طهران - الوكالات: تجاهلت طهران الدعوات التي وجّهها امس الأوروبيون لمطالبتها بالإفراج عن ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني احتجزتها في مضيق هرمز، في خطوة وصفتها بريطانيا بأنها «خطيرة» واستدعت على خلفيتها القائم بالأعمال الإيراني ونصحت على إثرها سفنها بتجنب المضيق. وقال الحرس الثوري الإيراني إنه احتجز ناقلة «ستينا إيمبيرو» الجمعة إثر خرقها «القواعد البحرية الدولية» في المضيق الذي تمرّ من خلاله ثلث كميات النفط المنقولة بحراً في العالم. واحتجزت إيران الناقلة قبالة مرفأ بندر عباس في خطوة بررتها السلطات الإيرانية بأن السفينة لم تستجب لنداءات استغاثة وأطفأت أجهزة إرسالها بعد اصطدامها بسفينة صيد. وأعلنت لندن من جهتها أن إيران احتجزت ناقلتين في الخليج، لكن الشركة المالكة لناقلة النفط الثانية «مصدر» التي ترفع علم ليبيريا، قالت إنه تم الإفراج عن السفينة بعدما دخلها مسلحون لبعض الوقت. جاءت هذه الحادثة بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لثلاثين يوماً بعد أسبوعين من ضبطها في عملية شاركت بها البحرية الملكية البريطانية، للاشتباه بأنّها كانت متوجّهة إلى سوريا لتسليم حمولة من النفط في انتهاك لعقوبات أمريكية وأوروبية. وعلى تويتر دافع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن احتجاز طهران للسفينة التي ترفع العلم البريطاني مؤكد أنه «على العكس من القرصنة في مضيق جبل طارق، ما قمنا به في الخليج هو فرض احترام القانون البحري». وأضاف أن «إيران هي الضامن للأمن في الخليج وفي مضيق هرمز. على بريطانيا التوقف عن مساعدة الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة»، في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية التي أعادت واشنطن فرضها على طهران إثر انسحابها من الاتفاق النووي المبرم في عام 2018. واستدعت وزارة الخارجية البريطانية القائم بالأعمال الإيراني امس على خلفية احتجاز ناقلة النفط، ونصحت لندن السفن البريطانية بالبقاء «خارج منطقة» مضيق هرمز «لفترة موقتة». ودعت فرنسا وألمانيا امس السلطات الإيرانية إلى الإفراج بلا تأخير عن الناقلة، فيما رأت برلين أن احتجازها يشكل «تصعيداً إضافياً لوضع متوتر أصلاً»، وذلك بعدما نددت واشنطن بما اعتبرته «تصعيدا للعنف» من جانب طهران. وقال الحرس الثوري الإيراني الخميس أيضاً إنه احتجز «ناقلة أجنبية» أخرى مع طاقمها المؤلف من 12 فرداً، لاتهامها بتهريب الوقود، بدون أن يعطي تفاصيل إضافية. وازداد التوتر في منطقة الخليج منذ مايو، ولا سيما مع سلسلة هجمات على ناقلات نفط في المنطقة اتهمت واشنطن إيران بالوقوف خلفها. وفي يونيو، ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربات جوية ضد إيران في اللحظة الأخيرة، بعدما أسقطت ايران طائرة مسيرة أمريكية. وكانت الناقلة «ستينا إيمبيرو» متوجهة إلى السعودية الجمعة عندما اصطدمت بسفينة صيد، بحسب سلطات ميناء بندر عباس حيث ترسو الناقلة حالياً. وأعلن المدير العام للموانئ والملاحة البحرية في محافظة هرمزكان الله مراد عفيفي بور أن خبراء سوف يحققون في «الحادثة». وقال عفيفي بور إن «عدد أفراد طاقم هذه الناقلة» التي يملكها طرف سويدي «هو 23 شخصاً وجميعهم على متنها»، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء فارس. و18 من أفراد طاقم الناقلة بينهم القبطان هنود، بالإضافة إلى ثلاثة روس ولاتفي وفيليبيني. وقالت نيودلهي ومانيلا إنهما تواصلتا مع طهران في إطار مساعي الإفراج عن مواطنيهما. وأكد عفيفي بور أن الصيادين أطلقوا نداء استغاثة بعد الاصطدام واتصلوا بسلطات المرفأ «عندما لم يتلقوا أي رد» من الناقلة. وتابع متحدثا لوكالة إيلنا الإيرانية للأنباء أن أحد أسباب احتجاز الناقلة «لمزيد من التحقيق هو مواصلة طريقها لبعض الوقت وأجهزة إرسالها مطفأة». وبحسب موقع «مارين ترافيك» المتخصص بتتبع حركة ناقلات النفط، فقد أشارت «ستينا إيمبيرو» إلى موقعها آخر مرة عند الساعة 2100 (1630 ت غ) قرب جزيرة لارك. وأكدت الشركة المالكة أن الناقلة كانت تعبر مضيق هرمز وفي «المياه الدولية» حين «هاجمتها قوارب صغيرة غير محددة الهوية ومروحية». وحذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت من «عواقب خطيرة ما لم يتم حل المسألة بسرعة». وأضاف في حديث لقناة سكاي نيوز «نحن لا نبحث في الخيارات العسكرية، بل في الخيارات الدبلوماسية لحل المسألة».
مشاركة :