بعد بزوغ ضوء الشمس بقليل، يلقى «حسن» نظرة اطمئنان أخيرة على بضاعته قبل النزول بها الشارع، ليقف بعربته الصغيرة لبيع غزل البنات بجوار حديقة الحيوانات بالجيزة، واضعا على عاتقه مسئولية كبيرة، خاصة بعد رحلة عمل طويلة وشاقة تعرض فيها إلى خسارة كل ما لديه، أكثر من ١٥ مهنة عمل بها لكن لم يحالفه التوفيق بمشروع واحد منها، لم يستسلم لظروف الحياة الصعبة التى واجهته فقرر أن يسعى لكسب رزق جديد كأى شاب محاولا أن يصنع لنفسه كيانا مستقلا بذاته عن غيره، بعربته الصغيرة لبيع «غزل البنات» منذ ٧ سنوات وهو يكدح دون توفيق على الرغم من أنه كان دائم التخطيط لعمله ومنفذا جيدا لأفكاره، لكن سوء حظه منعه من التوفيق والاستمرار بها، وأخيرا ابتسم الحظ له وضحكت الدنيا بوجهه بعد أن رأى فيها من العذاب ألوانا، خلال ذلك العام لم يتعرض لخسائر كالتى تجرعها فى الماضى حيث أصبح يتذوق المكسب فقط.يقول «حسن عماد» ٢٩ عاما حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، من صغرى وأنا بحب الشغل ودخلت فى مشاريع كتير وكنت بخسر مبالغ كبيرة فيها بس ده عمره ما خلانى أفكر أقعد فى البيت وما اشتغلش، بل بالعكس ده كان بيدينى طاقة إنى أنجح فى المشروع القادم.و يواصل: «بقالى سنة بمهنة بيع (غزل البنات) وأول مرة أقعد فى مهنة سنة كاملة على بعضها من غير ما أخسر فيها أو أكرهها وكفاية فرحة الأطفال وهى بتلف «الغزل» معايا، والحمد لله برضه مكسبها كويس ومجز وأتنمى إنى أكمل فيها على طول».ويوضح: «هى مهنة متعبة شوية بسبب الوقوف طول اليوم على رجليا، ودى أنا بشوفها حاجة مميزة مش حاجة وحشة عشان أحس بطعم مكسبى لأن التعب فى الشغل له نكهة خاصة ومافيش مهنة ما فيهاش تعب، مؤكدا بنزل من البيت كل يوم الصبح بدرى عشان أروح أخرج العربية من جراش عربيات ببيتها فيه كل يوم، وبراجع الحاجات اللى بخدها معايا عشان ما انساش حاجة».ويختتم «اختيارى للوقوف بجوار حديقة الحيوانات لأنها منطقة حيوية طوال الأسبوع وخاصة أيام الإجازات، وبراضى كل الزبائن».
مشاركة :