خرج الجزائريون بأعداد كبيرة في يوم الجمعة ال22 على التوالي، للمطالبة بدولة مدنية ورحيل رموز النظام، في تظاهرات ساعات قبل أن تبدأ مباراة نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في مصر بين منتخبي الجزائر والسنغال. وكان شعار «دولة مدنية ماشي (ليس) عسكرية» الأبرز في تظاهرة وسط العاصمة الجزائر، التي احتشدت بالمتظاهرين مباشرة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة في الساعة الثانية (13:00 ت.ج). وأشاد الجزائريون بمبادرة الرئيس المؤقت للبلاد عبد القادر بن صالح الذي غادر الخميس إلى مصر من أجل مساندة ودعم (محاربي الصحراء) في رحلة البحث عن التتويج الإفريقي لاسيما أنه التقى رفاق القائد محرز وحفزهم على مواصلة المشوار من أجل إسعاد الجزائريين. ووفرت السلطات الجزائرية تحضيراً لمباراة التأهل، «جسراً جوياً» من 28 طائرة، مدنية وعسكرية، لتنقل بين بلادها ومصر، نحو 4800 مشجع. وبدأ أول المتظاهرين في التجمع صباحاً رغم الانتشار الكبير لقوات الشرطة التي احتلت الشوارع والساحات قبل وصولهم. ولم يتم تسجيل توقيفات كما في الأسابيع الماضية. ورغم أنه من الصعب تقييم عدد المتظاهرين بسبب غياب أرقام رسمية، إلا أن عدد المتظاهرين يبدو مماثلاً للأسابيع الماضية. وقامت الشرطة بصف شاحناتها على جانبي شارع ديدوش مراد، وهو المسار المعتاد للتظاهرة، حتى ساحة البريد المركزي، مكان تجمع المتظاهرين، منذ بداية الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة في 22 فبراير/شباط 2019. ورغم فرحة الجزائريين بمنتخبهم كلما اجتاز دوراً في البطولة الإفريقية إلا أنهم برددون كل يوم جمعة، أن الهدف الأساسي هو رحيل كل رموز النظام الموروث من 20 سنة من حكم عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال في 2 إبريل/نيسان، تحت ضغوط الاحتجاجات. وعبرت عن ذلك أمينة، في الخمسينات من العمر، وموظفة في إحدى بلديات الجزائر العاصمة، حيث قالت وهي تسير وسط المتظاهرين «صحيح أن المنتخب الوطني يجعلنا نعيش أجواء الفخر والسرور، ولكن لا يجب أن ننسى الأهم، وهو رحيل كل رموز العصابة». وتابعت «الكثير منهم يوجدون في السجن وهم يستحقون ذلك، فقد نهبوا أموال الشعب» في إشارة إلى نحو عشرة بين رؤساء وزراء ووزراء احتلوا المناصب في عهد بوتفليقة وهو حالياً في السجن في انتظار محاكمتهم. كما يوجد في الحبس المؤقت مسؤولون كبار ورجال أعمال بتهم «الفساد» أو الاستفادة من صفقات عمومية «مقابل رشى» وهي قضايا بدأ الكشف عنها مباشرة بعد رحيل بوتفليقة عن الحكم. (وكالات)
مشاركة :