لم يكن تتويج المنتخب الجزائري بلقب كأس إفريقيا للأمم عقب فوزه في المباراة النهائية أول من أمس على السنغال 1-0 في القاهرة مجرد فوز عابر مفرغ من المعاني، بل كان ملحمة حبلى بالدروس والعبر لمن يريد أن يتعلم ويعتبر من تجارب الآخرين في كرة القدم. تتويج «محاربي الصحراء» درس لبقية الفرق والمنتخبات العربية في كيفية تحقيق الانتصارات الوطنية بالروح والدم. 1- الروح الانتصارية: أذهل منتخب الجزائر العالم خلال البطولة منذ الدور الأول بالروح الانتصارية العالية، التي لعب بها أمام جميع المنافسين دون استثناء، ولعل المشهد الأبرز الذي لا ينسى ويعبر بقوة على حب الانتصار بكاء بغداد بونجاح لحوالي ساعة بعدما أهدر ركلة جزاء أمام كوت ديفوار في ربع النهائي. 2- المدرب المحلي: أثبت تتويج الجزائر باللقب أهمية الاعتماد على المدرب المحلي الذي يسهل تواصله مع اللاعبين ويفهم عقليتهم وينجح أكثر في تحفيزهم لتماثل اللغة والعقلية والثقافة، فالمدرب الأجنبي كثيراً ما يخفق في التجانس مع المجموعة. 3- حب الوطن: لا أحد في أوطاننا لا يحب بلاده، حب الوطن يولد معنا بالفطرة، ولكن الجزائريين أبدعوا في هذا العشق وترجموه إلى واقع، ولعل لقطة إصرار المدافع جمال بلعمري على إكمال المباراة على الرغم من الدماء التي تنهمر من رأسه لوحة فنية رائعة في حب الوطن، وهم بلاد المليون شهيد. 4- قلب واحد: أظهر المنتخب الجزائري تلاحماً كبيراً بين اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين، لا توجد حسابات ولا حساسيات ولا غيرة بين الأساسي والبديل.. كتيبة محاربين تلعب بقلب رجل واحد على الرغم من تواجد أسماء كبيرة ونجوم ساطعة يصعب قبولها لبنك البدلاء لو كانت مع منتخبات أخرى. 5- انسجام مع المدرب: عندما يلعب الفريق من أجل المدرب يتحقق النصر حتماً، وهذا ما رأيناه في المنتخب الجزائري فاللاعبون يتجهون دائماً إلى المدرب بعد تسجيل الأهداف في اعتراف صريح أنه الرجل الذي وحدهم وبث فيهم الثقة ليتألقوا، بينما عانت منتخبات أخرى من خلافات بين المدرب واللاعبين. 6- اللاعب المحترف: فوز "محاربي الصحراء" باللقب الإفريقي أثبت مرة أخرى أن الألقاب القارية في كرة القدم لا تتحقق إلا بالاعتماد على اللاعبين المحترفين في أوروبا، والجزائر شاركت في البطولة من دون أي لاعب محلي، جميعهم في مان سيتي ( محرز) وليستر سيتي ( سليماني) ودوريات البرتغال وفرنسا. 7- قوة البدلاء: دخل المنتخب الجزائري أمم إفريقيا بدكة قوية يجلس عليها نجوم في حجم سليماني وابراهيمي ووناس، ولا أحد ينسى تغيير الفريق بالكامل أمام تنزانيا حيث أقحم بلماضي البدلاء فأثبتوا أنهم بنفس مستوى المنتخب الأساسي. 8- المجموعة: انجاز الجزائر تحقق بفضل جهود المجموعة ليس لاعبين ومدرباً فقط بل بقية الأجهزة الفنية والطبية واتحاد الكرة، ولعل لقطة المدرب المساعد في مباراة نصف النهائي أمام نيجيريا أفضل مثال على التكامل في العمل عندما توجه إلى لاعبين اثنين بضرورة البقاء بالملعب أثناء احتفال زملائهم بهدف محرز خارج المستطيل، حتى لا يلعب الخصم الكرة حسب اللوائح. 9- تواضع النجوم: على الرغم من الأسماء الكبيرة في المنتخب الجزائري، إلا أنها تعاملت مع الفريق بتواضع، ورأينا رياض محرز طوال البطولة يضطلع بدور دفاعي خلال كل المباريات واضعاً نفسه في خدمة المدرب والمجموعة. 10- جنون الجماهير: وجد منتخب الجزائر دعماً كبيراً من الجماهير حفزه لمواصلة التألق واللعب بروح قتالية، ويكفي أن نشير إلى أن حوالي 20 ألف مشجع انتقلوا إلى القاهرة لحضور النهائي قادمين من الجزائر وأوروبا وأمريكا والخليج.كلمات دالة: الجزائر، كأس أمم أفريقيا، السنغال، بونجاح، براهيمي، بلماضي ، بلعمريShareطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :