رغم أوجاع الهبوط... القادسية يعزف نغمة الصفقات «الملايينية»

  • 7/19/2019
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

ودع القادسية دوري المحترفين السعودي، مسجلا فشلا ذريعا في موسم «حزين» للنسيان، لكنه ما زال متشبثا بإرثه القديم «تفريخ النجوم»، ليبرم صفقة تاريخية مع نادي الاتحاد ينتقل بموجبها المهاجم الشاب هارون كمارا إلى الأخير بمبلغ 30 مليون ريال «20 مليونا منها للنادي، والباقي موزع على مقدم عقد ورواتب للاعب لمدة 5 سنوات».وخلال العقود الثلاثة الأخيرة أدرت صفقات من هذا النوع مبالغ خيالية على خزينة نادي القادسية تجاوزت حاجز الـ«200» مليون ريال.وقبل رحيل كمارا، انتقل محمد خبراني للأهلي وعبد المحسن فلاته للاتحاد مع احتمالية كبيرة لانتقال لاعب خط الوسط نايف هزازي لأحد الأندية الكبيرة بمبلغ لا يقل عن 5 ملايين ريال لصالح النادي وحده.وأعاد كمارا سيناريو اللاعب ياسر القحطاني الذي كان قريبا من نادي الاتفاق بعد أن تألق في إحدى الدورات الرمضانية إلا أن المدرب السابق حمد الدوسري استقطبه وأقنع عضو الشرف البارز أحمد الزامل بتلبية شروط توقيعه لنادي القادسية.وكان اللاعب كمارا قريبا من التوقيع لنادي الاتفاق إلا أن عدم السماح بتسجيل اللاعبين المواليد «قبل عامين» أخر المساعي للتوقيع معه وهذا ما استغله القادسية من خلال مشرف الفئات السنية وليد الناجم وقام بطلب التوقيع معه من قبل الرئيس السابق معدي الهاجري بمبلغ لا يتخطى «70» ألف ريال.ويتفوق نادي القادسية بمدينة الخبر على أندية المملكة من حيث صناعة وتأهيل المواهب وتحويلهم إلى نجوم تتصارع الأندية الكبرى على استقطابهم لدعم صفوف فرقها الكروية.وتتجه أنظار صناع القرار في الأندية الكبيرة بشكل سنوي لنادي القادسية للسعي لضم أبرز الأسماء في هذا النادي حيث إن نادي القادسية ورغم غيابه عن البطولات لأكثر من عقدين من الزمن إلا أنه يتصدر من حين لآخر اهتمامات وسائل الإعلام من خلال العروض الكبيرة التي تقدم لمواهبه الكروية والتي جعلته من الأندية الأكثر تداولا في وسائل الإعلام حينما يتعلق الأمر بالنجوم في الكرة السعودية والأندية التي صنعتهم أو طورت موهبتهم.ولم يتوقف القادسية موسما واحدا عن إبراز النجوم بل إنه النادي الأول في المملكة الذي احترف أحد لاعبيه خارجيا منذ 3 عقود ممثلا في اللاعب سالم فيروز الذي احترف في بعض الدول الخليجية قبل أن يبدأ فعليا عصر الاحتراف للاعبين السعوديين، فيما كان الراحل سعود جاسم من أغلى اللاعبين السعوديين في عهده بانتقاله لنادي الاتحاد قبل 3 عقود وكسر اللاعب محمد السهلاوي رقم زميله ياسر القحطاني بعد أن انتقل للنصر قبل عقد من الزمن بأكثر من 40 مليونا ولم تتوقف الانتقالات للاعبي القادسية للأندية الكبيرة حيث يصل عدد اللاعبين الذين انتقلوا من هذا النادي لأندية كبيرة إلى أكثر من 30 لاعبا حيث درت هذه الصفقات على النادي مبالغ ضخمة، إلا أن ثمن ذلك كان الابتعاد طوال الفترة الماضية بعد أن حقق في العام 1993 كأس الكؤوس الآسيوية وكذلك بطولة كأس الاتحاد السعودي وكذلك كأس ولي العهد.وبرز عدد من اللاعبين في نادي القادسية قبل أن ينتقلوا لأندية كبيرة وجماهيرية مثل عبد الله شريدة والحارس حسين الصادق وكذلك ياسر القحطاني وسعود كريري وسعيد الودعاني ومحمد السهلاوي ويوسف السالم وعبد الملك الخيبري وعبد الكريم الخيبري وياسر الشهراني وعبد الرحمن العبيد وعبده حكمي وفوزي الشهري وماجد النجراني وصالح الغوينم وغيرهم الكثير.ورغم أن القادسية لم يقدم في السنوات الأخيرة ما يشفع له بالمنافسة على إحدى البطولات بل إنه هبط مجددا لدوري الأولى إلا أنه بقي كاسم قوي على الساحة من خلال بروز نجومه. وآخرهم المهاجم هارون كمارا الذي يعد من أهم ثمرات السماح للأندية بتسجيل اللاعبين المواليد في صفوف فرقها وفق تنظيمات ولوائح اعتمدها الاتحاد السعودي لكرة القدم بما يخدم الكرة السعودية.ويقول رئيس النادي السابق الدكتور جاسم الياقوت الذي عمل لأكثر من عقدين من الزمن في منصب الرئيس أو النائب وكذلك في عضوية الاتحاد السعودي والعديد من اللجان المتعلقة بتطوير الكرة السعودية «مايميز نادي القادسية عن غيره من الأندية أنه يهتم بعامل مهم جدا وهو جعل العلاقة بين النادي والمدرسة والمنزل تكاملية لمنسوبيه حيث إن ولي الأمر حينما يحضر أبنه للنادي يحرص على أن يكون مجتهدا في تحصيله العلمي ويستطيع التوازن بين الهواية التي يمارسها وبين تعليمه وهذا أمر طبيعي». وبين أن وجود النادي في قلب مدينة الخبر حيث يمكن الوصول له بسهوله.وروى الياقوت جانبا من تجربة نادي القادسية في تطوير المواهب وصناعتهم وجعلهم في مقدمة النجوم الذين يصنعون الفارق في الأندية الكبيرة بالقول «ننتقي أفضل الكفاءات ولذا نضمن الاستمرارية، صحيح أننا ليس لدينا من الأموال الشيء الكثير الذي يمكننا من المحافظة على الكفاءات لفترة طويلة ولكننا نوفر الأجواء الصحية التي تجعل الكثيرين يسعون للعمل في هذا النادي، كما نقدم المكافآت المالية قدر الإمكان للاعبين المتفوقين في الجانب الدراسي من باب التحفيز وهذا الأمور لها أثر كبير جدا».وحول أهم الأهداف التي تسعى لها الإدارات المتعاقبة في نادي القادسية وخصوصا أن عهده شهد عددا من أكبر الصفقات في الكرة السعودية من خلال بيع عقدي اللاعبين سعود كريري وسعيد الودعاني لنادي الاتحاد وكذلك ياسر القحطاني لنادي الهلال وفوزي الشهري للأهلي وغيرهم من اللاعبين بصفقات تجاوزت مداخيلها «50» مليون ريال قال الياقوت «في زمن الاحتراف يتوجب أن يبحث المسؤول عن مصلحة ناديه وهذا ما سعيت له وهناك من تحدث عن أن هناك تفريط في النجوم في عهدي إلا أن من جاء بعدي لم يتمكن من تحقيق وعوده بالمحافظة على النجوم لأن موارد النادي محدودة والقادسية ليس قادر على الاحتفاظ بالنجوم ومقارعة الأندية التي يوجد بها أعضاء شرف يدفعون عشرات الملايين ولذا كنا واضحين في البحث عن مصلحة النادي من خلال الاستفادة من مداخيل العقود للاعبين ونحافظ في الوقت نفسه على من نستطيع المحافظة عليهم.وأشار إلى أن البناء يحتاج إلى وقت طويل وصبر ولذا ظل القادسية يترنح بين دوري الأولى والمحترفين حتى صنع جيلا من النجوم ووصل لثالث الترتيب بالدوري ووصل لنهائي كأس ولي العهد قبل عقد من الزمن، لكن تبقى المادة هي العامل الأهم في زمن الاحتراف.وكان العديد من المدربين الوطنين قد تعاقبوا خلال العقود الثلاثة الأخيرة على قيادة الفئات السنية بداية من البراعم وحتى فريق درجة الشباب مثل خالد مبارك وعبد الرحمن سالم وحمد الدوسري وفريد المعيدي وأحمد الرويعي وسعد الشهري الذي قاد الفريق لحصد بطولة الدوري الممتاز لدرجة الشباب وكذلك عبد الله غالي بندر باصريح وأحمد البحيري حتى أحمد المالكي الذي كان مساعدا للمدرب الوطني خالد العطوي في بطولة كأس آسيا الأخيرة التي حقق الأخضر لقبها بعد غياب طويل قبل أن ينتقل العطوي والمالكي للعمل في نادي الاتفاق.وكان الثلاثي خالد الغنام وخليفة الدوسري وعبد المحسن القحطاني من الأسماء القدساوية التي مثلت المنتخب الوطني السعودي وساهمت في تحقيق الإنجاز المتمثل في حصد اللقب القاري لمنتخب الشباب والمشاركة في مونديال بولندا الأخير مما يرشحهم للانتقال لأحد الأندية الكبيرة خصوصا أن أحد الأندية البولندية أبدى رغبة في ضم الغنام بعد تألقه في المونديال.من جانبه شدد رئيس نادي القادسية الشاب مساعد الزامل على أنهم يسيرون على النهج المتبع في نادي القادسية منذ عقود بالاهتمام بالفئات السنية وصقلها مبينا أنه لا يبحث عن النتائج السريعة وينسى المستقبل.وأكد على أهمية التوازن بين الخطط الآنية قصيرة الأجل والخطط طويلة الأمد.

مشاركة :