة التي تجريها مستشفيات ومراكز وزارة الصحة في المشاعر المقدسة فيجعلني أتساءل عما إذا كان البعض يذهب للحج أم للتطبب ؟! إن الحج مناسبة إيمانية عظيمة لمن استطاع إليه سبيلا وكان قادرا، وليس للأطفال أو الحوامل أو المرضى الذين يشغلون أنفسهم وغيرهم عن التفرغ الروحاني للتعبد و أداء النسك !
مشاركة :