أعلنت شركة نيورالينك (Neuralink)، التي تسعى لربط أدمغة البشر بالكمبيوترات أنها تسعى لإجراء تجارب على البشر العام القادم. والتقنية التي تطوّرها نيورالينك، التي يعتبر الملياردير الأميركي إيلون ماسك أحد مؤسسيها، تعتمد على زرع أجهزة في أدمغة البشر ما يعزز قدراتهم الإدراكية بشكل كبير. وقال ماكس هودال، رئيس الشركة التي تم تأسيسها عام 2017 إنها تسعى إلى الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لبدء إجراء تجارب على البشر بحلول العام المقبل. وتريد الشركة السماح لها بحفر أربعة ثقوب بحجم 8 ميليمترات في جماجم أشخاص مصابين بالشلل وزرع أجهزة بداخل أدمغتهم ما يمنحهم القدرة على التحكم في أجهزة كمبيوتر وهواتف ذكية باستخدام أفكارهم. وأضاف هودال “ستكون هناك أشياء عظيمة في هذا المجال في العقد المقبل، وينبغي أخذ الأمر على محمل الجد”. وقال ماسك في تصريحات إن الشركة الناشئة تريد أن يكون لديها أول مريض مجهز بهذه التكنولوجيا قبل نهاية عام 2020. وكانت الشركة قد فرضت نوعا من السرية بشأن تطبيقاتها في المستقبل، قبل أن ينشر ماسك مقالا في عام 2017، كتب فيه أنه يأمل في أن تساعد الشركة الأشخاص الذين لديهم إصابات دماغية خطيرة. ويأمل ماسك أن تصبح عمليات زرع هذه الأجهزة في أدمعة البشر بنفس سهولة عمليات جراحة العيون بتقنية الليزيك. وأضاف أن التقنية جديدة وستساعد على جعل البشر “خارقين”. وأوضح أن البشر بالفعل مرتبطون بشدة بأجهزة الهواتف الذكية “هاتفك هو بالفعل امتداد لك. أنت بالفعل تسيّرك الأجهزة الإلكترونية. معظم الناس لا يدركون ذلك”. وقال الملياردير الأميركي إن “نسبة الذكاء غير الإنساني في زيادة”، في إشارة إلى الذكاء الاصطناعي، وفي المستقبل ستكون نسبة مساهمة الذكاء البشري في العالم قليلة. وكان ماسك قد صرح من قبل بأن الآلات تعمل بسرعة تريليون بايت في الثانية، بينما يعمل الدماغ البشري عادة بسرعة 10 بايت، ومن شأن ربط الدماغ رقميا بأجهزة الكمبيوتر أن يحدث نوعا من التكامل بين الاثنين. لكن رجل الأعمال الأميركي حذر في أكثر من مناسبة من أن يطغى الذكاء الاصطناعي على الإنساني، فتصبح الآلات أقوى من البشر، ما يسبب مشكلات خطيرة، ودعا إلى إصدار تشريعات لتنظيم العلاقة بين الاثنين. وفي مقابلة أجراها ماسك مع موقع “waitbutwhy.com” شرح مؤسس شركتي “تسلا” و”سبيس إكس” بأن التحذيرات التي أطلقها في أكتوبر عام 2014، بخصوص تطوير الذكاء الاصطناعي لم تتلق رد فعل كبير لمحاربة التقدم السريع لذكاء الآلات وتفوقها على البشر. وكان ماسك، دخل في مواجهة علنية مع الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكيربرغ، حول الذكاء الاصطناعي. فقد حذّر ماسك مرارا وتكرارا من مخاطر الذكاء الاصطناعي واصفا إياه بكونه تهديدا لاستمرار البشرية. لكن زوكيربرغ يملك وجهة نظر مخالفة، فقد رد على انتقادات ماسك، قائلا إنه ملّ من الترويج للخوف، مضيفا في بث حي عبر حسابه في فيسبوك قائلا “في الذكاء الاصطناعي تحديدا، أشعر بالتفاؤل الشديد، أعتقد بأن الأشخاص المعارضين والذين يحاولون التطبيل لسيناريوهات النهاية المحتومة، أنا فقطلا أفهم ذلك، وأظن بأنه أمر سلبي وفي بعض النواحي أظن بأنه تصرف غير مسؤول”.لكن ماسك ردّ على زوكيربرغ بتغريدة عبر حسابه في تويتر قائلا “لقد تحدثتُ إلى مارك حول هذا الموضوع، لكنّ فهمه له محدود”. وقد أطلق ماسك نقاشا عالميا حول احتمالية التهديد من قبل الذكاء الاصطناعي عام 2014، وتنبأ حينها بأن الآلات ستصبح أكثر ذكاء من البشر وأن ذلك سيؤدي إلى القضاء على البشرية.تطمح شركة نيورالينك لتطوير الأدمغة البشرية باستخدام الكمبيوتر، إلى تغيير معنى الإنسانية والطريقة التي نتعايش فيها مع أنفسنا ومع غيرنا. واليوم تعمل شرائح الكمبيوتر المزروعة بالأدمغة على علاج بعض الأمراض، مثل باركنسون، لكن ماسك يودّ تجاوز الحدود، بشرائح دماغية تتصل بالإنترنت وبالسحابة الإلكترونية، ليتخاطب الناس بأفكارهم، دون الحاجة إلى التحدث أو كتابة الرسائل النصية أو الإلكترونية. لكن وفي الوقت الحالي، هنالك مخاوف أخرى من تعرّض هذه الشرائح للقرصنة، وبالتالي مخاوف من تعرض أدمغتنا للقرصنة وقد يتحول البشر إلى وسائل تدميرية في يد من قد يحاول إلحاق الأذى بغيره، كما أن الأجهزة الإلكترونية يمكنها أن تتلف، وهذا يمكنه أن ينعكس على صحتنا الجسدية إن تلفت في أدمغتنا. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها تعاقدت مع خمس مؤسسات بحثية لتطوير برنامج يهدف إلى ربط دماغ الإنسان بالكومبيوتر من خلال أجهزة متناهية الصغر تقوم بتحويل الإشارات التي تصدرها الخلايا العصبية في الدماغ إليه، وذلك لأهداف علاجية. ويهدف المشروع الذي تبلغ موازنته 65 مليون دولار إلى تحسين قدرات الحواس ومعالجة مشكلات النطق ومشكلات فقدان السمع والبصر. يذكر أن مستخدمي الشبكات الاجتماعية تداولوا الخبر على نطاق واسع عبر هاشتاغ Neuralink# وقال البعض إن “أفلام الخيال العلمي التي كنا نشاهدها ستصبح واقعا ملموسا عما قريب”. وقال معلق إن “الأمر مخيف جدا”.
مشاركة :