عبد الكريم الوزاني يحتفي بـ«الشغب الجميل»

  • 7/21/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تأخذنا لوحات ومنحوتات الفنان المغربي عبدالكريم الوزاني، المعروضة حالياً في تطوان، إلى مراتع الطفولة الرحبة، لتسبح بنا في ألوان الفرح وشغب الطفولة الجميل، فهذا الفنان الذي يُعدُّ أحد إيقونات الفن التشكيلي في المغرب، وصوتاً من أصوات الحداثة، يُحرك فينا مشاعر الطفولة البعيدة والأفراح بأشكال وألوان هادئة ومنسابة كخرير المياه، ويدعو المتلقي لكي يسبح في تلك الألوان، فأعماله تحتفي بإنسانية الأشياء وموسيقاها الداخلية الهادئة، عبر دوائر مغلقة وألوان فاتحة تعبر عن فرح الإنسان وتوقه، للتحرر من قيود المادة وعبودية المدينة المتوحشة، إنه فنان «يؤنسن» أعماله، ويقترب بها محاولاً بها أن يعيدنا إلى طفولتنا الهاربة، لوحات ومنحوتات الوزاني لا تراكم الخشن أو المستفز ولا تراكم الرؤى والأفكار والفلسفات، إنها محض فن جميل ينشد البساطة مثلما تنشده أحلام الطفولة البريئة. فبخفة روح طفولية يَبْنِي عبدالكريم الوزاني منحوتاته الملونة. تصغر حتى تكاد تغدو لعب أطفال ينصبها في الفضاء، وتكبر وتتعالى حتى تغدو أشبه بأرجوحة. هكذا يمنحنا هذا الفنان منذ أكثر من ثلاثة عقود كيانات فاتنة تترجم عالمه المرئي، وتزج بنا في مكونات محيطنا لتعيد خلقه لنا، وأمامنا بمزيج من الدهشة والمرح والفتنة. منحوتات هذا الفنان ترفل بالكائنات، من ورود وأسماك وأشجار، تكاد تنبع من أيادي طفل لم يجد أمامه غير أسلاك الحديد والخرق والألوان كي يشكل بها تلك الكائنات، كما يقول فريد الزاهي. ويضيف: المثير في تجربة هذا الفنان، هو قدرته على تفكيك المرئي وإعادة تركيبه، مع تبسيطه إلى هيكله، وهو الأمر الذي يخلق لديه كما لدينا، وفي كل مرة، إحساساً بأن تعقد المرئي وحجْميته وجسْميته ليست سوى مظهر لهيكله الأساس. فما يهم في هذا المرئي المحسوس هو نسغه اللامرئي، أي ما يغلفه المظهر. وقال الفنان عبدالكريم الوزاني، الذي حصل على الكثير من الجوائز العالمية، إنه ينشد البساطة في أعماله لأن «كل إنسان يحوي في أعماقه طفلاً يتوق للفطرة، ويحِنُّ إلى طبيعته الأولى، ويسافر إلى عالم عجائبي، تختلف مقارباته، ويشكل العمق الإبداعي الإنساني الحقيقي‏».

مشاركة :