الحس الفني للمرأة في عسير نابع من عشق النقش العسيري

  • 4/12/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لفاطمة الألمعي قصة عشق للنقش العسيري تعيشها وتتعايش معها وتترجمها في أعمالها الفنية الرائعة، ثم يحتضنها متحفها الرائع في بيتها الجميل الواقع في حي الشرف بمدينة أبها وتسميه باسمها، ويضم 400 قطعة من الحلي المصنوعة من الفضة والنقش العسيري المشغول على الجدران والأواني الفخارية والكراسي "التختات" واللوحات والصناديق. فاطمة مدربة معتمدة من مركز الفكر الناجح، وتقدم دورات تدريبية في النقش العسيري، حيث قامت بتدريب أكثر من 150 متدربة في عسير بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون وجمعية آباء، ويضم المتحف فنون القط العسيري الذي يختلف باختلاف بيئات المنطقة سواء في دقته أو مساحته اللونية أو دلالات مفرداته أو ما طرأ من تطوير هذا الفن في لوحات فنية بمقاسات مختلفة، بالإضافة إلى الألبسة التقليدية التي لا تقتصر على عسير، بل تشمل الثوب المكمم من نجران، والميل من جازان، والمجيب والمجنب والنطع والمزر وحلة العروس. وأوضحت فاطمة الألمعي أن اسم فاطمة الذي أطلقته على متحفها الصغير يعني كل الفاطمات أي كل النساء، وأن الهدف الرئيسي هو إعادة تأصيل هذا الفن ليكون مستلهماً في ذائقة أهل عسير وزوارها ومصطافيها، وأشارت إلى أنها بدأت بجمع وتصميم هذه التحف الفنية على مدى 10 سنوات ماضية في محاولة لجمع إرث ثقافي عن النقش في منطقة عسير نابع من عشقها لهذا الفن، وأبانت فاطمة أنها تستخدم حالياً في نقوشها أقدم أنواع البويات، وأن العمل يستغرق من أسبوع إلى نصف شهر تبعاً لطبيعة النقش وحجم اللوحة المنقوشة، موضحة أن النقش الألمعي "القط" هو عبارة عن خطوط ونقوش وتشكيلات جمالية تقوم بعملها نساء متخصصات في هذا المجال. وتعود فاطمة إلى تاريخ النقش في محافظة رجال ألمع التي اشتهرت به، قائلة: "هذا الفن الشعبي لم تتعلمه الألمعيات في مدارس فنية أو معاهد متخصصة، ولكنه وحي من الواقع، فكل لون كان يمثل إحساساً معيناً، وكل شكل كان يرمز إلى شيء حل بالنفس واستقر في الأعماق، ويتميز الفن الألمعي بالألوان الطبيعية كالأزرق والبرتقالي والأخضر والأبيض والأسود، حيث كانت المرأة قديماً تستخرج هذه المواد اللونية من الطبيعة لتزين منزلها، مما يؤكد الحس الفني للمرأة في عسير، وشعورها المرهف، وتحسسها لجماليات الطبيعة.

مشاركة :