تهديدات إيرانية تقطع مع جهود تهدئة التوتر في الخليج

  • 7/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية اليوم الخميس أن قائد الحرس الثوري حسين سلامي حذر من أي هجوم على بلاده في غمرة التوتر المتفاقم بين طهران وواشنطن. وقال سلامي "إيران تتبنى إستراتيجية دفاعية، لكن إذا ارتكب الأعداء أي أخطاء فإن إستراتيجيتنا قد تصبح هجومية". وصعدت إيران من تهديداتها للقوات والمصالح الأميركية في المنطقة كما لوحت بإغلاق مضيق هرمز وتعطيل إمدادات النفط العالمية في محاولة للضغط على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. وتسعى طهران لخلق حالة من الإرباك في مواجهة الضغوط الأميركية وسط تحذيرات غربية من استمرارها في تصعيد الموقف في المنطقة بالغة الحساسية بالنسبة لإمدادات النفط والتجارة البحرية. ودعت الحكومة البريطانية اليوم الخميس، السلطات الإيرانية لوقف التصعيد في منطقة الخليج بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني احتجاز ناقلة نفط بتهمة التهريب قرب مضيق هرمز. ونقلت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية عن متحدثة باسم الحكومة (لم تسمها) قولها "نسعى للحصول على المزيد من المعلومات بشأن تقارير احتجاز ناقلة في الخليج"، مضيفة "نواصل حث السلطات الإيرانية على وقف التصعيد في المنطقة". وقالت "نراقب باستمرار الوضع الأمني هناك وملتزمون بالحفاظ على حرية الملاحة بما يتوافق مع القانون الدولي". وفي وقت سابق اليوم الخميس أعلنت إيران أن قوات الحرس الثوري "أوقفت" ناقلة نفط أجنبية على متنها طاقم من 12 شخصا، بتهمة "التهريب"، بحسب التلفزيون الرسمي. وقال التلفزيون الإيراني، إن الحرس الثوري اعترض ناقلة نفط في مياه الخليج يوم الأحد الماضي على متنها 12 شخصا، دون الكشف عن اسمها. واتهم الحرس الثوري الناقلة بأنها "ضالعة بتهريب" نحو مليون لتر من النفط من قبل مهربين إيرانيين لبيعها لزبائن أجانب. وأوضح أن الناقلة تم اعتراضها في جزيرة لاراك جنوبي إيران في مضيق هرمز، فيما تحدثت وكالة أسوشييتد برس يوم الثلاثاء عن اختفاء ناقلة نفط تسمى "MT Riah" بعد جنوحها نحو المياه الإيرانية. ونقلت الوكالة عن موقع "ماريتايم ترافيك" لتتبع السفن أن ناقلة النفط كانت ترفع علم بنما واسمها "RIAH"، أوقفت بث موقعها فجر الأحد قرب جزيرة قشم التي يمتلك فيها الحرس الثوري الإيراني قاعدة بحرية. وتأتي هذه التطورات بينما تواصل فرنسا جهودها لنزع فتيل التوتر في المنطقة وانقاذ الاتفاق النووي الموقع عام 2015 من الانهيار. واتفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة هاتفية الخميس على "تعزيز الجهود" لإنقاذ الاتفاق من الانهيار، وفق ما أعلن الكرملين. وخلال الاتصال الذي بادر به ماكرون، شدّد الرئيسان على أنّ "الاتفاق عامل مهم لضمان الأمن في الشرق الأدنى والحفاظ على نظام عدم الانتشار النووي". كما أكّدا على "أهمية تعزيز جهود كل الدول المعنية بالحفاظ على الاتفاق بمجمله". وناقش الرئيسان الفرنسي والروسي أيضا الأزمة السورية، فيما قبل ماكرون دعوة بوتين للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ75 لهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية في 9 مايو/ايار 2020 في موسكو، بحسب ما أضاف بيان الكرملين. ولا ينفك مستوى التوتر في منطقة الخليج يرتفع منذ انسحبت الولايات المتحدة أحاديا من اتفاق فيينا في مايو/أيار 2018. والتزمت طهران بموجب الاتفاق بالتخلّي عن السعي لحيازة السلاح الذري وقبلت الحدّ من برنامجها النووي بشدّة، في مقابل رفع جزء كبير من العقوبات الدولية التي كانت تخنق اقتصادها. غير أنّ إعادة فرض العقوبات الأميركية أدّى إلى عزل طهران بشكل شبه كامل عن النظام المالي العالمي وإلى إبعاد أغلب مشتري نفطها عنها. وبدأت طهران في بداية يوليو/تموز بالردّ على الانسحاب الأميركي عبر التخلي عن بعض التزاماتها المشمولة بالاتفاق النووي فيما لا تزال روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أطرافا فيه.

مشاركة :