نقل تجربة ترميم قصور الأندلس إلى الدرعية التاريخية

  • 4/14/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

توقع الدكتور أدولفو سانشيز رئيس اتحاد شركات الترميم في أوروبا ورئيس مجلس إدارة المجموعة الإسبانية الدولية لترميم المباني الأثرية والتراثية التي تقوم بتنفيذ أعمال المرحلة الأولى والثانية من مشروع فندق سمحان التراثي بالدرعية التاريخية، أن يكون هذا الفندق التراثي الأول من نوعه في الشرق الأوسط من حيث تصميمه المميز وفخامته ومحافظته على المباني التراثية القائمة في الحي، معربا عن بالغ اعتزازه ومسؤولي المجموعة بالتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء رعايته وضع حجر الأساس لمشروع الفندق ضمن رعايته -حفظه الله- لافتتاح حي البجيري بالدرعية التاريخية. وأعرب عن تقديره العميق لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على اهتمامه بالتعاون مع المجموعة الإسبانية الدولية لترميم المباني الأثرية والتراثية لتنفيذ هذا المشروع التاريخي الذي بدأت الهيئة في تنفيذه وسيكون باكورة مشاريع الشركة السعودية للضيافة التراثية التي أطلقتها الهيئة مؤخرا. وأشار الدكتور أدولفو إلى أن حي سمحان سيمثل بعد تطويره وتأهيله، معلما حضاريا بارزا يعكس عبق الماضي ويواكب الحداثة، مضيفا "بدأنا في العمل فيه منذ عام ونصف وانهينا العمل في المرحلة الأولى من المشروع حيث قمنا بإزالة الأنقاض وما يشبه أعمال الحفريات الأثرية، وتمكنا من إنجاز المسح العمراني بواسطة علماء وخبراء ومساحين خلال هذه المرحلة"، مبينا أن المرحلة الثانية والتي ستبدأ قريبا تشتمل على عمليات تجهيز البنى التحتية مثل الكهرباء والمياه والخرائط المفصلة للموقع حيث تستغرق هذه المرحلة زمناً وجيزاً على مدى شهرين أو ثلاثة أشهر، ثم تبدأ مرحلة التنفيذ النهائي، ليتم تحويل الحي بكامله المتضمن 44 بيتاً طينياً إلى فندق تراثي يوازي خمس نجوم ليكون الأول من نوعه في المملكة. وأوضح أن ما يميز العمل في حي سمحان بالدرعية التاريخية عن باقي الأعمال هو طريقة التعامل مع ما هو موجود، مبينا أن تنفيذ مشروع بهذه الخصائص هو مسؤولية كبيرة حيث إن هذا العمل يخضع لشروط خاصة جدا، فعلينا أن نحافظ على المباني الموجودة حاليا وتكملة النسيج العمراني للمباني المتهدمة بنفس المواد التي بنيت فيها لبلوغ الهدف الرئيسي لعملية الترميم، والتحدّي هو في إمكانية استعمال القديم مع وسائل الراحة الحديثة دون أن نلحق به ضررا، وتشييد مبنى من اللبن أو الطين لوجهة استعمال معينة يتعرض لصعوبات محدودة. وتوقع سانشيز أن تحقق المملكة مستوى عالميا متقدما في مجال حماية التراث العمراني خلال السنوات الخمس المقبلة مع ما تشهده حاليا وتخطط لإقامته من مشروعات لترميم مواقع ومباني التراث العمراني وتحويلها إلى مواقع جذب سياحي. واعتبر رئيس اتحاد شركات الترميم في أوروبا أن ما تشهده المملكة من حراك رسمي واجتماعي لحماية التراث العمراني مشابه إلى حد كبير ما شهدته أسبانيا قبل نحو 40 عاما من صحوة تراثية نتجت عنها قيام مشاريع عملاقة جعلت المواقع الأثرية والتراثية الأسبانية في موقع الصدارة أوروبيا وعالميا من حيث عدد زوارها. وقال إن المرحلة التي تمر بها المملكة حاليا التي يبرز فيها الاهتمام بتراثها العمراني وتطويره، تشابه ما مرت به إسبانيا في السبعينات حيث كانت تواجه كثيرا من التحديات والصعوبات في الحفاظ على تراثها وتطويره وتأهيله، وقد تغلبت عليها بفضل اهتمام الحكومات، وتوعية المجتمع بشرائحه المختلفة وتعريفه بقيمة تراثه، مضيفاً أن المجتمع الذي لا يعي ولا يدرك قيمة تراثه يمثل أكبر عقبة في تطوير التراث العمراني وتأهيله والاستفادة منه.

مشاركة :