أكد أمين عام ملتقى قراءة النص الثالث عشر الدكتور محمد الغامدي، على أهمية دعوة المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية إلى تبنّي مشروع وطني لتوثيق عطاءات الرواد في مجالات الأدب والثقافة، وجمع نتاجهم، وطباعته ونشره. وقال: "إن الملتقى ناقش مرحلة مهمة وتأسيسية من مراحل الأدب السعودي، وهي مرحلة الرواد، وجاءت النسخة الأخيرة التي انتهت الأسبوع الماضي تحت عنوان "الإنتاج الأدبي والنقدي لجيل الرواد بالمملكة: تأريخ ومراجعة وتقويم"، مشكلة إضافة حقيقية على المشهد والخارطة الثقافية المحلية". وذكر الغامدي أن جلسات الملتقى غطت حقبة مهمة من تاريخ الأدب السعودي التي تعد المرحلة التأسيسية للمشروع التنويري لقاده الرعيل الأول، الذين كانوا ولا زالوا في مكانة المفكرين والمثقفين الواعين بنهضة بلادهم في تلك الفترة المبكرة من تاريخ المملكة. وأشار إلى أن الملتقى سار وفق منهجية مدروسة في تناول عطاءات الأدباء الرواد، وجاءت جلساته لتشمل النتاج الأدبي المطروح في تلك المرحلة، ما أعطى كل جلسة طابع التكثيف على موضوع أو موضوعين في الغالب تناقش فيها الباحثون البالغ عددهم نحو 35 من خبراء النقد من مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى مشاركة نقاد عرب تخصصوا في الأدب السعودي. ووفقا للربيع فإن الملتقى تناول عرض وتحليل الروايات الرائدة في الأدب المحلي، منها "التوأمان"، التي عدها أول رواية في التاريخ السعودي الحديث، التي صدرت عام 1930 وكتب على غلافها "أول رواية سعودية صدرت بالحجاز بقلم عبدالقدوس الأنصاري، ورواية "فكرة" بقلم أحمد السباعي ورواية "البعث" لمحمد علي المغربي، وكان صدورهما عام 1948، وتطور مفهوم الرواية بعد ذلك على يد كتاب مجتهدين تتابعت أعمالهم، مثل حامد دمنهور صاحب أول رواية سعودية "فنية" وهي روايته "ثمن التضحية" عام 1959. وأوضح أن من أهم توصيات الملتقى تسليط الضوء على المغمورين من جيل الرواد، وإبراز جهودهم وعطائهم. وقال: "إن المجتمعين دعوا إلى التركيز على الجانب الموضوعي المنهجي في تناول عطاء الرواد، وإيجاد برامج وآليات تضمنُ توسيع دائرة الاستفادة من مثل هذه الملتقيات، وإضافة النشر السمعي والمرئي إلى النشر الورقيّ". إضافة إلى الحث على العمل المنسق بين المؤسسات الثقافية والأدبية بما يتعلق بتناول المنتج الثقافي السعودي – ولاسيما الرواد-منعاً للتكرار والازدواجية، وحرصا على إيجاد تراكم معرفي يرقى بالخطاب الثقافي السعودي إلى آفاق أوسع، وميادين أرحب. كما ركز المجتمعون من الأدباء والنقاد على التنسيق مع المؤسسات التربوية والإعلامية من أجل الاستفادة من مخرجات هذا الملتقى وما شاكله من ملتقيات ثقافية وأدبية في صياغة المناهج التعليمية، وتكوين البرامج الإعلامية، ما يتيح لتوصياتها أن تتحول إلى برامج عملية يستفيد منها الوطن، واستثمار برامج الدراسات العليا التي تزخر بها جامعات المملكة في إنجاز مشاريع بحثية عميقة تخدم عطاء الرواد على مستوى التوثيق والتقويم.
مشاركة :