غرقت عشرات المنازل والمدارس والشوارع أمس في عدد من المدن ومخيمات اللاجئين الفقراء في قطاع غزة نتيجة هطول الأمطار بغزارة غير متوقعة في مثل الشهر الجاري من كل عام. ورافق هطول المطر الغزير وانخفاض درجات الحرارة في شكل ملموس، تساقط الثلوج الذي يطلق الفلسطينيون عليه اسم البَرَد، ما أدى إلى تراكمه في بعض المناطق لبعض الوقت. وبينما استمتع كثير من الناس، خصوصاً الأطفال، بحبات البرد الكبيرة البيضاء، فإن آلاف المشردين المدمرة منازلهم نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير الصيف الماضي القاطنين في كرافانات مصنوعة من الحديد، تركوها بعدما تسربت إليها مياه الأمطار. وأخلت طواقم الدفاع المدني صباحاً ثلاث مدارس ومنازل عدة بعدما غمرتها مياه الأمطار التي هطلت أمس الأول على قطاع غزة، وزادت شدّتها صباح أمس. وتم إخلاء آلاف التلاميذ من المدارس خلال الفترة الصباحية وإعادتهم إلى منازلهم، من دون وقوع إصابات في صفوفهم، بينما تم تعطيل الدوام في المدارس في الفترة المسائية. وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمد الميدنة أنه تم إخلاء جميع الطلاب بسلام وإغلاق المدارس الثلاث ومنع الدوام فيها. وأوضح أن مياه الأمطار غمرت منازل عدة في مخيم جباليا شمال القطاع وفي محيط مدرسة الفلاح، وتم إخلاء ساكنيها إلى مناطق آمنة. وأشار إلى أن المياه تسرّبت بكميات قليلة جداً إلى بعض الكرافانات التي يعيش فيها أصحاب المنازل المدمرة في بلدة بيت حانون شمال القطاع. وقالت هيئة الأرصاد الجوية أن الأمطار الغزيرة ستواصل هطولها في فلسطين، على أن ينحسر المنخفض الجوي ليلاً. وأشارت الصور الأخيرة من الأقمار الاصطناعية إلى وجود كميات كبيرة من السحب الماطرة فوق البحر المتوسط التي ستدخل المناطق الفلسطينية تباعاً مصحوبة بعواصف رعدية وبرد أحياناً، في حين تشهد المنطقة انخفاضاً آخر في الحرارة. وأفاد الراصد الجوي عاصم عصيدة بأن المنخفض الجوي نادراً ما يأتي في مثل هذه الفترات من السنة، خصوصاً لجهة برودته. وتوقع انحسار المنخفض اعتباراً من ليل الأحد - الإثنين، على أن يتوقف خلال ساعات صباح اليوم. وأشار إلى أن مناطق كثيرة شمال فلسطين تجاوزت فيها كمية المطر حاجز 70 مليمتراً خلال المنخفض في اليومين الماضيين.