جولة نارية تؤجل هوية الصاعدين إلى دوري المحترفين السعودي

  • 4/12/2015
  • 00:00
  • 38
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن الجولة الـ29 كافية لحسم مصير الفرق الصاعدة من دوري الدرجة الأولى السعودي لكرة القدم إلى دوري المحترفين، بل إنها خالفت كل التوقعات ومنحت شوطا إضافيا جديدا من الإثارة والتشويق. وسيكون يوم 20 من أبريل (نيسان) الحالي، بمثابة يوم الحسم لهذا الدوري حيث سيتحدد بكل تأكيد المتأهلان سواء بفارق النقاط أو بفارق المواجهات المباشرة التي تجعل القادسية كذلك الأكثر حظوظا. وشهدت الجولة الماضية من دوري الأولى انقلابا كبيرا في المراكز بين الفرق الثلاثة التي انحصرت بينها المنافسة لحصد بطاقتي الصعود، حيث بات النهضة الأقل حظوظا بينما تربع القادسية للمرة الأولى على الصدارة التي احتكرها النهضة منذ الجولات الأولى، أما الوحدة فقد فجر غضبة برباعية مفاجئة في النهضة، خصوصا في ظل المنافسة القوية المحتدمة والخبرة النهضاوية الكبيرة في هذا الدوري والمدعومة بمدرب يملك الكثير من أسرار هذا الدوري ممثلا في الوطني سمير هلال الذي قاد الخليج الموسم الماضي إلى دوري الكبار. وكان القادسية من أكثر الرابحين في هذه الجولة ولكنه أثبت أنه الأفضل بين فرق هذا الدوري، وإن عاد متأخرا بعد أن قلب خسارته من الرياض بهدفين نظيفين في الشوط الأول أمام الرياض إلى فوز بالثلاثة على ملعب نادي الرياض بوادي لبن، ولكنه خسر في المقابل لاعبه الشاب البارز عبد العزيز المطير الذي تعرض لإصابة قوية في الوجه نقل على أثرها إلى المستشفى (بسيارة خاصة) بعد أن سجل هدف فريقه الثاني والتعادل في الدقيقة 67 من المباراة. وبالعودة إلى تفاصيل الأحداث في الجولة 29، فقد اتجهت الأنظار إلى مدينة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة حيث شهد هذا الملعب مباراة بين الوحدة الغائب لـ4 سنوات عن دوري الكبار وضيفه النهضة المتصدر في مباراة حضرها أكثر من 10 آلاف متفرج وعدد من كبار الشرفيين الداعمين لهذا النادي المكي العريق، وفي مقدمة الحاضرين رئيسه السابق جمال تونسي الذي شهد في عهده هبوط الفريق في الأحداث الشهيرة حيث هبط الوحدة نتيجة اتهامه بالتلاعب في مباراته مع التعاون التي انتهت بالتعادل وحققت طموحات الفريقين حينها ببقاء الوحدة، وتأهل التعاون لبطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال التي كانت تضم الثمانية الأوائل في بطولة الدوري قبل أن تقر لجنة تحقيق وجود تلاعب وتخصم 3 نقاط من كليهما فيهبط الوحدة ويبقى القادسية حينها. وبدأ الوحدة بقوة وسط الدعم الكبير وظفر بهدف مبكر تكفل بتسجيله مدافع النهضة عباس الشنقيطي بعد مرور 10 دقائق من صافرة البداية لسوء التفاهم مع حارس مرماه وديع العبيد، لكن النهضة تخلص من كل الضغوط وعدل النتيجة برأسية سعد الحربي في الدقيقة 25، ويقصم حارس النهضة ظهر فريقه بالتعرض للطرد بعد دقيقتين من التعادل ويرتكب ركلة جزاء أهدرها هداف الدوري موسى مدخلي لينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة، ليواصل الوحدة عنفوانه في الشوط الثاني ويسجل 3 أهداف أخرى أكد بها أحقيته بالفوز بالنقاط الثلاث التي أوصلته إلى النقطة 59 وليحول تأخره في عدد النقاط من نقطتين أمام النهضة للتقدم بنقطة قبل جولة الختام والحسم. القادسية من جانبه، بدأ بقوه في مواجهة الرياض، ولكن لاعبيه فقدوا التركيز أمام المرمى لتكون نتيجة ذلك التعرض لهدفين مفاجئين في الشوط الأول، انتهى بهما هذا الشوط. وفي الشوط الثاني، لعب القادسية بشكل أكثر تركيزا حيث برز الانسجام الكبير بين لاعبيه والذين توجد غالبيتهم مع بعض منذ مرحلة الأشبال مرورا بالناشئين، ثم الشباب، وأخيرا الأولمبي، حيث إن معدل أعمار لاعبي القادسية هو الأصغر بين فرق دوري الأولى بـ«21» سنة فقط، مما يعني أنه الأكثر حيوية بين فرق هذا الدوري. ورغم التأخر في النتيجة بالشوط الأول فإن هذا التأخر في النتيجة لم يزعزع ثقة أنصار القادسية في قدرة فريقهم على العودة للمباراة، حيث إن الفارق الفني واضح بين الفريقين قبل بداية المباراة، وفعلا كانت بداية العودة للمباراة للقادسية في الدقيقة 60 عن طريق اللاعب متعب النجراني، قبل أن يدرك عبد العزيز المطير التعادل في الدقيقة 67، ولكنه تعرض حينها إلى إصابة قوية في وجهه تؤكد تعرض لعنف شديد من أحد مدافعي فريق الرياض وإصراره على التسجيل، لكن الأمر المخيب هو غياب سيارة الإسعاف عن المباراة، مما استدعى نقله بسرعة إلى أحد المستشفيات القريبة، خصوصا أن الدماء كانت تنهمر منه بغزارة من وجهه. وقبل نهاية المباراة بـ5 دقائق أبى نايف البلوي إلا أن يتوج تفوق فريقه بالفوز بعد أن تلاعب بدفاع فريق الرياض ليسجل الهدف الثالث الذي منح فريقه 3 نقاط جديدة أوصلت رصيد فريقه إلى 60 نقطة. وإذا كان حسم الصاعدين إلى دوري جميل لم يحسم بشكل نهائي حتى الآن مع أفضلية للمتصدر القادسية برصيد 60 نقطة الذي سيلاقي في الجولة الأخيرة فريق الحزم الذي يعد من الفرق المتوسطة في دوري الأولى وسجل في الجولة نفسها نتيجة كبيرة على الصفا بـ4 أهداف لهدف أعلنت وبشكل رسمي عودة الفريق الشرقاوي إلى دوري الثانية مرافقا لقطبي الجنوب أبها وحطين، حيث سيكون القادسية ضيفا على الحزم وهذا ما يصعب المباراة نسبيا على أبناء الخبر. في المقابل، سيبحث الوحدة عن «كنز» العودة إلى دوري الكبار في أرض حفر الباطن، حيث سيواجه فريق الباطن التي تمثل أرضه شبحا لكل الفرق التي تخوض مبارياتها عليه، وهذا ما يجعل القادسيين والنهضاويين على حد سواء يتمنون أن يتعثر الوحدة في هذه المواجهة، خصوصا أن فريق الباطن من الفرق الغامضة جدا في دوري الأولى فتارة يكون في القمة وأخرى عكس ذلك. وسيبقى النهضة متمسكا بالأمل الأخير للصعود حينما يستضيف الفيحاء على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، حيث إنه مرشح بقوة للفوز في هذه المباراة، وإن كان الفيحاء قد سجل في آخر مبارياته فوزا كبيرا على المجزل على أرضه ووسط جماهيره بثلاثية نظيفة. من جانبه، بيّن رئيس نادي القادسية، معدي الهاجري، أن فريقه لم يحسم إلى الآن بطاقة الصعود إلى دوري الكبار، حيث إن عليه مهمة أخيرة تتمثل في الفوز على الحزم في الرس، كون هذا الفوز هو مطلب لعاملين، أهمهما حصد البطاقة المؤكدة للصعود، وثانيهما تأكيد حصد درع دوري الأولى، وهو اللائق لهذا الفريق الذي يعتبر من أكثر أندية المملكة صناعة للنجوم الكبار في السعودية. وأضاف الهاجري لـ«الشرق الأوسط»: دوري الأولى دوري متقلب جدا ويصعب أن يتم الحسم بنتيجة أي مباراة حيث تحتاج كل مباراة إلى بذل جهود كبيرة، ولكن ما يحز في النفس في هذا الدوري أنه لا يتم توفير حتى سيارات إسعاف للاعبين، حيث كثرت الحوادث وبحت الأصوات، ولكن ليس هناك أي تجاوب، وما حصل بعد إصابة لاعبنا عبد العزيز المطير دليل على «اللامبالاة» على القائمين على هذا الدوري. وشدد على أنهم سيبذلون كل ما في وسعهم لتوفير الأجواء المناسبة قبل جولة الحسم وتقديم رسالة واضحة للجميع بأن الصعود لم يحسم بعد، ولذا لا مجال للاحتفالات قبل 20 أبريل المقبل. من جانبه، بين عضو مجلس إدارة نادي الوحدة ،ياسر سروجي، أن فريقه قدم ملحمة تاريخية في مباراة النهضة، ونجح في حصد الأهم، وهو الفوز الذي جعل حظوظه بيده قبل جولة الختام، وكان هذا هو الأهم بغض النظر عن النتيجة التي وصلت لـ4 أهداف. وأكد سروجي لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا الموسم كان صعبا جدا، خصوصا في ظل وفرة الفرق القوية والخبيرة فيها، وفي مقدمتها: الاتفاق، والقادسية، والنهضة، وكذلك وجود الطائي، والرياض، والحزم، وغيرها، ولذا كان العمل مضاعفا، وبوقفة الصادقين الغيورين من أبناء مكة المكرمة، بات الفريق منافسا قويا وقريبا من العودة إلى مكانه الطبيعي بين الكبار، ولكن يجب أن يحسب لفريق الباطن ألف حساب، خصوصا أنه من الفرق الصعبة جدا على أرضه ووسط جماهيره، إلا أنه شدد على عدم التفريط في هذه الفرصة التاريخية.

مشاركة :