عمون – أكدت وزير الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات، الأحد، أن الأردن ملتزم بإنهاء ملحقي الباقورة والغُمر في موعده المحدد.وحذر محللون في تصريحات لـ عمون، من المماطلة في المفاوضات، تزامنا مع اقتراب مدة إنهاء تأجير "الباقورة والغُمر".وكانت وسائل الإعلام العبرية، خلال الآونة الأخيرة، سلطت الضوء على الملف، وبدأت بالعد التنازلي للمدة المتفق عليها بموجب معاهدة السلام.وأعلن جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه شخصيات سياسية بقصر الحسينية في تشرين الأول من العام الماضي، أن الأردن قرر إنهاء الملحقين اللذين سمحا لإسرائيل باستخدام أراضي الباقورة والغمر.وكانت وزارة الخارجية قد أبلغت دولة الاحتلال الإسرائيلي، في أكتوبر من العام الماضي، بأن الأردن قرر استعادة سيادته على أراضي منطقتي "الباقورة" و"الغمر" اللتين تستأجرهما إسرائيل بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1994.وتنص الاتفاقية على حق إسرائيل في التصرف في هذه الأراضي لمدة 25 عاما، ويتجدد الحق تلقائيا في حال لم تبلغ الحكومة الأردنية إسرائيل برغبتها في استعادة هذه الأراضي قبل عام من انتهاء المدة.*علينا الاستعداد للمعركة.. وخوضها حتى النهايةحذر المتخصص في الشأن الإسرائيلي عريب الرنتاوي، الأحد، من تداعيات ملف "الباقورة والغُمر"، قائلا "علينا الاستعداد للمعركة.. وخوضها حتى النهاية".ولم يخفِ الرنتاوي الشكوك العميقة، بأن حكومة اليمين واليمين المتطرف بقيادة نتنياهو ستسلم المنطقتين دون مماطلة أو تمديد الإيجار أو تسليم منطقة دون أخرى، مستندا على التفكير الإسرائيلي التوسعي الاستيطاني.وقال لـ عمون، إن المملكة مقبلة على استحقاق مهم في تشرين الأول القادم بخصوص استرجاع المنطقتين، داعيا لمراقبة تحركات إسرائيل حيال الرغبة الأردنية المشروعة بإرادة سياسية لاستعادة الباقورة والغُمر.وأضاف، أن الأردن لم يخسر أي وسيلة خارج إطار معاهدة السلام الموقعة عام 1994، مؤكدا على لجوء المملكة لكافة الأدوات المنصوص عليها بالمعاهدة.وأكد الرنتاوي، على الموقف الأردني الواحد تجاه المنطقتين بقوله، "أن العقد شريعة المتعاقدين.. انتهى العقد.. لا نريد التجديد". وأشار إلى أن فرص فوز المملكة بالقضية عالية جدا، داعيا الحكومة لاستنفاد كافة الأدوات لتحصيل الحقوق المشروعة.واستطراد الرنتاوي، أنه في حال وجود أراضٍ تعود لإسرائيليين لا يعني شيئا في تسليم المنطقتين، مؤكدا على ضرورة اختيار الإسرائيليين على العيش تحت مظلة القانون الأردني كأجانب مقيمين أو بيع الممتلكات لمستثمرين أردنيين.وتفاجأ الرنتاوي من ترجمة مقال له منشور منذ ستة أشهر، وبثه على إحدى الصحف الإسرائيلية اليوم الأحد، مرجحا أن تشهد القضية زخما إعلاميا كبيرا.وانتقد غياب القضية، في الآونة الأخيرة، على الحوار الوطني لدى النخبة والحكومة، داعيا وسائل الاعلام إلى إعادة تجديد الملف عبر الإعلام حتى يتم تهيئة الرأي العام الأردني لكافة الاحتمالات.*العدو سيمارس التسويف في المفاوضاتمن جهته الخبير في الشأن الفلسطيني حمادة فراعنة لم يستبعد ممارسة العدو الإسرائيلي للمماطلة والتسويف في مفاوضاته مع المملكة بخصوص الباقورة والغُمر.وبين فراعنة لـ عمون، أن منطقة الباقورة تعود ملكيتها للإسرائيليين بعد شرائها من قبل الانتداب البريطاني عام 1926، وليس من الأردنيين، فيما تعود ملكية منطقة الغُمر للأردن.ولم يستثنِ احتمالية إدراج الباقورة والغُمر، والحديث هنا لفراعنة، ضمن دعاية نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية المتوقع إجراؤها في أيلول المقبل.وأكد فراعنة على موقف الأردن الصلب متمثلا بتصريحات جلالة الملك حول استعادة "الباقورة والغُمر".وتابع حديثه بالقول، إن الأردن طالب بإلغاء مرافق معاهدة السلام حول المنطقتين، مشيرا إلى إزالة كافة التسهيلات التي منحت للمزارعين الإسرائيليين بموجب المعاهدة.ورجح فراعنة، أن تشهد المرحلة القادمة مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بشأن شراء الأردن للأراضي المملوكة من قبل المزارعين الإسرائيليين في منطقة الباقورة.
مشاركة :