توفي كوري جنوبي بعدما أحرق نفسه أمام السفارة اليابانية في سيول، في ظل خلافات تجارية وديبلوماسية مستمرة بين سيول وطوكيو في شأن ملف العمل القسري الذي فرضته اليابان خلال الحرب العالمية الثانية. والرجل السبعيني أضرم النار داخل سيارته أمام مبنى السفارة، وتوفي لاحقاً في مستشفى. وأعلنت السلطات العثور على 20 عبوة غاز في سيارته. وذكر ضابط شرطة أن الرجل تحدث هاتفياً إلى أحد معارفه أثناء توجّهه من منزله إلى السفارة اليابانية اليوم الجمعة، وقال له إنه سيحرق نفسه نتيجة «عدائه لليابان». وأضاف الضابط أن الرجل «كان من ضحايا العمل القسري الذي فرضته اليابان خلال الحرب». وتزامن الحادث مع استدعاء وزير الخارجية الياباني تارو كونو السفير الكوري الجنوبي في طوكيو نام غوان بيو. وحضّ كونو سيول على «اتخاذ خطوات تصحيحية فوراً»، بعدما أمرت المحكمة العليا الكورية الجنوبية شركات يابانية استخدمت العمل القسري قبل عقود، بالتعويض للضحايا. وتعتبر طوكيو أن الملف سُوّي بموجب اتفاق أُبرم بعد تطبيع العلاقات مع سيول، وتضمّن صفقة قروض. وحذّرت من أنها ستتخذ تدابير ضرورية. لكن الخارجية الكورية الجنوبية دعت اليابان الى أن «تبذل جهوداً لتخفيف ألم» الضحايا الكوريين، من أجل «تسوية الخلاف حقاً». وشددت الرئاسة الكورية الجنوبية على أن تصريحات طوكيو عن أن سيول تنتهك القانون الدولي خاطئة، وحضّتها على «إلغاء إجراءات التصدير التقييدية غير المبررة، ووقف التصريحات والتدابير التي من شأنها تصعيد الوضع». في المقابل، طالبت طوكيو سيول بعقد اجتماع تحكيمي بحلول الخميس، لحلّ المسألة. واستدعى كونو السفير الكوري الجنوبي في طوكيو اليوم الجمعة، مبدياً «أسفاً شديداً» لانقضاء المهلة. وقال خلال لقاء مشحون مع السفير: «نطالب بشدة الحكومة الكورية الجنوبية باتخاذ تدابير تصحيحية». ووصف بـ «الوقح جداً»، مواصلتها اقتراح إنشاء صندوق تعويضات مشترك لضحايا العمل القسري، برعاية شركات يابانية وكورية جنوبية في شكل طوعي. وتعتبر طوكيو أن إجراءاتها كانت ضرورية نتيجة «غياب الثقة» في العلاقات مع سيول، متهمة إياها بالامتناع عن التعامل في شكل صحيح مع صادرات المواد الحساسة من اليابان. أما كوريا الجنوبية فهددت باللجوء إلى منظمة التجارة العالمية، وحضّت الولايات المتحدة على التدخل.
مشاركة :