محرز يحمل آمال الجزائريين للظفر بالبطولة الأفريقية

  • 7/19/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ارتفعت أسهم اللاعب الجزائري رياض محرز الذي يعود الفضل له في تأهيل المنتخب الجزائري إلى الدور النهائي بفضل الركلة الحرة التي نفذها في الثواني الأخيرة في مباراة محاربي الصحراء ضد نيجيريا في نهائي كأس أمم أفريقيا. وتحولت ركلة محرز الحرة إلى أحد أجمل أهداف البطولة، ودغدغت أحلام الجزائريين الباحثين عن لقب طال انتظاره منذ 29 عاما. ويدرك محرز جيدا ما يعنيه اللقب للجزائريين، لاسيما في مصر، بعد الفوز على نيجيريا، بعد عزّز موقعه كأحد أفضل اللاعبين في صفوف المنتخب الأفضل في نسخة مصر 2019. لم تكن الركلة التي ألهبت حماسة المشجعين في ملعب القاهرة، مجرد هدف في ثوانٍ قاتلة، بل وضعت منتخب بلاده في المباراة النهائية للمرة الأولى منذ لقبه الوحيد على أرضه عام 1990. ويعود محرز المتوج في الموسم المنصرم بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز مع مانشستر سيتي، إلى الملعب ذاته، آملا في قيادة بلاده لرفع الكأس على حساب السنغال ونجمها، غريمه في إنكلترا ساديو مانيه لاعب ليفربول المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا مطلع يونيو. على الجناح الأيمن، شكل محرز ركنا محوريا مع ثلاثي المقدمة سفيان فغولي، يوسف بلايلي وبغداد بونجاح. هؤلاء، وغيرهم، حققوا للجزائر فعالية هجومية فائقة وصلابة دفاعية نادرة: سجل محاربو الصحراء 11 هدفا في ست مباريات، واهتزت شباك رايس مبولحي مرتين فقط.وكان محرز خلف الهدف الأول لبلاده الذي أتى بنيران نيجيرية صديقة، وانتظر حتى الثواني الأخيرة ليطلق بقدمه اليسرى ركلة حرة رائعة هزت شباك منتخب "سوبر إيغلز" (“النسور الممتازة”)، محتفلا بمنح بلاده الفوز 2-1. وركض عبر المستطيل الأخضر نحو دكة البدلاء للاحتفال معهم ومع المدرب جمال بلماضي، وهو يضرب يده على شعار المنتخب على صدره. اختصر محرز ما قام به بالقول "حصلنا على ركلة حرة، تحملت مسؤولياتي، ووضعتها (في المرمى)". وأجمع جل المحللين الفنيين أن محرز قدم في نسخة 2019 من كأس أمم أفريقيا أفضل مبارياته بقميص المنتخب عاضد زملائه المهاجمين وعاد كذلك إلى الخلف لدعم المدافعين. ويظهر على محرز خجله وحديثه بصوت منخفض في المؤتمرات الصحافية، على رغم أنه من أكثر اللاعبين شهرة في كرة القدم لاسيما في إنكلترا حيث توج بلقب الدوري مرتين في ثلاثة أعوام. اللاعب الذي نشأ في فرنسا لاسيما مع فريق لوهافر، عَبَر القناة الإنكليزية في مطلع 2014، منضما إلى فريق مغمور حينها اسمه ليستر سيتي. لم يكن في حساب أشد مشجعي ليستر تفاؤلا، أن يتوج الفريق بعد عامين بلقب الدوري الممتاز (2016). حقق الزرق المفاجأة، وشكل محرز أحد أفضل عناصرهم في موسم انتهى بنيله جائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز، وأضاف إليها بعد أشهر جائزة أفضل لاعب إفريقي. في الموسم التالي، تراجع ليستر، وتراجع محرز. نفحة الحياة المتجددة بثها فيه انتقاله في صيف 2018 إلى مانشستر سيتي، ليعمل في إشراف المدرب الإسباني الفذ جوسيب غوارديولا، المعروف بتأثيره الإيجابي على لاعبيه بقدر إبداعه في الخطط التكتيكية.وأنهى محرز في موسمه الأول مع مانشستر سيتي لقبه الشخصي الثاني في الدوري الممتاز، بعدما شارك في 27 مباراة سجل خلالها سبعة أهداف، آخرها في المرحلة الختامية للموسم ضد برايتون (4-1)، في مباراة كانت نتيجتها حاسمة لضمان اللقب بفارق النقطة الوحيدة عن ليفربول. بالنسبة إلى المدرب المخضرم على مستوى القارة السمراء، الفرنسي كلود لوروا، ثمة جانب من غوارديولا في أداء محرز والجزائر في أمم إفريقيا. على هامش البطولة، قال الفرنسي لوسائل إعلام جزائرية، إن منتخب الجزائر "منظم بشكل جيد جدا، مضبوط بشكل جيد جدا، (غوارديولي) (نسبة إلى غوارديولا) في استعادة الكرة من الخصم”. والنجم الجزائري السابق الذي تولى مهامه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب عهد لمحرز شارة القيادة في الميدان، وجعله اللاعب الذي يعول عليه لصنع الفارق بموهبته متى احتاج إليها منتخب يتفوق في ابتكاره الجماعي. وفي مباراة الغد، سيعود محاربو الصحراء للقاء "أسود تيرانغا" للمرة الثانية في نسخة 2019، بعدما تمكنوا من الفوز عليهم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة بهدف نظيف سجله بلايلي. ومحرز الذي بات أول جزائري يسجل ستة أهداف في كأس الأمم (ثلاث مشاركات)، يحمل على كتفيه آمال مواطنيه المتوقع حضور الآلاف منهم في ملعب القاهرة عبر جسر جوي ستقيمه السلطات الجزائرية بين البلدين.

مشاركة :