قال خبراء عسكريون وسياسيون: إن موافقة المملكة على استقبال قوات أمريكية بمثابة رسالة ردع قوية لإيران التي تسعى للعبث بأمن واستقرار المنطقة.وشدد الخبراء لـ «اليوم» على أن التنسيق العسكري السعودي الأمريكي يؤكد التعاون الكبير بين البلدين، كما يساهم بحفظ السلم والأمن الدوليين باعتبار أن المنطقة أصبحت محط أنظار العالم بسبب عدائيات إيران.» تطور الأحداثقال الخبير العسكري والإستراتيجي محمد الغباشي: التنسيق السعودي الأمريكي في الشأن العسكري أصبح ضرورة ملحة بعد تطور الأحداث في منطقة الخليج، إذ إنه بات بمثابة ضمانة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، والتصرفات الإيرانية الأخيرة غير المسؤولة تشكل تهديدا قويا للأمن والسلم الدوليين وزعزعة لاستقرار وحركة التجارة والملاحة الدولية.ويرى الغباشي أن إيران دولة راعية للإرهاب وتنتهك القوانين الدولية سواء بالتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة، ففي شرق منطقة الخليج العربي سعت للعبث بأمن مملكة البحرين واللعب على وتر الفتنة الطائفية، وفي اليمن زودت الحوثي بالأسلحة والصواريخ والطائرات الموجهة لتهديد المدنيين بالمملكة ومنشآت نفطية.وأضاف الغباشي: قلة عدد الجنود الأمريكيين يؤكد أنهم ليسوا لتنفيذ عمليات عسكرية بل لمهام لوجستية وإدارية ومعلوماتية مشتركة.» إثارة الفوضىأما الخبير الإستراتيجي هاني غنيم فقال: العالم شاهد حجم الاستفزازات الإيرانية الأخيرة ثم التصعيد بتهديدات والانتقال إلى مرحلة التنفيذ باستهداف ناقلات نفط وسفن تجارية، ما عقد الموقف في ظل عدم رغبة طهران في التوصل إلى أية حلول سلمية من باب العبث بأمن واستقرار المنطقة.وأشار إلى أن واشنطن أدركت أن النظام لن يتراجع عن تهديد حركة السفن والملاحة في باب المندب وهرمز واستهداف ناقلات النفط، ما جعل الرئيس دونالد ترامب يعلن أنه لن يسمح بتهديد أمن الخليج.ويرى غنيم أن التنسيق بين الرياض وواشنطن خصوصا في الملف العسكري المتعلق بالأمن والسلم الدوليين هو ثمار ما أسسته المملكة بعلاقاتها القوية مع الولايات المتحدة، مشيدا بالانفتاح السياسي الذي تشهده السعودية بفضل الرؤية الواعية لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.ويرى غنيم أن المملكة تتحمل عبئا كبيرا للحفاظ على أمن واستقرار الخليج في ظل ما يشهده من توترات وقلاقل غير مسبوقة من نظام الملالي.» خطوة استباقيةوقال الخبير في الشأن الإيراني، إبراهيم مطر: المملكة استبقت أية خطوات عدائية من طهران بتعزيز التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، وشددت القيادة السعودية على حرصها على السلام الذي يعد قوة الردع الحقيقية التي تمنع الحرب.وأشار مطر إلى أن الرئيس الأمريكي معني بإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات من أجل التوقيع معها على اتفاق لا يشمل المشروع النووي فحسب، بل الوجود الإيراني في سوريا واليمن والعراق.ونوه إلى أن هناك اتجاهات أخرى يتبناها مستشار الأمن القومي جون بولتون وعدد من كبار الموظفين الذين يدفعون الإدارة الأمريكية إلى تبني إسقاط نظام إيران.وختم: في اعتقادي أن النظام سينهار إذا واصلت الولايات المتحدة الضغط عليه، ووفقا لبولتون «بعض اللكمات الصغيرة، ستسقط النظام».
مشاركة :