بينما كانت الحاجة مريم أبو زوير من أهل القدس المحتلة، تئن تحت سكرات الموت، وتلتقط أنفاسها الأخيرة قبل نحو 25 عاماً، كان نجلها محمود داوود حسين، المغترب في الولايات المتحدة الأمريكية، يخطّط مع سماسرة الاحتلال وأعوانه لنزع بصماتها على أوراق بيضاء مروّسة، بمساعدة ثلاثة من أقاربه، تحت غطاء حماية منزل العائلة الكائن في حي سلوان، المطل على المسجد الأقصى المبارك، من استيلاء المستوطنين عليه. يقول نهاد صيام أحد الورثة لـ «البيان»، إن عائلته تخوض منذ 25 عاماً صراعاً مريراً في محاكم الاحتلال الإسرائيلي، لحماية العقار، ولإثبات ملكيتهم فيه، ولدحض ادعاءات جمعية العاد الاستيطانية، علماً بأن العقار عبارة عن «8 حصص»، أربع منها تم بيعها من قبل مالكيها، إضافة إلى حصتين مصنّفتين تحت بند «حارس أملاك غائبين»، الذي أوجده الاحتلال كوسيلة تهويدية للسيطرة على أملاك الفلسطينيين في القدس، وبقية مناطق الضفة الغربية، فيما تبقت حصّتان للعائلة، وتم الحفاظ عليهما. يضيف صيام أن جمعية العاد الاستيطانية، عملت خلال السنوات الماضية بكل الوسائل غير المشروعة للاستيلاء على العقار، أولها من خلال التواطؤ بين سماسرة وعملاء، لجؤوا لأخذ بصمات المرحومة مريم أبو زوير على مستند تنازل (قسري)، لثلاثة من أبنائها عن العقار، وهي على فراش الموت، إلا أن المحاكم الإسرائيلية رفضت عام 1999 ادعاء «جمعية إلعاد»، مؤكدة أن العقار يعود لأبنائها الثمانية. وفي كثير من الأحيان، تتخذ محاكم الاحتلال قرارات لصالح فلسطينيين، للظهور بمظهر المتبع للمسار القضائي "المستقل"، فيما تعود لاحقاً لاتخاذ قرارات مضادة في القضايا نفسها. محاولة جديدة وأضاف أن "إلعاد" قامت بمحاولة جديدة للسيطرة على العقار، برفع قضية أخرى للسيطرة على عقار المرحومة، بادعاء أنها قامت بشراء 3 حصص في العقار (الأشقاء الموجودين في الولايات المتحدة، وعلى رأسهم المدعو محمود داود خليل)، كما طالبت بحصص أخرى، تصنفها سلطات الاحتلال ضمن مسمّى (حارس أملاك الغائبين)، وذلك عام 2001. واستنزفت عائلة صيام أموالاً طائلة، من خلال الغرامات التي فرضتها عليهم محاكم الاحتلال المنحازة لجمعية إلعاد، وقد منعتهم من إجراء أي ترميم في المنزل والأرض، في سبيل حماية العقار، وعانت العائلة من ضغوطات نفسية، أدت إلى وفاة منيرة، والدة جواد. وفي صباح اليوم العاشر من الشهر الجاري، اقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين، المنزل، بحماية من شرطة الاحتلال، وقاموا بإفراغ محتوياته بعد إخلائه من ساكنيه، وجمعوا مقتنياته على سطح المبنى، فيما قامت فرق أخرى من العمال، بإدخال صفائح معدنية لعمل فواصل داخل الأرض المحيطة بالمنزل، وفتحوا باباً خلفياً، وهدموا جزءاً من الجدار الاستنادي المحيط بالعقار، وبذلك تمت السيطرة بالكامل على منزل عائلة صيام. ومن الجدير ذكره، أن حي سلوان بمدينة القدس، يتعرض لهجمة استيطانية شرسة منذ عام 1999، من خلال زرع 70 بؤرة استيطانية في محيطه، للسيطرة على البلدة القديمة ومحيطها.ShareطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :