العالم يستعد لتخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون ومواجهة ركود الاقتصاد العالمي

  • 10/16/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

arabianbusiness(ضوء):تعالت الأصوات التي تحذر أنه ما لم يتم التوصل لتسوية حول رفع سقف الاقتراض فإن الولايات المتحدة ستتخلف عن السداد يوم الخميس القادم، وذلك لديون تبلغ قيمتها 16.8 تريليون دولار بحسب صحيفة الغارديان. وفي حال حدوث ذلك فإن الولايات المتحدة ستدفع بالاقتصاد العالمي نحو الركود. وكانت دول أسيوية عديدة قد احتاطت إزاء تخلف الولايات المتحدة عن السداد بتخزين عملات أجنبية بمبالغ طائلة، واشارت رويترز أن دولا أسيوية أعدت شبكة أمان مالي بقيمة 6 تريليونات دولار من العملات الأجنبية علما أن أكثر من نصف ذلك للصين التي رفعت احتياطي بنكها المركزي من العملات الاجنبية. وتشير صحيفة السفير اللبنانية أنه بعد الطريق المسدود الذي وصل اليه مجلس النواب الأميركي، تتجه الأنظار الآن إلى مجلس الشيوخ، حيث يسعى زعيما الكتلتين الديموقراطية والجمهورية للتوصل إلى تسوية تضع حداً للمأزق المستمر منذ نحو أسبوعين. وكان مقرراً أن يجتمع مجلس الشيوخ الأميركي فجر اليوم، على غير عادته، لبحث سبل إنهاء أزمة الموازنة، فيما لم يعد هناك سوى ثلاثة أيام عمل لمنع تخلف الاقتصاد العالمي الأول عن سداد مستحقاته. وأظهر مجلس الشيوخ رغبة في التوصل إلى اتفاق يجنّب الاقتصاد الأميركي التخلف عن دفع مستحقاته، إلا أن زعيم تكتل الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد أكد أن اتصالاته مع زعيم تكتل الجمهوريين ميتش ماكونل، والتي أجراها أمس الأول، لم تكن سوى اتصالات «تمهيدية»، مشيراً إلى أنها «لم تحمل أي نتيجة حاسمة»، بالرغم من أنها اتسمت بأجواء «ودية للغاية»، في وقت انطلق أعضاء مجلس النواب إلى تمضية عطلة نهاية الأسبوع التي تنتهي اليوم. واتهم الجمهوريون الرئيس باراك أوباما برفض ما اقترحوه، حيث قال اريك كانتور، زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب، «آسف لرفض الرئيس العرض الذي وضعناه على الطاولة». وكان أوباما أعلن معارضته لفكرة رفع سقف الدين لبضعة أسابيع فقط، إذ عبّر البيت الابيض عن أسفه لرفض مجلس الشيوخ، المتوقع أصلاً، لإجراء كان يمكن أن يسمح للدولة الفدرالية بالمضي في الاقتراض حتى نهاية العام 2014، وبالتالي تجنب خطر تخلف غير مسبوق عن السداد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس الأول، «قبل خمسة أيام فقط من وصول الدولة إلى مرحلة التخلف عن السداد، يتعين على الكونغرس أن يقدم حلاً يضع حداً لشلل الحكومة ويتيح لنا دفع فواتيرنا». من جهتها، قارنت مديرة «صندوق النقد الدولي» كريستين لاغارد، الانعكاسات التي قد تنجم عن تعثر السداد بتلك التي نجمت عن الأزمة المالية العالمية في العام 2008. وحذر كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من مغبة عدم توصل الكونغرس الأميركي إلى اتفاق حول رفع سقف الدَّين قبل 17 الجاري، مؤكدَين أن ذلك التأخر سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي والدول النامية وفقا لما نقلته الجريدة السعودية. وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إنه كلما طال إغلاق الحكومة الفدرالية الأميركية بموازاة رفع سقف الدين، جاءت العواقب سلبية وخطيرة على الولايات المتحدة وباقي العالم. وأضافت لاغارد، على هامش الاجتماع السنوي للصندوق في واشنطن: آمل حل هذه المشكلة بأسرع ما يمكن، ومن المهم جداً أن تقوم السلطات بمعالجة حالة عدم اليقين، مبينة أن الصندوق لا يقترح كيفية الحل، ولا يتخذ موقفاً سياسياً، بل يتناولها من وجهة نظر اقتصادية للاقتصاد العالمي كله، وليس فقط للاقتصاد الأميركي. من جهته، انتقد رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم الولايات المتحدة، بسبب استمرار الخلاف بشأن الموازنة. وأشار كيم، في مقابلة مع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية، إلى التداعيات الجسيمة التي حدثت للدول النامية بسبب الخلاف الذي وقع في أغسطس 2011 في الولايات المتحدة بشأن رفع سقف الدين العام وهدد بإعلان إفلاس البلاد، مضيفاً أن أسواق رأس المال هناك انهارت بنسبة 15% في المتوسط بسبب ذلك الخلاف حول الموازنة. وأعرب عن شعوره بقلق كبير، لافتاً إلى أن الوضع في الدول النامية صعب بما فيه الكفاية، وأنا أحاول أن أوضح للساسة في واشنطن أن ما يفعلونه له عواقب وخيمة على بقية العالم.

مشاركة :