عندما بدأت ثورة مواقع التواصل الاجتماعي كانت الدائرة محدودة على التواصل مع الأصدقاء والذين نعرفهم ونحبهم فقط، ولكن مع مرور الوقت بدأت الدائرة بالتوسع وبدأ دخول المعارف إلى دائرة الأصدقاء، ثم بدأ دخول الغرباء البعيدين، وصفحات الأخبار، والأعمال، والمشاهير، وازدحمت حياتنا بالكثير ممن لا تصلهم بنا علاقة خاصة. يقتلنا الفضول لنعرف عن حياتهم أكثر ونستمر في متابعة تفاصيل حياتهم ويومياتهم حتى إذا كانت لا تهمنا خاصة إذا كانت أكثر إثارة ومتعة من حياتنا ونرى عندهم ما نفقده في حياتنا سواء كان مال أو عائلة أو سفر، فنحن بلا وعينا نقارن بين حياتهم وحياتنا الشخصية، ومع مرور الوقت تتشكل الحالة من القلق وعدم الرضى عن النفس. لا تحاول أن تتابع وتعرف كل شيء عن كل شيء، فسوف تضيع في هذا العالم اللامتناهي من المعلومات، تذكر أن ما يشدك ويجذبك إليه بقوة هو لا يسعدك بالضرورة، بل يستهلك وقتك وراحة بالك ويوهمك بالسعادة. التفت إلى تفاصيل الحياة البسيطة التي تسعدك، وحارب الرغبة القوية بداخلك بأن تعرف أكثر عن حياة الآخرين. كن غنيا بنفسك وانتِق أولوياتك بعناية، فعمرك محدود، وبالتأكيد هناك الكثير من التجارب التي تنتظرك.