قدم وزير البيئة الفرنسي، فرانسوا دي روجي، استقالته، بعد أن زعم موقع إلكتروني استضافته، عندما كان رئيساً للبرلمان، لحفل عشاء فخم من جراد البحر والنبيذ الجيد، وعلى ضوء الشموع، لمناسبة اجتماعية خاصة به، وأن الكلفة تحملها دافعو الضرائب. وفي مقال نشر على صفحته على «فيس بوك»، قال دي روجي إنه كان هدفاً «لوسائل الإعلام» التي نالت منه. وأضاف أنه سلم استقالته إلى رئيس الوزراء، إدوارد فيليب، لأن الجهد المطلوب لمحاربة هذه الاتهامات يعني أنه لن يستطع أداء مهامه الوزارية بسلام. وكتب «أود أن أشكر رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، على الثقة التي منحاني إياها»، مضيفاً أنه قدم شكوى تشهير ضد موقع «ميديا بارت»، الذي نشر القصة. وفجر «ميديا بارت»، الأسبوع الماضي، هذه الأزمة، بعد أن تحدث عن حفلة العشاء هذه الباهظة الثمن، التي استضاف فيها دي روجي عشرات الشخصيات بين عامي 2017 و2018، في الشقة الرسمية لرئيس البرلمان بمبنى تاريخي في باريس. يأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس، إيمانويل ماكرون، وحكومته إلى إنعاش الاقتصاد في خضم أكثر من ثمانية أشهر من الاحتجاجات التي ينظمها أصحاب السترات الصفراء، التي أشعلها عدم المساواة الاقتصادية، والمزاعم بأن السياسيين الفرنسيين ليسوا على اتصال بالناس العاديين. وبدأ الناشطون المهتمون بالبيئة، والذين كانوا من قبل يطالبون بمزيد من الجهد السياسي للتعامل مع حالة الطوارئ المناخية، يتظاهرون أمام مكتب دي روجي، وهم يحملون جراد بحر عملاقاً من البلاستيك. وقال الموقع الذي نشر صورة طبق من الكركند العملاق في هذه الحفلة، إن الوجبات كانت من أجل مناسبة اجتماعية لدائرة دي روجي، نظمتها بشكل أساسي زوجته الصحافية في مجلة «جالا» الشهيرة. وكان على القائمة محار باهظ الثمن، وشمبانيا، ونبيذ مستجلب من قبو نبيذ البرلمان الفرنسي، الذي تصل كلفة القارورة الواحدة منه إلى نحو 500 يورو. وذكر الموقع أن العشاء كان لما بين 10 إلى 30 ضيفاً. ونفى دي روجي المزاعم ضده بسرعة، قائلاً إنه استضاف العشاء للعمل، وليس للمتعة. لكن الضغوط كانت تتصاعد من أجل استقالته، حيث عبر السياسيون من داخل حزب ماكرون لجهة مجهولة عن قلقهم واشمئزازهم إزاء العشاء المزعوم الفاخر، قائلين إن الناخبين شعروا بخيبة الأمل لإهدار ما قدموه من ضرائب للدولة. ولم ينكر دي روجي أن دعوة العشاء قد حدثت، لكنه قال إن المدعوين مرتبطون بمهام عمله بوصفه رئيس البرلمان، وكانوا يخططون للتواصل مع شخصيات من المجتمع المدني. ونشر «ميديا بارت» تحقيقاً آخر، يزعم أن دي روجي وزوجته نفذا أعمال تجديد لمحل إقامتهما الرسمي في وزارة البيئة، تبلغ كلفتها 63 ألف يورو، دفعها دافعو الضرائب، وأن التجديد المكلف شمل أعمال طلاء وتركيب سجاد وإنشاء خزائن جاهزة للملابس، ولم يكن كل ذلك ضرورياً. ورد دي روجي، في بيان مكتوب، إن أعمال التجديد كانت ضرورية للشقق في مبنى تاريخي، لأن بعض الغرف كانت بحالة سيئة، وقال إنه بشكل عام، قام بتخفيض التكاليف في الوزارة. وهذا الخلاف مدمر بشكل خاص، لأن دي روجي كان يقود سياسة ماكرون البيئية في وقت تتعرض فيه الحكومة لضغوط لخفض التكاليف وإهدار الموارد، بعد اتهامها بالقيام بالكثير لمكافحة طوارئ المناخ، فقد كان أحد أهم الوزراء في الحكومة. كان على القائمة محار باهظ الثمن، وشمبانيا، ونبيذ مستجلب من قبو نبيذ البرلمان الفرنسي، الذي تصل كلفة القارورة الواحدة منه إلى نحو 500 يورو. بدأ الناشطون المهتمون بالبيئة يتظاهرون أمام مكتب دي روغي وهم يحملون جراد بحر عملاقاً من البلاستيك.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :