ابتكر قسم العظام في مستشفى «توام»، التابع لشركة «صحة»، بروتوكولاً طبياً متطوراً لعلاج الشلل الدماغي لدى الأطفال، الذي يمنع تدهور الاضطرابات في قدرات الطفل الحركية، بالإضافة لعلاج كامل لحالات الخلع الوراثي لمفصل الحوض «الورك» والتشوهات الخلقية لحديثي الولادة، عبر العلاج التحفظي والذي يعتمد على تطويل لأوتار الأطراف، لإعادة الحركة الطبيعية للجسم من دون تدخل جراحي. ويبدأ البروتوكول الطبي على الكشف المبكر للمواليد من قبل اختصاصي الأطفال وتحويل الحالات لقسم جراحة عظام الأطفال، كما يستقبل الحالات المعقدة والتشوهات الخلقية من المستشفيات الأخرى الحكومية والخاصة، ويعتبر «توام» مستشفى مرجعياً لطب وجراحة عظام الأطفال. ويعالج قسم عظام الأطفال نحو 28 طفلاً مصاباً بالشلل الدماغي «أصحاب الهمم» شهرياً، ما بين حالات جديدة ومتابعة علاجية، وذلك ضمن 6 عيادات متخصصة في جراحة عظام الأطفال أسبوعياً والتي تستقبل نحو 20 مريضاً يومياً في كل عيادة، منها عيادة جراحة عظام الأطفال المصابين بتشوهات خلقية في الأقدام واليدين، والخلع الوراثي لمفصل الحوض «الورك»، بالإضافة لتشوهات القدم الحنفاء وهي الملتوية عند الولادة ومشاكل القدم المفلطحة، ونجح قسم عظام الأطفال في علاج حالات الخلع الوراثي لمفصل الورك والقدم الحنفاء من دون جراحة بنسبة 100% لجميع الحالات التي تم اكتشافها مبكراً، وذلك عبر العلاج التحفظي «الجبيرة» والجبس مع العلاج الطبيعي الذي يعتبر جزءاً أساسياً لشفاء المريض. وقال الدكتور شريف سمير مصطفى، استشاري جراحة العظام واختصاصي جراحة عظام الأطفال: إن علاج التشوهات الخلقية، مثل القدم الحنفاء والمفلطحة والخلع في مفصل الورك، يمكن علاجها بشكل كامل من دون تدخل جراحي عند اكتشافها لحظة الولادة، ويعتبر اكتشافها بعد مرور شهرين من الولادة غير محبذ، حيث تتعقد حالة المريض مما يصعب علاجها بالوسائل التحفظية مما يتطلب تدخلاً جراحياً حينها، مشيراً إلى أن المستشفى يستقبل جميع التحويلات لمثل هذه الحالات من كل المستشفيات، حيث أجرى عملية جراحية مؤخراً لطفلة تبلغ 18 شهراً لديها حالة خلع في «الورك» لم يتم اكتشافها مبكراً منوهاً إلى أن العملية الجراحية تمت بنجاح. ولفت إلى أن خلع مفصل الورك يتسبب في قصر في أطوال العظام لأحد الطرفين السفليين، فتكون هنالك ساق أقصر من الأخرى، ويؤثر على الظهر، ويمشي الطفل بعرج، ويؤدي في المستقبل لخشونة في المفصل، ويصبح علاجه معقداً للغاية، كما أضاف أن الشلل الدماغي ينقسم إلى رباعي وثنائي الذي يصيب نصف الجسد، وتتم معالجته بمنع التيبس في المفاصل وإجراء عمليات تطويل لأوتار الأقدام واليدين، وتحويل بعض الأوتار، الأمر الذي يساهم في تسهيل حركة الطفل، حيث يكون لدى الطفل صعوبات إما في المشي، أو الجلوس أو الوقوف، بحيث يتم تشكيل الأوتار وإجراء تحويلات، حتى يتمكن الطفل من أداء الحركة التي لا يستطيعها، سواء كانت الجلوس والوقوف والمشي، ونقله من مرحلة إلى أخرى مع علاج تكميلي مهم، متضمناً اختصاصي العلاج الطبيعي، مؤكداً أن الشلل الدماغي يستمر مع المريض ولا يعالج بشكل نهائي، إنما يتم منع تطور المرض وتأثيراته على الجهاز الحركي للطفل. الاكتشاف المبكر للحالات أوضح الدكتور شريف سمير أن قسم عظام الأطفال وضع بروتوكولاً طبياً جديداً للأطفال حديثي الولادة، للكشف على أمراض التشوهات الخلقية والشلل الدماغي وخلع مفصل الورك، مما ساهم في شفاء عدد كبير من تلك الحالات بعد اكتشافها مبكراً، ويمكن للأمهات الانتباه لهذه الأمراض في حالة الولادة المتعثرة، خاصة عند الطفل الأول وملاحظة وضع غير طبيعي للقدم أو تشوه خلقي في الظهر واليدين، مشيراً إلى أن «توام» لديه أكبر قسم للولادة على مستوى مدينة العين، وأحد أكبر الأقسام لحديثي الولادة على مستوى الإمارة، وما يميز المستشفى الاكتشاف المبكر لحالات التشوهات وعلاجها من دون جراحة وبنسبة نجاح عالية. ويضم مستشفى توام حوالي 5 عيادات طوارئ عظام وكسور أسبوعياً، تبدأ من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 12 ظهراً، كما يوجد 5 عيادات تخصصية وتنقسم إلى أربعة أقسام وهي: المفاصل والطب الرياضي والأورام وعظام الأطفال، حيث يبلغ عدد العيادات التخصصية في العظام 25 عيادة أسبوعياً.
مشاركة :