رفيق الروح، حبيب العمر، السند، الونس، كلها صفات تطلق على المحظوظين في إيجاد طرف ثانٍ يبادلهم الحب، ويشاركهم في السراء والضراء، قليلون هم من وجدوهم في حياتهم، لذلك يعز عليهم الفراق حتى لو كان الأجل معلوم ومسبوق بصراعات مع المرض، لكن الأمل يبقى موجودًا لأنه يعلم أن الحياة بدونه عسيرة وغير محتملة.أعادت صور تشييع جنازة زوجة الفنان رشوان توفيق أمس الثلاثاء من مسجد السيدة نفسية، الحديث عن قصص الحب الأسطورية، فبكاءه كان خير دليل على أنه افتقد ما تعني لحياته معنى ولشخصه وجود.قصة حب رشوان توفيق لزوجته، ووالدة ابنته الإعلامية هبة رشوان، امتدت على مدار أكثر من ٦ عقود، تزوجها وهي في السابعة عشر من عمرها، بعدما التقها في عرض "شهريار" الذي لعب بطولته في الجامعة، ووقع في غرامها، وعاشا معًا لفترة في منزل والده، وكانت معه في السراء والضراء، وهو ما لم يمنعه من البقاء إلا جوارها آخر ثلاث سنوات في حياتها، حيث أقعدها المرض وكانت بحاجة لمن يراعها، ففضلها على الفن، ورفض العديد من الأدوار المعروضة عليه كي يكون بمعيتها، حتى ودعها أمس الثلاثاء إلى مثواها الأخير.رشوان توفيق لم يكن وحده، من أحب فأوفى، فسبقه عدد من النجوم الذين كشفوا عن تفاصيل قصص حبهم للجمهور، لتصبح أمثلة يطمحون لتحقيقها، الفنان محمد صبحي له قصة حب محتلفة، استمرت قرابة ٤٥ عامًا، وأسفرت عن كريم ومريم، تعرف "صبحي" على حبيبته في الجامعة، وتزوجا حين كان معيدًا مرتبه لا يتجاوز ١٧ جنيه، وكانت حريصة على مشواره الفني، وناقدة لاذعة لأعماله، حتى بعد رحيلها لا يزال يهديها أعماله، ويحيي ذكراها برسائل حب ينشرها عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".رحل الفنان حسن كامي عن عالمنا نهاية العام الماضي، وكانت قصة حب لزوجته "نجوى" من أشهر قصص الحب والوفاء في الوسط الفني، واجها معًا صعوبات كثيرة لإتمام زواجهما، نظرًا لاختلاف الدين، وأصرا معًا على الزواج رغم تهديدات والدها له، وأنجبا معًا ابن وحيد "شريف"، لكنهما فقداه في حادث سيارة، وهو في الثامنة عشر من عمره، وتغلبا معًا على ألم الفقد، حتى رحلت زوجته، وحزن عليها حزنًا شديدًا، ولم يستطع تخيل حياته بدونها، فكان يرسل لها رسائل يومية يحدثها فيها عن مجريات يومه، حتى رحل إليها.توفى الفنان عزت أبو عوف مطلع الشهر الجاري، عن عمر ناهز ال٧١ عامًا بعد صراع مع مرضي الكبد والقلب، التقى "فاطيمة" حب حياته في التاسعة عشر من عمره، بينما كانت هي في الخامسة عشر، وتكللت قصة حبهما بالزواج وهو في الثالثة والعشرين، وأنجبا معًا مريم وكمال. كانت "فاطيما" عامل مهم في حياة الراحل عزت أبوعوف، ورغم خيانته لها عدة مرات، لكنها ظلت معه باقية على عهد الحب الذي جمعهما، حتى رحلت في عام ٢٠١٢، بعد صراع لم تطل مدته مع المرض.لم يكن رحيلها هينًا على زوجها، لم يستطع تخيل حياته بدونها لفترة، ما سبب له أزمة نفسية، دخل على إثرها أكثر من مرة مصحات نفسية وعصبية، حتى أن الأمر أثر عليه جسديًا واكتشف إصابته بانسداد في أحد الشرايين.
مشاركة :