أعلن الاتحاد الكاميروني عن إقالة الهولندي كلارنس سيدورف من تدريب المنتخب الوطني، وبالمثل أنهى الاتحاد الغيني مهام البلجيكي بول بوت كمدرب للمنتخب الوطني بعد نتائج “غير مرضية” حققها معه، لتأتي هاتين الاستقالتين في وقت تتزايد فيه الأخبار عن استقالات أخرى محتملة لبعض الفنيين الذين خاضوا غمار بطولة الأمم الأفريقية 2019 في مصر. وسجلت هذه النسخة من البطولة رقما قياسيا في عدد المدربين المقالين إلى حد اللحظة والذي يتجاوز خمسة فنيين بانتظار ما ستسفر عنه النتائج التقييمية للاتحادات القارية بخصوص مشاركتها ومدى بلوغ الأهداف التي رسمتها قبل بدء البطولة. أزمة عميقةيرى محللون رياضيون ومتابعون للبطولة أن ضعف النتائج وتواضعها كانا وراء إقالة بعض المديرين الفنيين على غرار ما آل إليه مصير الهولندي سيدورف والجهاز المعاون له. وكان المنتخب الكاميروني حامل اللقب يمني النفس بالوصول إلى المباراة النهائية كيف لا وهو يمتلك العديد من المؤشرات التي تؤهله إلى تحقيق هذا الحلم والذهاب بعيدا في هذه النسخة من الكان. وأورد الاتحاد الكاميروني في بيان “بعد مشاورات مع أعضاء في اللجنة التنفيذية من جهة، وتشاور مع وزير الرياضة، وفي أعقاب الخروج المبكر للمنتخب الوطني للرجال الكاميرون ‘الأسود غير المروضة’، وبناء على ما تحدده بنود التعاقد معهما، قرر (الاتحاد) إنهاء مهام المدرب كلارنس سيدورف ومساعده (مواطنه) باتريك كلايفرت بدءا من اليوم (الثلاثاء)”. وأقصيت الكاميرون التي توجت بلقبها القاري الخامس في أمم أفريقيا 2017 في الغابون، من ثمن نهائي بعد خسارتها أمام نيجيريا 3-2، في مباراة رأى متابعون أنها تظل الأجمل في هذه البطولة. وحقق سيدورف (43 عاما) مسيرة مبهرة مع الأندية الأوروبية، وتنقل بين أبرزها مثل أياكس أمستردام الهولندي وميلان الإيطالي وريال مدريد الإسباني، متوجا خلال ذلك بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات. لكن مسيرته التدريبية لم تحظ حتى الآن بنجاح يذكر، مع تجارب غير موفقة في إيطاليا والصين وإسبانيا. وبعدما تولى مهامه العام الماضي، حقق سيدورف نتائج متفاوتة مع الكاميرون بثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات وثلاث هزائم على رأس المنتخب، قبل بدء منافسات البطولة القارية في مصر. وأطاحت هذه النسخة من البطولة أيضا بالبلجيكي بول بوت من منصبه كمدرب للمنتخب الغيني بعد نتائج “غير مرضية” حققها معه، اختتمت بالخروج من الدور ثمن النهائي.واحتل المنتخب الغيني تحت إشراف بوت الذي يشرف عليه منذ مارس 2018، المركز الثالث في المجموعة الثانية خلف مدغشقر ونيجيريا، وبلغ الدور ثمن النهائي حيث تعرض لخسارة قاسية بثلاثية نظيفة أمام المنتخب الجزائري الذي يقدم أحد أفضل العروض في البطولة. وأكد رئيس الاتحاد الغيني أنطونيو سواري “توجيه الشكر إلى المدرب. سنبحث معه في شروط رحيله. الاتحاد الغيني وضع حدا لتعاونه مع بول بوت” لأن الأخير لم يحقق الهدف الذي حدد له في البطولة القارية. وتابع “في 12 مباراة رسمية خاضها المنتخب في إشراف بول بوت، حققنا نتائج غير مرضية: خمس هزائم، أربعة تعادلات وثلاثة انتصارات”. عربيا أدى المستوى المهزوز للأداء وتواضع النتائج التي حققها الفريق المصري وخروجه مبكرا من السباق على لقب البطولة إلى إقالة المدرب المكسيكي خافيير أغيري والجهاز المعاون له. فيما يسود تكتم في المغرب حول مستقبل الفرنسي هيرفي رينارد مع الأسود بعد الخروج المخيّب للآمال من الكان، رغم أن العديد من التقارير تشير إلى اتفاق سري بين رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع ورينارد يجهز لإنهاء مهام المدرب الفرنسي على رأس الأسود. جدل التقييم تركت هذه النسخة من الكان حسرة كبيرة في قلوب المصريين بعد الظهور الباهت لمنتخبهم ومغادرته السباق مبكرا. وربما لم يتعود المصريون على هذا السيناريو في مسابقات أخرى احتضنتها القاهرة، لكن حقيقة الميدان والمستوى المتواضع للاعبين تركا انطباعا سيئا لدى العديد من المتابعين واللاعبين السابقين. وفي هذا السياق وجه المدرب العام السابق للمنتخب المصري لكرة القدم هاني رمزي انتقادات لاذعة للاعبيه على خلفية الخروج المبكر من كأس الأمم الأفريقية، معتبرا أن بعضهم كان يشعر أنه “في رحلة” وخاض البطولة بلا “روح”. وفي حديث مطوّل إلى موقع “في الغول” الإلكتروني المصري، خرج رمزي الذي كان أحد مساعدي المدرب أغيري عن صمته بشأن الخسارة المفاجئة أمام جنوب أفريقيا 1-0 في ثمن النهائي وتسببت بصدمة لدى المشجعين المصريين ودفعت إلى إقالة الجهاز الفني والإداري للفراعنة واستقالة رئيس الاتحاد هاني أبوريدة. وقال رمزي “ممكن أن تلعب بأي طريقة لعب، لكن إذا لم تكن لديك روح” يصعب توقع تحقيق نتائجوأضاف “بدأت أشعر بالأمر بعد المباراة الثانية. في المباراة الأولى كنت أتوقع أن الأمر مرتبط بالافتتاح والضغوط. بعد المباراة الثانية قلنا كلا، هذا ليس منتخب مصر”، متابعا “كانت لدي تحفظات كثيرة حول السلبية واللامبالاة الموجودة في المعسكر، (اللاعبون) لا يفكرون في كرة القدم، كانوا مأخوذين بأمور عدة لاسيما الهواتف (النقالة)”. وتابع “أنت تشعر بما إذا كان اللاعب يعيش البطولة أم لا، وأنا كنت قلقا جدا من هذه النقطة. اجتمعت بداية (بأحمد) المحمدي كقائد للفريق وقلت له أن يضبط الفريق، وأنه يجب أن يتم شد اللاعبين لأنني أشعر بأنهم آتون إلى رحلة (..) والأمر سيسقط على رؤوسنا جميعا”. وفي إطار التفاعل مع ما قاله رمزي قال القائد المصري أحمد المحمدي في تصريحات لموقع “يلا كورة”، إنه يرفض التعليق على ما قاله رمزي. وأكد الظهير الأيمن لفريق أستون فيلا الإنكليزي أن “تاريخي أكبر من الرد على شخص مثل هاني رمزي”، مضيفا “كيف أرد على شخص قام بالتحدث عن لاعبيه والجهاز الذي عمل معه بتلك الطريقة؟”. ووجه رمزي انتقادات أيضا إلى أغيري ومعاونيه لاسيما اللاعب السابق لريال مدريد الإسباني ميشال سالغادو، معتبرا أن المدرب الأجنبي لم يكن على دراية كافية بعقلية اللاعب المصري، وأنه لم يحسن اختيار تشكيلة اللاعبين الـ23 للبطولة، لاسيما لجهة تعزيز البدلاء في خط الوسط.
مشاركة :