قال دبلوماسي أميركي كبير اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة "ستبذل ما بوسعها" لتهدئة خلاف سياسي واقتصادي متفاقم بين كوريا الجنوبية واليابان، فيما حذرت سول من أن الخلاف قد يكون له تداعيات عالمية. وكانت واشنطن مترددة في التدخل علانية في الخلاف بين حليفتيها. لكن الخلاف، الذي يهدد الإمدادات العالمية من رقائق الذاكرة والهواتف الذكية، طغى على زيارة ديفيد ستيلويل، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي، للمنطقة. وقال ستيلويل للصحفيين في سول عاصمة كوريا الجنوبية، إنه يتعامل بشكل جدي مع الموقف، لكنه لم يخض في تفاصيل الخطوات التي قد تتخذها واشنطن. وذكر أن حل الخلاف أمر يعود بالأساس لكوريا الجنوبية واليابان. وأضاف: "نأمل في التوصل لحل قريباً... ستبذل الولايات المتحدة، بوصفها صديقاً وحليفاً وثيقاً لكليهما، ما بوسعها لدعم جهودهما لحله". والأسبوع الماضي، قال ستيلويل لهيئة الإذاعة اليابانية، إن بلاده لن تتدخل في الخلاف، وبدلاً من ذلك تشجع على الحوار بين أكبر حليفين لها في آسيا لتسوية الخلاف. وأخذ التوتر المتصاعد بين البلدين منحى خطيراً هذا الشهر، عندما فرضت اليابان قيوداً على صادرات مواد تكنولوجية متطورة لكوريا الجنوبية. ويتعلق الخلاف بالأخص بمسألة تعويض كوريين جنوبيين عن تشغيلهم قسرياً لحساب المحتلين اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية. وتنفي اليابان أن يكون الخلاف على التعويضات هو السبب في فرض هذه القيود، وعزته إلى "التعامل بطريقة غير مناسبة" مع مواد حساسة تصدر إلى كوريا الجنوبية، بينما ذكرت وسائل إعلام يابانية إن المطاف انتهى ببعض هذه المواد في كوريا الشمالية، وهو ما نفته سول. وقال مسؤول كبير بحكومة كوريا الجنوبية للصحفيين، إن القيود على الصادرات قد تلحق الضرر بشركات تكنولوجيا عالمية، بما في ذلك عمليات شركة "سامسونج" الكورية الجنوبية العملاقة في أوستن عاصمة ولاية تكساس الأميركية. وأضاف شريطة عدم نشر اسمه نظراً لأنه يتناول مسائل دبلوماسية حساسة: "ستؤثر سلباً على شركات مثل آبل وأمازون وديل وسوني، ومليارات المستهلكين في كل أرجاء العالم". ورداً على سؤال عما إذا كانت حكومة كوريا الجنوبية تبحث اتخاذ إجراءات انتقامية، قال المسؤول إن سول تفضل حل الخلاف بالطرق الدبلوماسية. وجدد وزير المالية الكوري الجنوبي هونج نام-كي دعوته لليابان لرفع القيود، وأضاف أن سول ستكشف قريباً عن خطط لجعل سلسلة التوريد الخاصة بها أكثر استقلالاً. وقد يكون للخلاف تداعيات على سياسة التعامل مع كوريا الشمالية، وهي بند رئيسي على جدول أعمال ستيلويل الذي وصل إلى كوريا الجنوبية أمس الثلاثاء.
مشاركة :