أكد لـ"الاقتصادية" بيتر نيكولاس راتنق أقيقو؛ سفير كينيا لدى السعودية، أن بلاده على استعداد لتزويد السوق السعودية بالعمالة المنزلية المدربة بنحو خمسة آلاف عاملة دفعة أولى، وفق الاتفاقية التي وقعتها وزارتا العمل في البلدين في مطلع كانون الثاني (يناير) عام 2019. وقال السفير بيتر نيكولاس، إن السعودية تعد واحدة من أهم الشركاء الاقتصاديين في العالم لكينيا، مشددا على أن حكومة بلاده تعمل على رفع التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين. وأشار إلى أن هناك اتفاقيات تجارية وشراكة اقتصادية موقعة خلال الفترة الأخيرة بين الرياض ونيروبي، تم الانتهاء من بعضها والآخر في مستويات مختلفة من المفاوضات. وبين أنه جرى توقيع اتفاقيات الخدمات الجوية والعمليات الثنائية، بينما اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، وتنتظر التوقيع، إضافة إلى اتفاقيات تشجيع وحماية الاستثمارات. وذكر أنه وفق الإحصاءات الرسمية، بلغ عدد العاملين الكينيين الذين يعلمون في السعودية أكثر من 20 ألف كيني يعملون في مواقع مختلفة، خاصة شركات الألبان والزراعية. وحول التبادل التجاري بين المملكة وكينيا، قال إن كينيا استوردت مواد غير نفطية بقيمة 1.4 مليار ريال خلال العام الماضي و4.9 مليار ريال من النفط خلال العام نفسه، فيما استوردت المملكة سلعا بقيمة 284.4 مليون ريال. وبين أن السعودية تعد أكبر مصدر للنفط إلى كينيا وتتمتع الآن بنسبة 38 في المائة من حصة السوق المحلية، ومن الطلب السنوي للبلاد البالغ 13 مليار ريال في 2018. وبين أنه يمكن لكينيا تصدير الزهور والشاي والقهوة والبن، ومجموعة كبيرة من الخضراوات والفواكه، إذ تعد الدولة أيضا أكبر مصدر للزهور المقطوعة إلى أوروبا. ونوه إلى التوجه السعودي نحو تأسيس استثمارات في مشاريع زراعية في القارة الإفريقية، لافتا إلى أن البلدان تبحث في كل مكان عن الموارد الغذائية والأسواق ومكاسب تجارية أخرى. وحول حركة السياح السعوديين إلى كينيا، بين أن "الأرقام ليست عالية كما نريد، لكن يعد السائح السعودي الأكثر إنفاقا بين السياح الذين يزورون كينيا". وعلى الصعيد نفسه، بين أن مجلس السياحة الكيني أجرى دراسات جدوى في المملكة في المدن الرئيسة في الرياض وجدة والدمام بهدف تحديد إمكانات السوق، ومع ذلك، سيتم متابعته من خلال أنشطة تسويقية متزايدة، خاصة أن كينيا هي واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في العالم، إذ يوجد فيها واحدة من أفضل المتنزهات الوطنية، بما في ذلك هجرة الحيوانات البرية المذهلة السنوية في منطقة ماساي مارا. وحول تفاعل كينيا مع الخطط الاقتصادية التي وضعتها الحكومة السعودية خلال عامين، خاصة "رؤية 2030"، أوضح السفير نيكولاس أن "كينيا حريصة على إيجاد طرق لمواءمة أولوياتنا مع أولويات الرؤية 2030، ومعرفة فرص التعاون، خاصة أن كينيا لديها رؤية مماثلة بالهدف نفسه، إذ تتمتع بفاعلية كبيرة في قطاعات البيئة والسياحة والخبرة الفنية، خاصة تكنولوجيا المعلومات". وأكد السفير الكيني، أنه بحكم الخبرات الطويلة التي تمتلكها كينيا في قطاع السياحة، فبالإمكان المساهمة في مشاريع قطاع السياحة، مثل نيوم، إذ تعد كينيا لاعبا رئيسا في صناعة السياحة والمنتجعات، وهناك عديد من الكينيين الذين لديهم خبرة يمكنهم تقديم مهارات الضيافة الخاصة بهم. وقال إن بلاده تعد عضوا في السوق المشتركة لشرق ووسط إفريقيا، ما يتيح فرصة للمنتجات المصنعة في كينيا للوصول إلى أكثر من 500 مليون متسوق، كما أن توقيع منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية يوفر أيضا فرصة كبيرة للاستثمار في البلاد. وأضاف أنها تتنافس على مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2021 - 2022، وتأمل أن تحصل على الدعم الكامل للاتحاد الإفريقي في اجتماعه المقبل.
مشاركة :