عادت الفنانة القديرة نجوى فؤاد إلى السينما مجدداً، بعد غياب، من خلال فيلم «قهوة بورصة مصر»، الذي يعرض حالياً في الصالات المصرية. وفي دردشتها مع «الجريدة»، تتحدث نجوى عن الفيلم وشخصية سلوى الراقصة المعتزلة التي جسّدت دورها، وغيرها من التفاصيل في الحوار التالي: *ما سبب حماسك لتجربة "قهوة بورصة مصر"؟ - تحمست للتجربة لأنها قائمة على المغامرة والاختلاف بموضوعها والقضايا التي تطرحها، فالفيلم يعبّر عن الواقع بشكل بعيد عن المبالغة، سواء في التفاصيل أو بمشاهد الأكشن التي أصبحت مقحمة في كثير من الأعمال خلال الفترة الحالية، لذا شعرت بأنني أمام تجربة جديدة ومختلفة على جميع المستويات، فضلا عن مشاركة عدد كبير من الفنانين في أحداثه، مما يزيد أحداثه ثراء من الناحية الفنية، لذا لم أفكر كثيراً في العمل. *مَن رشحك للفيلم؟ - تحدث معي في البداية الفنان علاء مرسي، وأخبرني بالفيلم وقصته، وطلب مني قراءة السيناريو الذي كتبه المخرج أحمد نور، وبالفعل أرسله لي وبدأت قراءته، ومع نهايته قررت ألا أترك هذه الفرصة، وأن أوقّع التعاقد على الفور، خاصة أن شخصية سلوى التي رشحت لها مليئة بالتفاصيل الإنسانية وحياتها التراجيدية لمست قلبي. *هل شاهدت شخصيات تشبه سلوى؟ - بالفعل، فقصتها الإنسانية شاهدتها في حكايات كثيرة، فسلوى راقصة تقدم بها العمر، ولم تعد مطلوبة للرقص، وتشعر بأن حياتها أصبحت بلا معنى، بل إنها تشعر بتحوّلها لعبء في ظل عدم توافر عمل لها، وحصول زوجها على ما ادخرته وتركها بمفردها تواجه مصيرا مجهولا وهي الحكاية التي ترويها على المقهى. حياة مستورة *البعض وجد في قصة سلوى إسقاطاً على حياتك؟ - الحمد لله، أعيش حياة مستورة وجيدة، ولم أواجه ما واجهته سلوى في الفيلم، كما أنني لم أتحول إلى سيدة مدمنة أو أعاني الفقر، لكن ثمة حكايات مماثلة عاشها الكثيرون من أهل الفن، بسبب تغيّر طبيعة الحياة وتقدّم العمر، صحيح أنني في شبابي عندما كنت أرقص كانت الأضواء مسلطة بشكل أكبر عليّ، لكن هذه طبيعة الحياة، وهناك كثير من الفنانين الذين عملوا من أجل الفن فقط، ولم يكوّنوا من وراءه ثروات طائلة، لذا أعتبر شخصية سلوى إسقاطاً على مجموعة كبيرة من الشخصيات التي عاشت ظروفاً مشابهة، وليس مقصودا بها شخص محدد. ولا أنكر أن هناك جزءا يتشابه مع حياتي مرتبط بتقدم العمر وتغيّر طبيعة النجومية، لكن في النهاية هذه المساحة قليلة للغاية، ومرتبطة بالظروف العامة المشابهة لأبناء جيلي ومن في مرحلتي العمرية. *أستشعر من حديثك وجود حالة من الضيق؟ - أتفهم طبيعة السينما في مصر التي تعتمد على الشباب بشكل أكبر، لكن في الوقت نفسه هناك تجاهل للموضوعات التي يمكن أن يقدمها النجوم الكبار، وهو أمر عكس ما يحدث في السينما العالمية التي تزخر بالأفلام التي يقدمها النجوم مع تقدّمهم في العمر، وهناك نجوم كثيرون في مصر قدموا أدوارا مهمة في أعمال مع الشباب، مثل محمود ياسين ومحمود عبدالعزيز وغيرهما، وأتمنى أن تتغير هذه النظرة ليس فقط لدى المنتجين، لكن أيضاً لدى الكتّاب الذين يختارون الموضوعات والأفكار المقدمة، سواء في السينما أو التلفزيون. أعمال واقعية *هل ترين أن الواقعية لا تزال مطلوبة في السينما؟ - بالتأكيد، فالجمهور يشاهد العمل ويتفاعل معه عندما يرى أنه قريب منه، وليس مبالغا فيه، وهذا من أهم الأسباب التي جذبتني للفيلم، فأنا حريصة على أن يكون وجودي الفني بأدوار مهمة في أعمال واقعية حتى لو استلزم الأمر الظهور بمشاهد محدودة، وسبق أن قدمتها في أكثر من تجربة، سواء بالسينما أو التليفزيون. *ثمة أخبار دائمة عن حالتك الصحية، فما سببها؟ - حقيقة لا أعرف مصدر الأخبار غير الصحيحة عن وضعي الصحي، فأنا لا أعاني مشكلات صحية مزمنة، وما أتعرض له أحيانا من أزمات صحية بسيطة أمر طبيعي يمكن أن يتعرّض له أي شخص، وبقدر سعادتي باهتمام أصدقائي وزملائي وجمهوري بالاطمئنان على صحتي، إلا أنني أشعر بالضيق في كثير من الأحيان بسبب الشائعات السخيفة التي تخرج عني من دون مبرر على الإطلاق. مشروع سينمائي هناك مشروع سينمائي آخر مع علاء مرسي والورشة التي تقوم بكتابة السيناريو في الوقت الحالي يجرون مراجعة أخيرة على التفاصيل الخاصة بالفيلم، وبعدها سأحسم موقفي من التجربة، خاصة في ظل وجود بعض الالتزامات الشخصية بحياتي خلال الأيام المقبلة.
مشاركة :