هاجم كمال كليغدار أوغلو، زعيم أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، وهو "حزب الشعب الجمهوري"، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووجه له انتقادت حادة بسبب علاقاته المتوترة مع معظم الدول العربية. جاء ذلك في كلمة زعيم حزب الشعب الجمهوري أمام الكتلة النيابية لحزبه بالبرلمان التي تطرق خلالها إلى ما يتعين على تركيا القيام به في سياستها الخارجية، بحسب عدد من وسائل الإعلام التركية. وطالب كليجدار أوغلو، أردوغان بالتخلي عن جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تشكل العقبة الرئيسية في وجه أي محاولات لتصحيح العلاقات الخاطئة، التي كرسها أردوغان، مع الدول العربية. التخلي عن الإخوان ورأى أوغلو أن تركيا إذا أردات أن تكتسب دوراً مهماً في سياستها الخارجية، فعلى أردوغان أن يتخلى عن جماعة "الإخوان المسلمين"، متسائلًا في استهجان: "من هم الإخوان؟ فمصالح الدولة التركية فوق كل شيء". وطالب أوغلو خصمه أردوغان بالتخلي عن إرسال السلاح إلى ليبيا وتأجيج القتال هناك، متسائلًا: ماذا تريدون من ليبيا؟ ولماذا ترسلون السلاح إليها؟. وأضاف المعارض التركي مخاطباً أردوغان أنه بدلًا من لعب دور الوسيط من أجل السلام في ليبيا، فإنكم تسعون إلى الإيقاع بين الأشقاء. فاتورة الصراع ثقيلة على تركيا وفي الملف المصري، دعا أوغلو أردوغان إلى التصالح مع القاهرة، وإرسال سفير إلى مصر، مشيراً إلى أن مخالفة مصر تنعكس سلباً على تركيا". وتابع قائلا: "سنتصالح مع مصر، فلماذا علينا أن نتصارع معها؟ إذ لدينا تاريخ وثقافة معها. فبأي ذريعة نتصارع إذن، لاسيما أن فاتورة هذا الصراع ثقيلة على تركيا". وتشهد العلاقات التركية المصرية توترا على خلفية قضايا عدة، أبرزها اتهام القاهرة لأنقرة بدعم تنظيم الإخوان المسلمين. وطالبت مصر مراراً بتسليم القيادات الإخوانية الهاربة إلى تركيا؛ حيث تتهمها بالوقوف وراء أعمال عنف والتحريض على أعمال عنف استهدفت قوات الجيش والشرطة ومدنيين في مصر منذ عام 2013. محادثات مع بشار الأسد وطالب أوغلو، كذلك، بعقد محادثات على المستوى الرسمي مع الرئيس السوري بشار الأسد بأسرع وقت ممكن، لافتاً إلى ضرورة إعادة فتح سفارة لبلاده في دمشق والتخلي عن أسلوب المحادثات غير المباشرة، بوساطة روسية، مع سوريا. وكان أردوغان ذكر في فبراير الماضي، أن السياسة الخارجية بين تركيا وسوريا مستمرة على مستوى الأجهزة الأمنية فقط، مشيراً إلى أن الاتصالات بين الأجهزة الأمنية مختلفة عن الاتصالات بين الزعماء السياسيين، على حد تعبيره. يذكر أن تركيا كانت سحبت سفيرها من دمشق في آذار/ مارس من العام 2012 في أعقاب بدء الاحتجاجات في البلاد. وجاءت تصريحات أوغلو في سلسلة مقترحات طرحها "لتغيير السياسية الخارجية الخاطئة لتركيا"، حسب وصفه، من بينها تأسيس "منظمة التعاون والسلام في الشرق الأوسط" بقيادة تركيا.
مشاركة :