محاسن العمل بهدوء - عبدالحفيظ الشمري

  • 4/13/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

«لايفسد الأعمال إلا كثرة الأقوال»، وتضيف الحِكَمُ أيضاً: أن ما يفسد الأفعال سوى السعي إلى الإعلان عنها بصخب، أو تقديمها بلجاجة واستعراض.. فالمقولة هنا لا تبتعد كثيرا عن الصواب، وهي رؤية تذهب إلى أهمية أن تتسم الأعمال، أو الأفعال بكثير من الهدوء والحكمة والتروي ولاسيما حينما تكون في الشأن العام، كالأعمال المؤثرة والحيوية في مجالات خدمة المجتمع. فرغم أن الواقع يقتضي أن يقترن القول بالعمل، إلا أن الأجمل فيه أن يأتي العمل متكاملا ومرتبا دون ضرورة لمزيد من الأحاديث أو التنظير الذي يقود في الغالب إلى شيء من المراءاة والمظاهر والإطراء المبالغ فيه. إلا أن ما يلاحظ على بلادنا بحمد الله في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان رعاه الله هذه الأيام أن الكثير من القياديين وأصحاب القرارات يتوجهون إلى تعزيز فكرة العمل بهدوء، دون حديث أو مديح أو مزايدات، مستشعرين دائماً أن ما يقومون به من جهد هو خدمة لبلادنا ومجتمعنا، وتتويج لمبدأ التعاون والعطاء، ونكران الذات وتقديم الجهد والعمل دون تحشيد أو تنظير أو مباهاة. أمر آخر يحسن ذكره وهو مرتبط بخفض نسبة الأحاديث، وتصنع الأقوال حول أي خطوة أو قرار مرتبط بعمل ما، فقد خُفِّتَت بحمد الله الكثير من الأصوات التي ظلت تجترح الكثير من الادعاءات حول أي أمر يخدم المجتمع، على نحو المبالغة في نشر الأخبار والتقارير حول المشاريع المعتادة لخدمة المجتمع، والتي لا تحتاج ـ يقيناً ـ إلى مزيد من الإطالة والإطناب في أمر لا جديد فيه على نحو: (أن بلدية محافظة ما ترصف طرقا وتنصب أعمدة إنارة بنصف مليون ريال).. فالأمر هنا جيد إلا أنه لا يحتاج إلى مزيد من التنويه طالما أنه مجرد عمل معتاد، أو صيانة معتادة لا منة فيها ولا إطراء. فما يُعد الآن في تطوير الكثير من المرافق الحيوية كالتعليم والإعلام والثقافة والعمل البلدي، والأنشطة الاجتماعية والدعوية والرياضة والشباب بات يعمل بهدوء، وتقدم خطط التطوير حوله بطريقة منطقية ومقبلة، تنم عن سلوك واقعي راق، يتطلب الحكمة والهدوء وعدم التسرع، مع السعي دائماً إلى إيكال الأمر إلى أهله من ذوي الاختصاص، لتجد أن هناك مهنية في الطرح وتميزاً في المنجز سعياً إلى تحقيق الفائدة للجميع. فالمشروع الوطني السعودي في عهد الملك سلمان رعاه الله يبشر بخير عميم من خلال هذه الرؤية المتوازنة التي لا تجعل القول فيها أكبر من العمل، كما أن المشروع الإنساني والطرح الاجتماعي موعود بتحقيق الأهداف المرجوة منه بشكل لافت ومؤثر، وسيكون بحول الله ذو نفع يهم الجميع، فبات المسئول قبل المواطن يتحرى الدقة في العمل، ويوثق التجربة بشكل متوازن. يبقى علينا أن نَجِدَّ، وأن نحمي وحدتنا، ونقف صفا واحدا لبناء وطننا العزيز وحمايته ولاسيما في هذه الظروف التي نمر بها، وألا نعتمد على ما هو في حكم الخيال، أو المغامرات، فكثرة الخيال والقول قد لا يفيد.. فنحن حقيقة بحاجة إلى الأفعال ولا بأس من الأقوال المتسقة معها، ويا حبذا لو كانت الأفعال والأعمال بلا أحاديث مطولة، فيقيناً لا لبس فيه أن العمل أو الفعل الجميل يشرح ذاته بذاته.

مشاركة :