بدأت جنوب إفريقيا نشر قوات عسكرية لكبح جماح عنف العصابات في الأجزاء الأشد فقرًا من مدينة كيب تاون بعد مقتل 900 شخص حتى الآن العام الجاري. ورغم ترجيب بعض السكان بنشر القوات التي تأتي دعمًا لقوة شرطية هائلة، لكن ذلك ربما يثير ذكريات الوجود العسكري خلال السنوات الأخيرة من حقبة الأبارتايد (الفصل العنصري) عندما سحقت الحكومة المظاهرات بالقوة. وتتركز القوات العسكرية في منطقة “كيب فلاتس” حيث كانت حكومة الأبارتايد تبقي على التعداد السكاني المختلط الأعراق الكبير بالمدينة، حسب وكالة «بلومبرج». وقال هاورد سولومون /53 عامًا/ وهو رجل شرطة سابق وموظف محلي في إحدى ضواحي كيب فلاتس: «إن المشكلة هي أن الشرطة تعيش في هذه المناطق ويسهل ترويعها من قبل العصابات». وتختلف كيب فلاتس الفقيرة الرملية عن كيب تاون الخلابة التي كثيرًا ما يتم التصويت لها في استطلاعات الرأي الدولية كأحد أفضل المقاصد السياحية في العالم. وكثير من سكان كيب فلاتس عاطلون ويعيشون في ضواحي ذات شقق سكنية منخفضة الارتفاع يجتاحها الاستخدام الشائع للميثامفيتامين المعروف محليًّا باسم «تيك» وتنتشر فيها العصابات المسلحة التي تحمل أسماء مثل «أمريكانز» و«هارد ليفينجز» و«سيكسي بويز». ورفض الرئيس سيريل رامافوسا أي تشابه بين عملية نشر الجيش الحالية والتي كانت موجودة خلال حقبة الأبارتايد. وقال الرئيس أمام البرلمان في كيب تاون أمس الخميس: «هذه قوة دفاعية لدولة جنوب إفريقيا ديمقراطية». ومنذ نهاية الفصل العنصري، انتشر الجيش على فترات متباعدة لمكافحة الجريمة والاضطرابات في جنوب إفريقيا، وقد كان أشهرها خلال فترات الشغب الخاصة برهاب الأجانب في عامي 2008 و2015.
مشاركة :