في مثل هذا اليوم 21 يوليو من عام 1925، اندلعت الثورة السورية الكبرى، وهي ثورة انطلقت في سوريا ضد الاستعمار الفرنسي، بقيادة ثوار جبل العرب جنوب سوريا، وانضم تحت لوائهم عدد من المجاهدين من مختلف مناطق سوريا والأردن تحت قيادة سلطان باشا الأطرش قائد عام الثورة. وحقق ثوار الجبل انتصارات هزت فرنسا وكبدت الفرنسيين خسائر فادحة في العتاد والأرواح وتحركت الثورة من كل مناطق ومدن سوريا بقيادة عدد كبير من القادة السوريين من جبل العرب وحوران سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى ومن حلب إبراهيم هنانو ومن دمشق حسن الخراط وعدد كبير من الأبطال والمجاهدين من مختلف مناطق سوريا واشتركت فيها كافة فصائل الشعب السوري. لجأ المجاهد سلطان الأطرش مع عدد من قادة الثورة بذكائهم وحنكتهم إلى نقل قيادة الثورة من المدن والقرى إلى البادية لتكون بعيدة عن متناول القوات الفرنسية ومخابراتها فلجأوا إلى الشيخ سلطان سطام الطيار شيخ قبيلة ولدعلي من عنزة كونه أحد الثائرين ضد الاستعمار إلا أن ذلك المقر لم يدم أكثر من ستة أشهر حيث اكتشف مكانهم وهاجمتهم القوات الفرنسية ليضطروا بعدها للانتقال. زعزعت هذه التحركات الكبيرة بشكل كبير سياسة الفرنسيين في سوريا وأصبحوا على قناعة تامة بأن الشعب في سورية لن يرضخ ولا بد من تأسيس حكومة سورية وطنية والرضوخ لإرادة الشعب وثورته الكبرى وتشكيل مفاوضين من مختلف محافظات سوريا وعمل انتخابات برلمانية مستقلة استمر على عقبها رجال الدولة والسياسيون السوريون وقاعدة الثورة في جبل العرب ودمشق ودرعا وحلب وطرطوس واللاذقية وحمص وحماة ودير الزور والرقة وعرض مطالب الشعب في سوريا. لكن الاستعمار الفرنسي لم يتفهم المطالب التي عرضت فعم الغضب أنحاء البلاد فانطلقت الثورات إلى أن تمت الانتخابات البرلمانية السورية المستقلة في الثلاثينات ورفض سلطان باشا الأطرش استلام الرئاسة أو تشكيل حكومة مستقلة في جبل العرب لما في ذلك من تقسيم للمنطقة وتشكلت عدة حكومات سورية.
مشاركة :