قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز أن ينوي الحاج الإحرام قبل مغادرته منزله، أو في المطار بشرط ألا يتجاوز الميقات الذي يحرم منه ويعلن عن طاقم الطائرة أو السفينة التي يركبها.وأضاف «عويضة» خلال فيديو توضيحي للحج، أنه يجب على من أراد أداء الحج أو العمرة عدم مجاوزة ميقات بلده أو أي ميقات يمر عليه دون إحرام.واستشهد بما روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ لِمَنْ كَانَ يُرِيدُ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ دُونَهُنَّ، فَمُهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ، وَكَذَاكَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْهَا» متفق عليه.وتابع: إذا كنت أيها الحاجُّ مسافرًا بالطائرة متوجهًا إلى مكة مباشرة من جدة: يجوز لك الاستعداد للإحرام بلبس ملابسه وأنت في بيتك أو في المطار أو في داخل الطائرة إن لم يكن بك عذر يمنعك من لبسها، وليس محظورًا عليك شيء من محظورات الإحرام بمجرد اللبس؛ فاللبس في حد ذاته ليس إحرامًا، إنما الإحرام التلفظ بنية ما تريد من عمرة أو حج؛ سواء بعد ارتداء ملابس الإحرام مباشرة، أو عند استقرارك في الطائرة وتحركها وهو الأفضل احتياطًا لأي عذر قد يُعَطِّل السفر، ومتى تلفظت بنية النسك ولَبَّيْت صرت محرمًا محظورًا عليك الوقوعُ في شيء من محظورات الإحرام.وأوضح أن المسافر جوًا يخبره قائد الطائرة بميقات الإحرام فيرتدي الملابس وينوي قائلًا: «لبيك اللهم حجًا وعمرة فإن حبسني حابس فحلي حيث حبستنى».ولفت إلى أن أنواع النسك في الحج ثلاثة، وهي حج إفراد: ينوي فيه الحاج نية الحج فقط، مضيفًا أن النوع الثاني حج قِران: وينوي فيه الحاج نية الإتيان بحج وعمرة معًا في آن واحد وبأفعال واحدة، من طواف وغيره من أعمال الحج، أو يحرم بالعمرة أولًا ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها، وعمل القارن كعمل المفرد سواء، إلا أن القارن عليه هدي -ذبح- والمفرد لا هدي عليه.وواصل: «حج تمتع: ينوي فيه الحاج نية العمرة في أشهر الحج -شوال، ذي العقدة وأول 8 أيام من شهر ذي الحجة-، فينوي العمرة فقط ويؤدي مناسكها، ثم يتحلل من إحرامه ويتمتع بحياته العادية من ملبس وغيره من معاشرة النساء، فإذا أتى اليوم الثامن من ذي الحجة نوى الحج من مكانه بمكة ولبس ملابس الإحرام وأتى بمناسك الحج».وأشار إلى أن صفة الحج تبدأ من الميقات، بالتَجرّد من الثياب، والاغتسال كما تغتسل من الجنابة -إن تيسر لك- والتطيب بأطيب ما يجده من دهن عود أو غيره في الرأس واللحية، ولا يضر بقاء ذلك بعد الإحرام، ولكن لا تطيِّب ثياب الإحرام.واستطرد: "ثم يلبس ثياب الإحرام (إزارًا ورداءً)، ويلف الرداء على كتفيه، ولا يخرج الكتف اليمنى إلا في الطواف بجميع أنواعه (هذا للرجل)، (أما المرأة) فتحرم في ملابسها العادية التي ليس فيها زينة ولا شهرة، ولا تلزم بلون معين".وأكمل: "ثم يصلِّي الصلاة المكتوبة إذا حان وقتها، وصل ركعتين سنة الإحرام (وإن لم تصلها فلا حرج)، ثم إذا ركب الحاج الطائرة وعند الميقات ينوي الدخول في النسك، فإن كنت تريد العمرة فقط: (لبيك عمرة)، وإن كنت تريد الحج فقط -الإفراد-: (لبيك حجًّا)، وإن كنت تريد الحج والعمرة بأفعالهما -التمتع-: (لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج)، وإن كنت تريد الحج والعمرة بأفعال الحج -القارن-: (لبيك عمرة وحجًّا).
مشاركة :