محمود المليجي.. "شرير" السينما العربية

  • 7/19/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

محمود المليجي.. أستاذ الأداء والتقمص العفوي والتلقائي، صاحب مدرسة فنية متفردة، يمثل رمزاً لفنان احترم نفسه فاحترمه جمهوره، وواحد من فنانين قلائل يوصف بمختلف الصفات الطيبة، حمل العديد من الألقاب الفنية، منها «ملك تراجيديا الشر» و«شرير السينما» و«أنتوني كوين العرب»، برع في مختلف الأدوار التي جسدها، ومنها الـلص، والمجرم، والقوي، والعاشق، ورجل البوليس، والباشـا، والكهـل، والفـلاح، والطبيب، والمحامي، ورغم أنه لم يكن بطلاً مطلقاً أو نجم شباك، إلا أنه كان يصنع بطولة خاصة من كل دور يمثله. ولد المليجي في 22 ديسمبر 1910 في حي المغربلين بالقاهرة، وعشق الفن منذ صغره، حيث ورثه عن والده الذي كان من عشاق الموسيقى والطرب، وحاول في صباه تعلم الموسيقى، لكن علاقته بها انتهت حين زارهم محمد عبدالوهاب، نجم الموسيقى والطرب وقتها في منزلهم، وكان على معرفة وثيقة بأبيه، وحاول أن يطلعه على حبه للموسيقى والغناء وأن يسمعه صوته، لكن عبدالوهاب نصحه بصرف النظر نهائياً عن أن يكون مطرباً، وسرعان ما انضم لفريق التمثيل في المدرسة الخديوية الثانوية، وأتيحت له الفرصة ليتتلمذ على أيدي كبار الفنانين، ومنهم أحمـد عـلام وجـورج أبيض وفتوح نشاطي وعزيز عيد، الذين استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا الفريق، وانضم في بداية الثلاثينيات بدون علم والده لفرقة الفنانة فاطمة رشدي، حيث كان يؤدي الأدوار الصغيرة، ثم زادت مساحة أدواره في مسرحيات الفرقة، وحين علم والده طرده من البيت، وكان يبلغ 21 عاماً، وتحمل كل الصعوبات بسبب حبه للفن، ونتيجة اقتناع فاطمة رشدي بموهبته رشحته لمشاركتها فيلم من بطولتها وإنتاجها عنوانه «الزواج» عام 1932، وفشل الفيلم فشلاً كبيراً، الأمر الذي دفعه لترك الفرقة والانضمام لفرقة رمسيس الشهيرة، وعشقه الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج وأحبوه حتى في أدوار الشر التي برع فيها، وكون مع فريد شوقي ثنائياً ناجحاً، وقدما عدداً من الأفلام المهمة، منها «حميدو» و«فتوات الحسينية» و«رصيف نمرة 5» و«سوق السلاح» و«موعد مع إبليس» و«النمرود» و«تجار الموت» و«سجين أبو زعبل» و«أبو حديد» و«سواق نص الليل» وغيرها. ويعد دور «محمد أبو سويلم» الذي جسده في فيلم «الأرض» من إخراج يوسف شاهين أعظم أدواره على الإطلاق، وهو ما كان سبباً في استعانة شاهين به في أفلامه التالية، ومنها «الاختيار» و«العصفور» و«عودة الابن الضال» و«إسكندرية ليه» و«حدوتة مصرية»، وأنتج مجموعة من الأفلام، منها «الملاك الأبيض» و«الأم القاتلة» و«سوق الـسلاح» و«المقامر»، وقدم من خلالها عدداً من الوجوه الجديدة آنذاك، والتي برزت لاحقاً، ومنهم فريد شـوقي وتحية كاريوكا ومحسن سرحان وحسن يوسف، وظهر بشخصية الرجل الطيب في عدد من الأفلام، منها «أيام وليالي» و«حكاية حب» و«يوم من عمري» مع عبدالحليم حافظ، إلى جانب «رحمة من السماء» و«الحب الضائع» و«غرام وانتقام» و«ولدي» و«الدموع الساخنة»، واستمرت رحلة عطائه لأكثر من نصف قرن قدم خلالها أكثر من 750 عملاً فنياً، كما قدم للمسرح أكثر من 30 مسرحية ناجحة، منها «يوليوس قيصر» و«حـدث ذات يوم» و«الـولادة»، كما شارك في بطولة عدد من المسلسلات، منها «ليالي الحصاد» و«العنكبوت» و«القط الأسود» و«وقال البحر» و«برج الحظ» و«الأيام»، وتزوج 1939 من رفيقة عمره الفنانة علوية جميل، وكـان إنساناً مع زملائه الفنانين وأباً روحياً لهم، وحصل خلال مشواره على العديد من الجوائز والأوسمة والتكريمات، وكان أول فنان مصري يتم اختياره عضواً بمجلس الشورى تقديراً لفنه ومكانته، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون، وهي من أرفع الجوائز المصرية، وتوفي عن 73 عاماً في السادس من يونيو 1983.

مشاركة :