في عام 1954، أصدر الرئيس جمال عبدالناصر كتابًا تحت عنوان "فلسفة الثورة"، قدمه كمجرد دورية لاستكشاف الظروف المحيطة بثورة 23 يوليو، والأهداف التي سعت لتحقيقها، حيث صاغها في جملة "تحرير الوطن من كل الأغلال والقيود".يكشف "ناصر" في الفصل الأول من الكتاب- الذي نسُب إلى الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل- عن الكثير من الظروف التي دفعت الضباط الأحرار للقيام بما عرف بالحركة المباركة، من تأثير حرب فلسطين والأسلحة الفاسدة بالإضافة إلى أزمة الانتخابات الداخلية لنادي الضباط، والأزمات النفسية - كما وصفها - للنخبة السياسية وأساتذه الجامعات، والتطاحن فيما بينهم ولذا رفض ناصر حسب ما يقوله رفض التعاون معهم ونتيجة لذلك كان لا بد للجيش أن يغير موقعه من الحدود إلى العاصمة.وفي ذكرى ثورة 23 يوليو، ترصد "البوابة نيوز" أبرز 10 أفكار وآراء وردت بهذا الكتاب:-ثورة 23 يوليو هي تحقيق للأمل والحلم الذي راود شعب مصر، منذ العصر الحديث، حلمهم في أن يكون حكم الشعب بأيدي أبنائه، وأن يكون الشعب هو صاحب الكلمة العليا في تقرير مصيره.-لم تقم ثورة 23 يوليو بسبب النتائج التي أسفرت عنها حرب فلسطين، أو بسبب ما يُعرف بالأسلحة الفاسدة التي راح ضحيتها جنود وضباط، أو بسبب ازمة انتخابات نادي ضباط الجيش، إنما تعتبر كل هذه الأحداث - القشة التي قسمت ظهر البعير، وعجلت بإشعال الثورة.- وجد الجيش نفسه مضطرا للعمل في العاصمة لا على حدود الوطن كما هو معهود، لأن الجيش هو الشبح الذي يؤرق به الطاغية أحلام الشعب؛ فلم يكن هناك مهرب أو مفر من أن يهدم الشبح أحلام الطاغية.- لم يكن الجيش على استعداد لتولي الحكم، وذهبنا نلتمس الرأي من ذوي الرأي والخبرة من أصحابها ( السياسين وأساتذة الجامعات)، ومن سوء حظنا لم نعثر على شئ كثير، كل رجل قابلنا لم يكن يهدف إلا إلى قتل رجل آخر - لكل شعب من الشعوب ثورتين، ثورة سياسية يسترد بها الشعب حقه في حكم نفسه بنفسه، وثورة اجتماعية تتصارع فيها طبقات المجتمع الواحد لتحقيق العدالة.- الضباط الأحرار والشعب المصري كانوا يحملون بمصر المتحررة القوية، ذلك أمر لا خلاف فيه بين المصريين، أما الطريق إلى التحرر والقوة فهو عقدة العقد في حياتنا.- فكرت وزملائي من الضباط الأحرار- في اغتيال كثيرين وجدنا أنهم العقبات التي تقف بين وطننا وبين مستقبله، فكرت في اغتيال الملك السابق وبعض رجاله الذين كانوا يعبثون بمقدساتنا ولكننا تراجعنا عنها.- الشعب المصري قبل ثورة يوليو كان بمثابة القافلة، التي كان يجب أن تلزم طريق معينا وطال عليها الطريق وقابلتها المصاعب وانبرى لها اللصوص وقطاع الطرق، وضللها السراب فتبعثرت القافلة وكل جماعة شردت في ناحية وكل فرد مضى في اتجاه.- مهمة الجيش في وقت الثورة والفترة التي تلتها انحصرت في جمع الشاردين والتائهين ليضعهم على الطريق الصحيح ثم يتركهم يواصلون السير.- إن نجاح الثورة يتوقف على ادراكها لحقيقة الظروف التي تواجهها، وقدرتها على الحركة السريعة، وأن تتحرر من آثار الألفاظ البراقة وأن تقدم على ما تتصور أنه واجبها مهما كان الثمن من شعبية الجيش والهتاف بحياته والتصفيق له.
مشاركة :