الدوحة ـ الراية: شارك معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، في دراسة أجراها باحثون بجامعة ووريك في المملكة المتحدة حول فحص مدى تأثير التركيزات الطبيعية والعالية للجلوكوز على الأوعية الدموية. وتساعد الدراسة في تحديد طرق جديدة لمنع تلف الأعضاء بفعل المضاعفات المرتبطة بداء السكري، كما يتم العمل على تطويرها لتطبق على أنواع الخلايا الموجودة في الكلى، والعيون، وأعصاب الذراعين والرجلين التي تتعرض للضرر بفعل داء السكري، حيث إن الآلية الموجودة في الخلايا التي تُبطّن الأوعية الدموية والتي تساعد في معالجة سكر الجلوكوز تخرج عن السيطرة لدى مرضى السكري، ويمكن ربط هذا الأمر بتكوين جلطات الدم والالتهابات. وقد فحص الباحثون تأثير التركيزات الطبيعية والعالية للجلوكوز على الخلايا البطانية للإنسان، التي تشكل بطانة الأوعية الدموية، عن طريق زيادة تركيز الجلوكوز في وسط الاستنبات. وقام الباحثون بنمذجة التأثيرات على الخلايا البطانية لفرط سكر الدم، وهي حالة يكون فيها مستوى الجلوكوز في الدم لدى الفرد مرتفعًا بشكل غير طبيعي وينجم عادة عن مرض السكري. كما أكدت الدراسة الأولية على زيادة أيض الجلوكوز في الخلايا البطانية في ظل ارتفاع معدلات الجلوكوز، وأظهرت لأول مرة أن ذلك يعود إلى أن الإنزيم الذي يستقلب الجلوكوز في هذه الخلايا، والذي يُطلق عليه هكسوكيناز-2، يتحلل ببطء أكبر عندما يكون تركيز الجلوكوز عاليًا، وبالتالي، يستقلب كمية من الجلوكوز أكثر من المعتاد. وتدفع زيادة استقلاب الجلوكوز نحو إحداث خلل أيضي بالخلايا البطانية في نموذج فرط سكر الدم. وفي هذا الصدد، عبر الدكتور بول ثورنالي، مدير مركز بحوث السكري في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي عن سعادته بالمشاركة في هذا البحث الرائد الذي يقدم إسهامات حيوية في دراسة السكري، ويعزز من فهم لهذا المرض.. موضحاً أن فريق البحث استفاد من مشاركة معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، حيث يحرز مركز بحوث السكري التابع للمعهد تقدمًا كبيرًا على طريق الوصول إلى فهم أعمق لداء السكري من خلال بحوثه المبتكرة التي تبرهن كذلك على أنها جزء لا يتجزأ من هذه الدراسة. من جانبه، قال الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي: «إنه مع تزايد انتشار السكري في قطر والمنطقة، يلتزم معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بالسعي للوصول إلى طرق جديدة لمواجهة هذا التحدي الرئيسي في مجال الرعاية الصحية، وبالإضافة إلى ذلك، نعتقد أن هناك خطوات كبيرة يمكن أن تتخذ ضمن مساعينا هذه من خلال التعاون الاستراتيجي، وأن البحوث المستمرة حول داء السكري مع جامعة بحثية رائدة مثل جامعة ووريك من شأنها أن تساعدنا في الكشف عن رؤى مهمة ذات صلة عالمية». وعَلَّقت الدكتورة نائلة رباني، من كلية الطب بجامعة ووريك، على هذه الدراسة بالقول «لا تزال آليات حساسية أعضاء الجسم للإصابة بالضرر بفعل التركيزات العالية للجلوكوز في داء السكري مبهمة، ومن الضروري إجراء تحسينات عاجلة في علاج مضاعفات السكري، وتوفر دراستنا خطوة إلى الأمام على طريق فهمنا لتلك الآليات». وأضافت أن البحث الذي أجري يمثل خطوة رئيسية محتملة، للتعرف على دور زيادة تركيزات إنزيم الهيكسوكيناز-2 في بدء تطور الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية في حالات ارتفاع السكر في الدم المرتبطة بالمضاعفات الوعائية للسكري، مثل أمراض الكلى، والأضرار التي تلحق بالشبكية في العيون، والأضرار التي تلحق بالأعصاب في الذراعين والرجلين، وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب، وهو السبب الرئيسي للوفاة المبكرة لدى المرضى المصابين بداء السكري. ويعمل مركز بحوث السكري في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي على تطوير بحوث مبتكرة على النوعين الأول والثاني من السكري واضطرابات التمثيل الغذائي ذات الصلة. ويتمثل الهدف الأساسي للمركز في اكتساب المعرفة الأساسية وتعزيز فهم الأسباب الاجتماعية والجزيئية والوراثية للمرض.
مشاركة :