مقام النبي موسى في فلسطين يتجمل بحلة جديدة

  • 7/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

احتفل الفلسطينيون بإعادة ترميم وتطوير مقام النبي موسى الذي مضى على إنشائه نحو 800 عام، والذي يحظى بشهرة إقليمية وتقام حوله احتفالات سنوية. وشكّل مقام النبي موسى، مأوى تاريخيا للمتعبّدين منذ الفترة البيزنطية، واتبعه اهتمام خاص في الفترة العثمانية، في العام 1820، حيث قام العثمانيون بأعمال ترميم. ويعتبر المقام من أهم مقامات فلسطين بسبب ضخامة أبنيته وتاريخه القديم، وشهرته الواسعة، ودوره في تاريخ فلسطين الحديث، ويمثل هذا المقام فن العمارة الإسلامية في أروع صورها. ويتألف من ثلاثة طوابق بمساحة 4500 متر مربع ويضم 144 غرفة متعددة الاستخدامات ومحاط بسور على ارتفاع ما بين ثلاثة وأربعة أمتار. وفي احتفال شعبي ورسمي الأربعاء اُعيد فتح المكان بعد أعمال ترميم وتطوير استغرقت عامين، بدعم من الاتحاد الأوروبي عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في كلمة بحفل الافتتاح “اليوم يتم إعادة ولادة مقام النبي موسى بثوب جديد، بعد أن تم ترميمه بالكامل”. وأضاف “مقام النبي موسى مرتبط روحيا ودينيا بالقدس، وأتمنى أن نعيد روح النبي موسى، روح العمل والأداء، ونقطة تجمع لإعادة الوعي بتراثنا وتاريخنا وبكل ما له علاقة بهذا المكان”. فلسفة الترميم قامت على الحد الأدنى من التدخل وعدم تغيير الطابع المعماري للمكان والالتزام بالمعايير الدولية للترميم وتتعاون السلطات الفلسطينية مع القطاع الخاص في مشروع إحياء المقام، إذ تتولى شركة خاصة إدارة الموقع الذي جرى تحويل جزء منه إلى نزل فندقي من 20 غرفة، إضافة إلى المطاعم ومخبز ومتحف بيئي ومتحف ثقافي ومركز صحي ومدرج وقاعات استقبال ومكاتب إدارة ومعارض تجارية، لتسويق المنتجات المحلية وقاعات متعددة الأغراض وغرفة علاج طبيعي. وقال اشتية “سوف يدار (الموقع) من شركة فلسطينية تمثل القطاع الخاص الفلسطيني، وأوجّه الشكر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على روح الشراكة مع الحكومة، وعلى سخاء الاتحاد الأوروبي على ما يقدمه من مساعدة لفلسطين”. واستغرقت عملية ترميم وتطوير المقام نحو عامين شملا إعداد الدراسات التاريخية والهندسية. وقال جهاد ياسين مدير عام المتاحف والتنقيبات الأثرية في وزارة السياحة والآثار، “جرى ترميم الموقع بما لا يتعارض مع قيمة الموقع الدينية والعالمية، حيث أنه مدرج على اللوائح التمهيدية للائحة التراث العالمي”. وأضاف “فلسفة الترميم قامت على الحد الأدنى من التدخل وعدم تغيير الطابع المعماري للمكان والالتزام بالمعايير الدولية للترميم”. ويرتبط موقع المقام لدى الفلسطينيين بإحياء “موسم النبي موسى” في شهر أبريل من كل عام، حيث تقام احتفالات دينية على مدى أيام ويتوافد الزوار من كل مكان، وتتضمن الاحتفالات العديد من الفعاليات والأناشيد الدينية، وخصوصا وأن الاحتفال يأخذ الطابع الديني من خلال إقامة حلقات المديح والذكر وتلاوة القرآن الكريم والصلاة والأدعية الدينية. ويتطلع الفلسطينيون أن يكون الموقع إضافة لكونه وجهة للسياحة الداخلية مقصدا للسياحة الدينية مع ازدياد عدد السياح من دول مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا إلى مدينة القدس والخليل.وقالت رولا معايعة وزيرة السياحة والآثار، “هذا مكان تاريخي مهم جدا من عهد المماليك قمنا بترميمه بشكل مجمع سياحي لاستقطاب السياحة من كل دول العالم وبالأخص السياحة الإسلامية”. وتابعت قائلة “بالإضافة إلى القدس والخليل سوف يكون هذا الموقع هو من أهم الأماكن التي يتم زيارتها من قبل السائح”. ولمن يريد التمتع بالطبيعة، فمقام النبي موسى عليه السلام، يقع على تلة صخرية ذات طبيعة جيرية، مختلطة بالقطران، والصوان، وسط ما يحيطها من كثبان رملية. وقال روبيرتو فالنت ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالأراضي الفلسطينية في كلمة بحفل الافتتاح “هذا المقام.. الأيقونة التاريخية الذي جرى ترميمه بالشراكة بين قطاعات مختلفة أصبح اليوم حقيقة”. وأضاف “هنا يلتقي الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا الجهد من أجل فلسطين”. وجاءت أعمال ترميم وتطوير المقام في إطار منحة أوروبية بقيمة خمسة ملايين يورو خصصت للقطاع السياحي شملت أيضا ترميم مبنى قديم في نابلس (خان الوكالة) الذي تم تحويله إلى فندق. وقال رالف تراف ممثل الاتحاد الأوربي في الأراضي الفلسطينية “المباني التاريخية هي انعكاس لتاريخنا ووجه تراثنا، تعكس حروب الماضي وتعكس أيام السلام والازدهار، الحفاظ عليها يساعدنا على فهم المجتمعات واحترامها وتنميتها”. وأضاف “هذا المقام كان وما زال أحد أكبر المواقع التاريخية في فلسطين وارتبط تاريخه بالطرق الصوفية من غناء روحي وإنساني. لقد كان المقام منارة ثقافية ودينية”. وتابع قائلا “مقام النبي موسى سيوفر 70 وظيفة مباشرة و200 فرصة عمل بشكل غير مباشر ويستعيد الحياة”.

مشاركة :